لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
الغضب
ذمه ومدحه * خطورته * أسبابه وعلاجه * أولاً كلمة عن الأخلاق الأخلاق هي الصفات الراسخة في الإنسان والتي يتعامل بها مع غيره ولا تزال تظهر بحسب الظروف والوقائع كالشجاعة والتهور والجبن والحلم والطيش والعجلة والأناة والجود والبخل والإسراف ….الخ… فكأن هذه الصفات مخلوقة مع الإنسان لا تفارقه ومن ثم أطلق على الصفة كلمة خُلُق وبينها وبين كلمة خَلْق اشتقاق أصغر( نفس الأحرف والترتيب مع اختلاف الضبط ) كما أن الإنسان يستطيع أن يكتسب بالتدريبات الرياضية عضلات مفتولة مخلوقة _فكذلك يستطيع أن يكتسب بالتخلق والتكلف أخلاقا ما حتى تصير له سجية وملكة ــ وفي الحديث الصحيح (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأشج بن عبد قيس"إن فيك خلقين يحبهما الله الحلم والأناة قال أخلقين تخلقت بهما أم جبلني الله عليهما ؟فقال صلى اله عليه وسلم بل جبلك الله عليهما فقال الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله " صحيح عند أحمد وأبى داود ومروى عند مسلم.. فدل ذلك على أن من الخلق ما هو طبيعة وجبلة وما هو مكتسب بفعل العبد بالاستعانة بالله ثم بالهمة العالية وتكلف الخلق المطلوب وفي الحديث (من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله ) فمثلاً من لم يرزق خلق الصبر المحمود * بلا قسوة أو هلع * فإن عليه أن يدرب نفسه على الصبر في المواقف المختلفة ويتكلف ذلك مراراً ويستعد نفسياً لمواجهة أنواع البلاء ويوطن نفسه على ذلك مستعيناً بالله {وما صبرك إلا بالله} لأنه بغير الاستعانة بالله لن يستطيع شيئاً لأن الله تعالى إن لم ييسره لم يتيسر ومتوسلا بالعمل الصالح عموماً وبالصبر والصلاة خصوصاً فليحاول بلا ملل أن يكون صابراً فإن أخفق مرة فليحاول مرة ومرة ولا ييأس وليجاهد نفسه على ذلك مستعيناً بطلب العلم عن عاقبة التصبر في الدنيا والآخرة ومغبة هذه وعن السيرة النبوية والصحابة في ذلك فهذا هو التصبر الذي يرزق به الصبر (ومن يتصبر يصبره الله ) قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {69} وهكذا في جميع الأخلاق من العفة والجود والحلم والتواضع وغير ذلك …. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في استفتاح الصلاة دائماً (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت.واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت) وهنا ثلاث أسئلة على هذا الحديث 1-ماهى أحسن الأخلاق ؟ 2- وما هي سيئها؟ 3-لماذا التوكيد على أنه لا يهدى لأحسنها ولا يصرف سيئها إلا الله ؟ وأرجو من القارئة أن تحاول الإجابة بنفسها قبل أن تقرأ الإجابة هنا حتى تعلم كم بعد المسلمون عن فهم حقائق الإسلام ومعانيه |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيباتي الغاليات أخواتي في الله إليكم الدرس الثاني من دروس الغضب . هل من أحد أجاب على السؤال الماضي فإليكم أخواتي في الله الإجابة كما سطرها العلامة ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (منزلة الخلق وغيرها) وفي الفوائد (حدود الأخلاق) يقول لكل خلق محمود حد وهو وسط بين خلقين ذميين . كالجود يكتنفه خلقا البخل ـ والتبذيروالتواضع يكتنفه خلقا الذل والمهانة ..