[يمامة الوادي]

كل يوم كأنه الأول
كان يا ما كان...
تذكر ليلة الزواج .. تذكرين في السنة الأولى من زواجنا.. تذكر.. تذكرين، تذكر تذكرين وهكذا يدور حوار طويل بين الزوجين


ويتكرر الحوار في أكثر من يوم ويكون محتوى معظم الحوار كلمات مثل كنا وكنتَ وكنتِ وتتمحور الحياة حول الماضي ويصبح الحاضر باهتاً شاحباً شحوب وجه الشخص المصاب بفقر الدم، إذا كنا في حواراتنا السابقة نتحدث في كيفية التعامل مع طباع معينة في شخصية أحد طرفي العلاقة الزوجية فإننا اليوم نتحدث عن كيفية التعامل مع حالة نفسية تصيب العلاقة الزوجية ذاتها، نتحدث عن كيفية التعامل مع هذه الحالة التي يكون فيها الشعور بالسعادة والانطلاق والمرح والهدوء يعني اجترار الماضي لأن الحاضر كسول بطيء، لا يشترط أن يعني هذا أن الحياة كئيبة أو أن هناك كراهية للعلاقة الزوجية، ولكن إيقاع الحياة يسير ببطء يصيب بالتثاؤب، كما يصيبنا التثاؤب عندما نشاهد فيلماً عربياً صوّر في أوائل الستينيات أو أواخر الخمسينات فتبدأ الجفون بالتشابك وعضلات الفكين ترهق من شدة التثاؤب.

وهنا يقفز السؤال: كيف نتعامل مع حالة التثاؤب هذه التي قد تصيب العلاقة الزوجية ؟!!
ابتداء لابد أن يجلس كل واحد منا ويسأل نفسه كم مرة قد سمع منذ زواجه عن ضرورة التغيير والتجديد في الحياة الزوجية؟! ثم يفكر وبكل صراحة مع نفسه هل هو حقاً يعرف المعنى أو المقصود بالتجديد؟!! وكم مرة قد أدخل بالفعل تجديداً في الحياة الزوجية الخاصة به أو بها؟!

مفهوم التجديد
كم أعجبتني عبارة قرأتها في إحدى المجلات المتخصصة في العلاقات الزوجية تقول مفهوم التجديد في الحياة الزوجية هو أن نستقبل كل يوم في حياتنا وكأنه هو اليوم الأول في حياتنا الزوجية.

هل تعرفون ماذا يعني هذا؟! هذا يعني أن في كل يوم وعلى مدى الحياة الزوجية، مهما بلغ عمرها،يسعى كل واحد في أن يتفنن في إرضاء الآخر ومحاولة اكتشاف شيء جديد في شخصية الآخر والاستمتاع باليوم إلى أقصى مدى، كما أنه يعني أننا سنلغي من قاموسنا كلمة إحنا كبرنا على شذي فمهما بلغنا من العمر ومن امتداد الحياة الزوجية ما الذي يمنع من أن يخرج الزوج والزوجة في رحلة خاصة إلى مطعم مثلاً وأن يجلسا معاً ويتسامران في كل شيء إلا المشاكل الأسرية. لماذا يمنعنا العمر من أن نعبر عن مشاعرنا، وأحاسيسنا، بل إن هذه اللحظات الشبابية والهانئة تكون بمثابة حمام بارد في يوم صيفي حار مرهق، فحتماً إن هذه اللمسات والضحكات ستعيد إلى حياتنا الحياة، فلماذا نجتر الماضي لكي نشعر بالسعادة، لماذا لا نعيد تفعيل السعادة في حياتنا الزوجية؟!

أسباب التثاؤب
من الأسباب الرئيسية لدخول التثاؤب للحياة الزوجية هو إغفالنا لاحتياجاتنا النفسية في الحياة الزوجية، فيصبح تركيزنا وهمنا الوحيد هو تسيير الأسرة، وحل مشاكلها وهموم الأولاد.. فلان يريد، فلان فعل، لابد أن نفعل، يجب أن نشتري.. وهكذا تدور هذه الحوارات في الأماكن التي يجب ألا تدور فيها، والتي يحلو لي أن أسميها الأماكن المحرمة، مثل غرفة النوم وطاولة الطعام، هذه الأماكن لابد وأن نجعلها في حِمى من أن يطرح فيها مثل هذه الحوارات كما أن هناك أوقات يجب ألا يطرح مثل هذه النقاشات، فليس كل أوقاتنا يجب أن نستهلكها في الحديث في هذه المواضيع.

فإذا كنا نريد حياة سعيدة خالصة من التثاؤب فعلينا أن نوقظ الحياة الزوجية، وإلا فسنضطر إلى اجترار الماضي للابتسام.

والأخطر أن تحدث عملية الاجترار هذه في السنة الثانية أو الثالثة من الزواج، بل والأخطر من هذا أن يبدأ أحد الزوجين في اجترار الماضي بمفرده، لأن العلاقة الزوجية أصبحت أبرد من أن يجترا الماضي سوياً.

تبدو الصورة كئيبة جداً أليس كذلك؟! .. فلنعمل على تفاديها بإدخال التجديد في حياتنا الزوجية، ولا تنسوا أن التجديد يعني أن نستقبل كل يوم في حياتنا الزوجية وكأنه اليوم الأول في زواجنا.
من اطلاعاتي

[هنااادي]

ماشاء الله عليك مواضيعك رائعه...

[يمامة الوادي]

تسلمي وجزاك الله خيرا لمرورك

[حكمه]

موضوع جميل ولكن الالفه من الله وحده

شكرا لروعة مقالك

[يمامة الوادي]

جزاك الله خيرا لمرورك