[وردة السلطـان]

كفارة يمين نويت صيام السبت إلى الاثنين ولكن قانون بيتنا ينص على منعي من صيام غير الاثنين والخميس وأيام البيض ولكن يستثنى اليوم الذي يصادف الجمعة وللعلم بأن القانون تحور في هذه الفترة القصيرة لأني أظهرت مواجهة وعنادا فصمت كل اثنين سراً وأحياناً ما يكتشفون صومي في آخر اليوم. لطالما نوهت لهما على رغبة تطرأ علي في الصيام ترويضاً لشيء مضطرب في نفسي ولكن وكالعادة يرفضون خوفاً علي . الأمس أخبرتهم أني سأصوم اليوم ونهوني وصمته . اكتشفت أمي صيامي فغضبت مني وزدت الطيب بلة فلم نكن على وفاق ليلة الأمس وكم شعرت بالخجل من أهلي وخاصة أمي ..
ويلاه إن نظرتْ وإن هي أعرضتْ .. وقع السهام ونزعهن أليم .

في فائض عدم رضاها بي أمرتني بترك صوم الغد هكذا .. وهي لا تعلم بأنه كفارة فلا رغبة لي بخوض جدال جديد لا تستوي كفاءة طرفاه رغماً عن أنف الجميع . وأسألكم قبلاً : هل الثلاث أيام يجب أن تكون متتالية ؟ وأنا صمت السبت .. ألا يجب أن أصوم معه يوماً آخراً يسبقه أو يسابقه ؟ وماذا أفعل مع أمر أمي وللعلم أني لا أقدر على الصيام المتتابع فيتعبني !

وسؤال آخر من فضلكم إن تستطيعون إفادتي بشيء في أمره.. يوماً رمضانياً صمته وأصابني تعب وألم شديد في بطني قبل صلاة الظهر وبعون الله صليتها قياماً ركوعا سجوداً ولكن بعدها ازداد الألم في سائر الجسد ولم أعد قادرة على تلك الوضعية في الصلاة وحتى الجلوس وكان أنيني يجعلني أئن فلم أصل العصر ولا المغرب ولا العشاء في ذلك اليوم ولكني لم أفطره . وبعد أيام قضيت الصلوات الفائتة لهذا و"أعدتُ" صلاة صلوات أديتها بالتكبيرات .. بحجة الإحتياط من ان تكون صلواتي غير مقبولة. فهل يجوز هذا ؟ ويومي الذي صمته ودون أداء بقية الصلوات المكتوبة . هل يقبل ؟
أنا أدري أني لا أدري فأنا مسترشدة فدلوني إن استطعتم بوركتم .

السلام عليكم
(أرجو أن أجد كلمة طيبة من زمردة)

[د. هند الحربي]

بالرغرم من أنني من غير المختصين بالإفتاء ولكن دعينا نناقش الأمر بعقلانية, الدين لم يفرض عليكِ صيام الأيام البيض أو أي نوع من التطوع ولكن فرض عليك بر الوالدين,, وفي تصوري أن خير الأمور الوسط بما أن والدتك تنهاكِ عن هذه الأمور ربما لخوفها عليك من شيء في نفسها كما يقال "حاجة في نفس يعقوب" فيجب طاعتها بدون جدال وذلك في صالحك دنيا وأخرة ولن يتقبل الله صيامكٍ التطوعي وإنت ترتكبين كبيرة من الكبائر وهي عقوق الوالدين, لذلك عزيزتي الأمر لا يستحق هذه المعاناة الكبيرة فقط التزمي بالفرائض ودعي النواهي واستزيدي من الخيرات بأبسط الأمور فالكلمة الطيبة صدقة والأبتسامة في وجهك أخيك صدقة والاستغفار وصلاة الشفع والوتر وغيرها الكثير في ديننا الحنيف والذي جعل مبدأة اليسر وليس العسر ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) فلما إنتِ تضيقين الخناق عليكِ وعلى والدتك وتجعلين للمشاكل باب مفتوح بينكما؟
فيما يتعلق بالسؤال الثاني فأتركه للمختصين بذلك...


ودمتم,,,

[وردة السلطـان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ/هند الحربي بالرغرم من أنني من غير المختصين بالإفتاء ولكن دعينا نناقش الأمر بعقلانية, الدين لم يفرض عليكِ صيام الأيام البيض أو أي نوع من التطوع ولكن فرض عليك بر الوالدين,, وفي تصوري أن خير الأمور الوسط بما أن والدتك تنهاكِ عن هذه الأمور ربما لخوفها عليك من شيء في نفسها كما يقال "حاجة في نفس يعقوب" فيجب طاعتها بدون جدال وذلك في صالحك دنيا وأخرة ولن يتقبل الله صيامكٍ التطوعي وإنت ترتكبين كبيرة من الكبائر وهي عقوق الوالدين, لذلك عزيزتي الأمر لا يستحق هذه المعاناة الكبيرة فقط التزمي بالفرائض ودعي النواهي واستزيدي من الخيرات بأبسط الأمور فالكلمة الطيبة صدقة والأبتسامة في وجهك أخيك صدقة والاستغفار وصلاة الشفع والوتر وغيرها الكثير في ديننا الحنيف والذي جعل مبدأة اليسر وليس العسر ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) فلما إنتِ تضيقين الخناق عليكِ وعلى والدتك وتجعلين للمشاكل باب مفتوح بينكما؟ فيما يتعلق بالسؤال الثاني فأتركه للمختصين بذلك... ودمتم,,,

العقوق ثُكلُ من لم يَـثْكَـل

لم أتصور وأقدر ذلك في ميزان عقوق الوالدين. ويا لهول تلك العبارة المقالة ويا لتحنان الأم إن كان ما فعلته عقوقاً وتبتسم فتضحك ثم تبارك لي يومين صمتمها.
شكراً لك أستاذتي الفاضلة رفع الله شأنك!
وجزيل الشكر لأختي الجورية الشرقية على كرمها بالرد علي جزيت خيراً!