والكبر والعلو .. وهكذا فإن النفس متى انحرفت عن التوسط انحرفت إلى الخلقين الذميمين ولابد ، ولنأخذ مثالاً : للشجاعة حد ما تجاوزته كان تهوراً ومتى نقصت عنه صار جبناً وخوراً أما حدها فهو الإقدام في مواقع الإقدام والإحجام في مواقع الإحجام ويلزم أن يكون الشجاع عالماً بمواقع الإقدام ومواقع الإحجام فيعلم أن يضع الشجاعة وأين يحسن استخدامها .. وكثير ما تتشابه وتتشابك هذه المواضع حتى يتحير الشجاع يقدم أو يحجم كرجل اجتمع عليه قوم أعداء لا طاقة له بهم وهم جيرانه أو لقيهم في طريق : أيقدم على المواجهة معهم فيقتل أو يغلب أم يحجم فيظهر بمظهر الجبان الذليل أمامهم أم يحتال ريثما يستعد ويستعين بغيره ...... ومواقف الحياة كثيرة متنوعة لا يحصيها إلا الله سبحانه وكما أن بين الشجاعة والتهور درجات كثيرة ..فيكو ن انحراف النفس عن الحد المحمود على درجات كثيرة أيضاً .. وكذلك بين الشجاعة والجبن ... والمسلم قد لا يدرى على أي مرتبة يقف وهو مطالب بالشجاعة فأنى له ذلك ؟! وكذلك مواضع الإحجام والإقدام التي قد يحتار فيها الأكابر ...كما قال معاوية لعمرو رضي الله عنهما : أعياني أن أعرف أشجاع أنت أم جبان ؟ تقدم حتى أقول من أشجع الناس ... وتحجم حتى أقول من أجبن الناس .. فقال عمرو : شجاع إذا أمكنتني فرصة فإن لم تكن فجبان فهذا خلق واحد يحتاج إلى علم صحيح بحده ـ كما سبق ـ ويحتاج إلى معرفة وتقدير صحيح لمواضع الخير والشر ووضع الخلق في موضعه الصحيح (وذلك من أحسن الأخلاق) كما يحتاج لصرف الطرفين السيئين (التهورـ الجبن) وما بينهما من مراتب كثيرة (وهى من أسوأ الأخلاق) فيبقى خلق الشجاعة الصحيح لا يهدى إليه علماً وعملاً إلا الله سبحانه وتعالى....كما لا يصرف التهور والجبن علماً وعملاً إلا الله سبحانه لاسيما والنفس أمارة بالسوء والإنسان ظلوم جهول فيجهل حدود الأخلاق وإن عرفها وضعها في غير موضعها .... فيضع الغضب موضع الحلم وبالعكس ويضع الإمساك موضع البذل وبالعكس ... فالهداية لأحسن الأخلاق وصرف سيئها لا يقدر عليه إلا الله عز وجل وعلم الحدود هو من أشرف العلوم وأنفعها ... حدود الأخلاق والأعمال المشروعة أمراً ونهياً فأعلم الناس هو أعلمهم بتلك الحدود فلا يدخل فيها ما ليس منها ولا يخرج منها ما هو داخل فيها قال تعالى {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (97) سورة التوبة فإذا أمر الله بالعدل والإحسان وجب أن نعلم حد العدل المأمور به وهو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط والتفريط وحتي في الأمور الطبيعية كالنوم والسهر والأكل والشرب والحركة والرياضة والخلوة والمخالطة وغير ذلك إذا كانت وسطاً بين الطرفين الذميمين كانت عدلاً .... وإذا انحرفت إلي أحدهما كانت نقصاً وأثمرت نقصاً ... وكذلك الإحسان ... وفي الفحشاء والمنكر والبغي وفي كل ما أمر الله به أو نهي عنه ... وينبغي أن يعلم أن حسن الخلق هو الدين كله وهو حقائق الإيمان وشرائع الإسلام وما قابل ذلك فهو الإثم وفي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن البر والإثم قال : البر حسن الخلق والإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس " وبمعني أخر فإن حسن الخلق هو معاملة الناس بالتقوى وافحسان وفي الحديث الآخر " البر ما اطمئنت إليه النفس " وبالتالي فإن حسن الخلق هو طمأنينة النفس القلب ... وتلك هي الحياة الطيبة التي أخبر الله عنها في كتابه الكريم {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (97) سورة النحل ويقابل ذلك الإثم وهو حَوَازُّ الصدور وما استرابت به وذلك هو