[يمامة الوادي]

صباحكم ورد وإيمان ، ونهاركم يقين وإحسان ، ويومكم كله سعادة ومسرة وخير .. دعواتنا لكم بالتوفيق أينما كنتم

ملازمة ذكر الله تعالى بمثابة شحن بطارية القلب ، فإذا دمتَ على ذلك توهج المصباح ولابد ، ومع التوهج تشعر أنك قد أصبحت من أهل السماء!

كنت أردد كثيراً: اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي .ثم حبب الله إليّ الإقبال عليه تلاوة ودراسةً لزمن غير قصير ، ثم هبت على قلبي نفحات الربيع حقاً!

عينك على قمة الجبل، والمسافة لا تزال بعيدة ،فإن كانت لك همة صادقة ،ستقطع الرحلة مبتسماً ، وتدوس على الشوك ضاحكاً ، وتمضي مترنماً !

إذا حل الربيع اهتزت الدنيا بالفرح، كذلك حين أخالط الصالحين ،وأعطر سمعي بكلامهم ، أشعر أن الربيع يتولد في قلبي فتهتز روحي بالفرح!

قال: رغد العيش جعلني مترهلاً رخواً أميل إلى الدعة والكسل ،فلما ابتليت كان هذا الابتلاء من أعظم نعم الله عليّ ،لقد صهرني من جديد فخرجت ذهباً!

متألقون دوماً! ومن صور تألقهم: أنهم إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه، فالوقت أثمن من أن يضيع هباء! وإن خاطبهم الجاهلون بالسيئة،ردوا عليهم بالحسنة!

قال: سأبقى مبتسماً رغم المواجع والنوازل والشدائد ، لسبب بسيط: ما دام معي ربي عز وجل فكل شيء جميل ، لأن له حكمة فيما اختاره لي !

من انغمس قلبه في بحبوحة أنوار حلاوة الصلاة، ثم خرج منها إلى دنيا الناس ربما تجلت لعينيه كسفة فنائها تقول له: إياك وإياي فلا تنخدع بي!

ثمة أناس لا يرون إلا النقطة السوداء مهما صغرت، في الثوب الناصع البياض، ثم يسلطون عليها المجاهر الكبيرة! ويبررون ذلك بأوهى التبريرات!

قال صلى الله عليه وسلم: ( من نفّسَ عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا ، نفسَ الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة )[رواه مسلم ]

عندما أمرض أشعر أن الدنيا كلها مريضة،وعندما أُسرّ أشعر كأن الدنيا لا يسعها الفرح ، وعندما يرق قلبي في صلاة أو مناجاة أحس أن الدنيا تبكي معي!

الذكر يحط الخطايا ويذهبها ، فهو من أعظم الحسنات ، والحسنات يذهبن السيئات.. والذكر سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر

لن نيأس من شبابنا مهما بدا على ظاهرهم عدم الاستقامة ، وصور الاستهانة ، فإن الأمل بصلاحهم أقوى من اليأس منهم ، والله الهادي إلى سواء السبيل

( إن الأمة التي لا تملك يوم الجدّ إلا أن تقول: كنت وكنت ، لا يزيد قدرها على قدر الرماد البارد الذي يقول : كنت فيما مضى جمرة متقدة !! )

من أجلى علامات المصلح الصادق:أن تموت عنده (الأنا) فيكون لغيره ويكاد ينسى نفسه، لا تجده مشغولاً إلا بهم وطنه وأمته،فيضع الله له القبول البركة

ليس من العقل ولا من الدين ولا من الخير لنا أن نغمض عيوننا عن عيوبنا ، ونزعم أن كل شيء عال العال ! أن عواقب هذا المسلك كارثية على المدى !

قال: طال ليل بعدي عن الله ،وتجرعت عاقبة هذا الشرود ألواناً من ضنك العيش ،كأنها مطارق على رأسي ،فلما عدت إلى الله وجدت نفسي وقلبي وروحي هناك!


منذ سنين خلت كنت أتابع كتابات أحد الأدباء ، على صفحات مجلة مشهورة قديمة ، شدني أسلوب هذا الأديب ، وقوة مقارعته لخصومه
ثم قرأت فيما بعد أنه كان مدمن خمر، وانتهى به الحال إلى الانتحار!! فقلت : ليس كل ما يلمع ذهباً!! منذ ذلك التاريخ قررت أن لا أنخدع بالبريق!

إذا كنتَ ممن يستجيب لداعي السماء ، ويبادر إليه ، فأنت ممن يعشق المعالي ، ويتطلع إلى ما وراء النجوم ! إن أصحاب الهمم لا يرضون بغير القمم !

تعيش مع سيرة رسول الله فلا تملك إلا أن تقول: هذا نبي كريم لا يشبهه في الصفاء إلا السماء! وهو في العظمة أروع من البحر الزاخر والمحيط الهادر

من غمس نفسه في عالم اللذات والشهوات، يمسي لا سمع ولا بصر ! لا تهزه المواعظ، ولا تنجع فيه النصائح، ومع هذا لن نكل من محاولة إيصال صوتنا إليه!

( الدين هو الطب الوحيد لأدواء المجتمع ، فإذا غرستموه في قلوب النشء وقويتموه في نفوس الشباب،جعل من الأمة أسرة متماسكة البناء) تفيض محبة وخيرا

كتب إليّ كلمات متواضعة، لا أحسبها مداداً على ورق ، بل آهات قلب يحترق ، وأنات تائب يبكي ، فشعرت أن حرارتها تسري في عروقي ، فرجف لها قلبي

من غمر الصفاء قلبه ، رأى الدنيا جميلة ، والحياة مبهجة ، ومن أظلمت زوايا قلبه ، رآها كئيبة ، لا جمال فيها ، ولا طعم لها !!

أيها المحسن الكريم،ما أيسر أن تكسب القلوب بالقليل تجود به، وتقيد النفوس بالإحسان تبادر إليه، ثم لا تلتفت إلى ما فعلت، بل احمد الله أن وفقك

فشا في مجالسنا مرض الكلام في كل شيء ! وكأن كل واحد منا لم يعد يجهل شيئا من أمور الدنيا ولا الآخرة ! فهو يتحدث في كل فن ! ذلك هو الجهل بعينه!

ما مضى كان فأصبح خبرا وذكرى، فإن كان خيراً فاحمد الله كثيرا وأساله أن يعينك على ما بقي ، وإن كان غير ذلك ، فاجتهد أن تمحُ السيئات بالحسنات

سألته عن سر انقطاعه عن الصلاة في مسجدنا . فقال: لم يبقَ موضع شبر في مسجدكم إلا وسجدتُ فيه ، فانتقلت إلى مسجد آخر لأملأه بالسجدات !

قال لي: إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى** فما لك في طيب الحياة نصيب!. قلت : إذا لم يكن عشقك سماوياً ، فإنما أنت ميت وأن كنت تتنفس..!

في الليل الحالك تحتاج إلى مصباح لتواصل السير في ثقة، كذا ظلمات القلب تحتاج إلى مصباح متوهج يبددها ، ليطمئن القلب في سيره نحو السماء.!

قال: اليوم الذي أغفل فيه عن الله، أشعر كأني انسلخت من جسدي ،أو انسلخت مني روحي ، فلست أنا الذي أعرف نفسي، وإنما نسخة من ذلك الحي الذي كان!

قال: يضيق صدري أحياناً بعنف، حتى لكأني أتنفس من ثقب إبرة ! وما إن أجلس مع القرآن أتلوه حتى تتفتح في قلبي آفاق لا تسعني معها سماء ولا أرض

بو عبد الرحمن