وإلى اللقاء الأقرب>>

[جوري الشرقية]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي العزيزة وردة السلطان

السؤال:


الرجاء التفضل بتفصيل كفارة اليمين .

الجواب:

الحمد لله

كفارة اليمين بينها الله تعالى بقوله: ( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) المائدة / 89 .

فيخير الإنسان بين ثلاثة أمور:

1- إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهله ، فيعطي كل مسكين نصف صاع من غالب طعام البلد ، كالأرز ونحو ، ومقداره كيلو ونصف تقريبا، وإذا كان يعتاد أكل الأرز مثلاً ومعه إدام وهو ما يسمى في كثير من البلدان ( الطبيخ ) فينبغي أن يعطيهم مع الأرز إداماً أو لحماً ، ولو جمع عشرة مساكين وغداهم أو عشاهم كفى .

2- كسوة عشرة مساكين ، فيكسو كل مسكين كسوة تصلح لصلاته ، فللرجل قميص (ثوب) أو إزار ورداء ، وللمرأة ثوب سابغ وخمار .

3- تحرير رقبة مؤمنة .

فمن لم يجد شيئا من ذلك، صام ثلاثة أيام متتابعة .

وجمهور العلماء على أنه لا يجزئ إخراج الكفارة نقودا .

قال ابن قدامة رحمه الله : " لا يُجْزِئُ في الكفارة إِخراج قيمة الطعام ولا الكسوة ، لأن الله ذكر الطعام فلا يحصل التكفير بغيره ، ولأن الله خَيَّرَ بين الثلاثة أشياء ولو جاز دفع القيمة لم يكن التَخْيِِيرُ منحصراً في هذه الثلاث ... " اهـ . المغني لابن قدامة 11/256

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: ( على أن تكون الكفارة طعاما لا نقودا، لأن ذلك هو الذي جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة، والواجب في ذلك نصف صاع من قوت البد ، من تمر أو بر أو غيرهما ، ومقداره كيلو ونصف تقريبا ، وإن غديتهم أو عشيتهم أو كسوتهم كسوة تجزئهم في الصلاة كفى ذلك ، وهي قميص أو إزار ورداء ) انتهى نقلا عن فتاوى إسلامية 3/481

وقال الشيخ ابن عثيمين :

فإن لم يجد الإنسان لا رقبة ولا كسوة ولا طعاماً فإنه يصوم ثلاثة أيام ، وتكون متتابعة لا يفطر بينهما . اهـ .

فتاوى منار الإسلام ( 3/667 )

والله أعلم .

السؤال:


هل صيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين يجب أن تكون متتابعة ؟.

الجواب:

الحمد لله

لا يجب في صيام ثلاثة الأيام في كفارة اليمين أن تكون متتابعة ، فلو صامها متفرقة أجرأ ذلك ، لإطلاق قول الله تعالى : ( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ..) المائدة/89 ، فلم يقيِّدها الله تعالى بالتتابع .

قال ابن حزم في " المحلى " (6/345)

وَيُجْزِئُ الصَّوْمُ لِلثَّلاثَةِ الأَيَّامِ مُتَفَرِّقَةٍ إنْ شَاءَ - وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ , وَالشَّافِعِيِّ ...فَإِذْ لَمْ يَخُصَّ اللَّهُ تَعَالَى تَتَابُعًا مِنْ تَفْرِيقٍ , فَكَيْفَمَا صَامَهُنَّ أَجْزَأَهُ . اهـ

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (23/22) :

" الأفضل أن يكون صيام كفارة اليمين متتابعاً ، ولكن لو قطع التتابع فلا حرج في ذلك " اهـ .

انظر الإنصاف (11/42) و المغني (10/15) والمدونة (1/280) .


الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

بارك الله فيك

[د. هند الحربي]

غاليتي: ربما تكون الكلمة كبيرة ومفجعة ولكن تعتبر رادعة لما سيأتي , فعصيان الوالدين والتذمر من قرارتهم التي لا تناسبنا يعتبر عقوق ( ولا تقل لهما آفاً) لذلك أردت فقط أن أنبهكِ حتى لا تقعي في أمر اكبر وبالتالي تندمي عليه فالوقاية خير من العلاج, ويبدو لي من حديثك أنكِ من الاشخاص الحريصين على الطاعة والالتزام بأمر الله لذلك أردت منكِ أن تحاولي جاهدة كسب رضاها ومحاولة أقناعها بالين علها تسمح لكِ بما ترغبين.........

ودمتم,,,,

[وردة السلطـان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ/هند الحربي غاليتي: ربما تكون الكلمة كبيرة ومفجعة ولكن تعتبر رادعة لما سيأتي , فعصيان الوالدين والتذمر من قرارتهم التي لا تناسبنا يعتبر عقوق ( ولا تقل لهما آفاً) لذلك أردت فقط أن أنبهكِ حتى لا تقعي في أمر اكبر وبالتالي تندمي عليه فالوقاية خير من العلاج, ويبدو لي من حديثك أنكِ من الاشخاص الحريصين على الطاعة والالتزام بأمر الله لذلك أردت منكِ أن تحاولي جاهدة كسب رضاها ومحاولة أقناعها بالين علها تسمح لكِ بما ترغبين......... ودمتم,,,,

نعم ،،

وشكراً جزيلاً لك