المعيشة الضنك .. ويتضح من ذلك أن حسن الخلق وسوءه في الإسلام غير حسنه وسوءه في عرف كثير من الناس في زمن البعد عن حقائق الإسلام علماً وعملاً قال تعالي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } (24) سورة الأنفال أي الحياة الطيبة بإحسن الأخلاق وقال {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً } (29) سورة الأنفال وهذا الفرقان هو الذي يفرق به المؤمن بين أحسن الأخلاق وسيئها وكذلك ما بين ذلك من مراتب وتأمل في في أحسن وأوجز دعاء في كتاب الله {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} غنما يطلب أساسا دوام الهداية لأحسن الأخلاق علماً وعملاً بلا انحرف كانحراف اليهود في العمل أو انحراف النصارى في العلم ومن المعلوم أن الإنسان إنما يعمل علي طريقته وعاداته التي ألفها وجبل عليها وهي التي تناسب أخلاقه وطبيعته كما قال تعالي {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } وقال تعالي قد {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} (10) سورة الشمس قد أفلح من نماها ورباها ووسعها وكبرها بأحسن الأخلاق , وقد خاب من دساها وحقرها وقمعها بمعصية الله يسيء الأخلاق وهنا سؤال هـــــام جــداً " كيف نزكي أنفسنا ونتجنب تدسيتها ؟ وهل يعمد أحدنا إلي نفسه فينقب عن خباياها السيئة ويفتش في أعماقها عما جبلت عليه من سيء الأخلاق فيحاول انتزاعها كخلق الغضب علي سبيل المثال ؟ ام لابد من تسليم ذلك إلي الطبيب المختص ؟ ؟!! |
|
والإجــابــة
طبعا بتسليم ذلك إلي الرسالة {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (2) سورة الجمعة وقد تكرر هذا المعني كثيرا في كتاب الله عز وجل ... والطريقة هي الطاعات المختلفة والعمل الصالح الذي تتوظف فيه الصفات المذمومة فتصير عبوديات عظيمة .. وذلك دون الدخول في أصعب شيء علي الطبيعة الإنسانية وهو تغيير الأخلاق التي جبلت عليها النفوس او علاجها ، وقد سأل ابن القيم شيخه ابن تيمية عن ذلك فقال : النفس مثل الباطوش وهو جب القذر كلما نبشته ظهر وخرج ولكن عن أمكنك أن تسقف عليه وتعبره وتجوزه فافعل .. ولا تشتغل بنبشه فإنك لن تصل إلي قراره . ولنأخذ مثالا بخلق سيء كالكبر ؛ فهو يغذي أخلاقاً مذمومة كالعلو والفخر والبطر والظلم والعدوان ، ولكنه يغذي أيضاً أخلاقاً حميدة كعلو الهمة والأنفة الحمية والمراغمة لأعداء الله وقهرهم والعلو عليهم ؛ .. فلا نبقيه علي حاله في النفس ولكن نستعمله حيث يكون استعماله أنفع ..... مثال آخر : الخيلاء وهو خلق سيء يبغضه الله لكن النبي صلي الله عليه وسلم رأي أبا دجانة يتبختر بين الصفين فقال: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع " فصارت الصفة المذمومة عبودية وجُعل الخلق يجري في أحسن مواضعه ... وكذلك خلق الغضب الذي يحمل علي الكبر والحسد والحقد والعدوان والسفه فيمكن استعماله في الغضب لله وذلك يعين علي ترك الغضب للنفس وسيأتي تفصيله إن شاء الله تولد الأخلاق السيئة الله تعالي قد اقتضت حكمته أن ركب في الإنسان ــ بل وسائر الحيوان ــ علي طبيعة مجبولة علي قوتين : قوة غضبية ، وقوة شهوانية إرادية وهاتان القوتان هما الحاملتان لأخلاق النفس وصفاتها .. فبقوة الشهوة والإرادة يجذب المنافع إلي نفسه ، وبقوة الغضب يدفع المضار عن نفسه ، فإذا استعمل الشهوة في طلب ما يحتاج إليه تولد منها الحرص ... وإذا استعمل الغضب في دفع المضرة عن نفسه تولد منه القوة والغيرة ... فإذا عجز عن دفع ذلك الضار اورثه قوة الحقد وغن أعجزه وصول ما يحتاج إليه وراي غيره مستبدا به أورثه الحسد ،، فإن ظفر به أورثته شدة شهوته وإرادته البخل والشح ... وعدم العفة والنهمة والجشع والذل والدناءات .... وإن اشتد حرصه وشهوته علي الشيء ولم يمكن تحصيله إلا بالقوةالغضبية فاستعملها فيه أورثه ذلك العدوان والبغي والظلم ومنه يتولد الكبر والفخر والخيلاء فإنها أخلاق متولدة ما بين قوتي الشهوة والغضب وتزوج إحداهما بالأخري ،، ويتولد بين كل خلقين من هذه الأخلاق أخلاقاً مذمومة لاسيما مع الجهل الذي يريه الحسن في صورة القبيح والقبيح في صورة الحسن ... والكمال نقصا والنقص كمالاً ، ثم الظلم يحمله علي علي وضع الشيء في غير موضعه ... فبغضب في موضع الرضا ويرضي في موضع الغضب ... ويعجل في موضع الأناة، ويبخل في موضع البذل ويبذل في موضع المنع ، ويلين في موضع الشدة ويشتد في موضع اللين ،ويحجم ويتواضع في موضع العزة ويتكبر في موضع التواضع ... ويحجم في موضع الإقدام ويقدم في موضع الإحجام ... فالشهوة والإرادة في جلب المنفعة يتولد عنها الحرص ،،،،،،،،، ومع العجز يتولد الحسد ،،،،، ومع الظفر يتولد شدة الشهوة والإرادة وباستعمال القوة الغضبية يتولد العدوان والبخل والبغي والظلم ،،،،،، ومع العجز يتولد الحقد أما الأخلاق الحميدة فهي أيضاً تتولد من أربع ركائن أساسية: الصبر والعدل والشجاعة والعفة والنفس في النهاية لها ميادين وشوارع وطرقات وسراديب وأنفاق ودروب ومنعطفات ولا طاقة للإنسان بسبر أغوارها والإحاطة بها ومن ثم لا يصح إلا أن نسلم عملية تزكيتها للنبى صلى الله عليه وسلم بالإشتغال بتحصين القلب تحصيناً جيداً بتلاوة القرآن حق تلاوته والإيمان به والعمل والطاعات الواجبة والمستحبة على السنة الصحيحة فيقوى عمران القلب فتنكسر الموجات الأتية من النفس الأمارة بالسوء وتنبعث موجات قوية من القلب على النفس حتى تصير نفسا لوامة ومع الإستمرار تصير نفسا مطمئنة ــــ والرسول صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، وهو الخلق العظيم وهو التأدب بأدب القرآن، وهو الصراط المستقيم والسير، والإستقامة في حدود الأخلاق المحمودة دون انحراف إلى أى الطرقين الذمومين كما سنبين أمثلة لذلك بالجدول المرفق والله المستعان |
|
ثانيا: .خطورة اللسان
قال تعالى **{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ** مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18) سورة ق من تدبر هذه الآية يعلم أن الملائكة معه تسمع منه وتكتب ما يقول .... وهم الحافظون الكرام الكاتبون فلا يغادرونه لحظة إلى أن يموت فمن تذكر ذلك وتيقن كيف يطلق لسانه إلا من خير ولعل ما يأتي من الأحاديث والآثار يكون أشد تأثيرا وأوقع بيانا في كلا منا حتى وإن كانت للأسف الشديد هذه النصوص عند كثير من الناس معلومة ولا تزال للأسف السنتهم بلا حاكم أو ضابط وتعبث فسادا في دينهم ودنياهم وتجلب لهم المعيشة الضنك دنيا وآخرة ـــ وذلك من ضعف الإيمان مع الغفلة الشديدة وقسوة القلب من طول الأمد وأصبحت لا تتأثر بالنصوص أو وقعت تحت العقوبة على التفريط في هذه النصوص لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (24) سورة الأنفال يعنى يحول الله بينه وبين قلبه أن يقبل ويفهم ويعمل ــ والعياذ بالله من هذه العقوبة ــ لكننا لا نيأس من روح الله ولا من رحمته فالقلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء ـــ ـــ ـــ والآن مع النصوص 1ــ في الترمذى في حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟قلت بلى يا رسول الله ــ فأخذ بلسانه وقال : كف عليك هذا .. قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) لقد سأل معاذ عما يدخله الجنة ويباعده من النار فوصف له الرسول صلى الله عليه وسلم التوحيد وأركان الإسلام ثم دله صلى الله عليه وسلم على أبواب الخير من الصوم والصدقة وقيام الليل ثم دله على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه من الإسلام والصلاة والجهاد ثم دله كيف يحكم أمره ويملكه ويضبطه ويستقيم في كل ما سبق ذكره ألا وهو أن يملك لسانه ويضبطه ويحبسه فذلك أصل الخير كله و إلا فأكثر ما يدخل الناس النار هو النطق بألسنتهم ومن ذلك( الشرك ــ القول على الله بغير علم ــ شهادة الزور ـ الغيبة ــ النميمة ــ الكذب ــ السحر ) وسائر المعاصي الفعلية لا تخلو من قول يقترن بها يكون معينا عليها لا سيما مع الغضب حيث يظهر السب والفحش والقذف واللعن والدعاء بالشر والأيمان التي لا يجوز الالتزام بها شرعا كاليمين بقطع الرحم وطلاق الزوجة وغير ذلك ما يتزلزل به حياة الإنسان دنياه وأخراه 2ــ أخرج أحمد والنسائى من رواية عبد الله بن سفيان الثقفي عن أبيه (أن رجلا قال يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك ** قال قل آمنت بالله ثم استقم ** قلت أما يكفي هذا الحديث ليسجن الإنسان لسانه 3ــ حديث أبو هريرة في الصحيحين (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) وحديث عمرو بن العاص (من صمت نجا) فالنجاة في الصمت والهلاك في الكلام إلا أن يكون خيرا في دين أو دنيا ومن ينظر في كلام الناس اليوم سيعلم أنهم في غفلة كاملة وإعراض عما ينتظرهم يوم الحساب 4ــ في الصحيحين عن أبى هريرة (إن الرجل ليتكلم بالكلم ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ) وفي المسند والترمذي حسنه (إن الرجل يتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوى بها في النار سبعين خريفا ) وفي المسند والترمذي والنسائي من حديث بلال بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن أحدكم ليتكلم بالكلم من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن أحدكم ليتكلم بالكلم من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه) وأما ما يؤثر من كلام السلف فهو كثير وكثير.. وأما ما يؤثر من كلام السلف فكانوا يجاهدون ويعالجون أنفسهم على السكوت عما لايعنيهم واليك هذه الواقعة عن الصاحبين رضى الله عنهما دخل عمر على أبى بكر فوجده يأخذ بلسانه فقال له مه غفر الله لك ؟ قال هذا أوردنى الموارد الصديق وهو أعلى الأمة ايمانا وقدرا يقول ذلك لأنه يأخذ كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الأخذ أما ابن مسعود رضى الله عنه فيقول * والله الذى لا إله إلا هو ما على الأرض أحق بطول سجن من اللسان ويقول وهب بن منبه أجمعت الحكماء على أن رأس الحكمة هو الصمت .. وقال الفضيل بن عياض : ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان ولو أصبحت يهمك لسانك أصبحت في هم شديد تب إلى الله وأملك عليك لسانك وأحبسه فلا ينطق إلا ابعد مراجعة ما سينطقه والذى سيسجل عليك فورا وقد تكون كلمة تشقى بها ولا تشعر ونحن نعلم أن تغيير العادة صعب ولكن استعن بالله ولاتعجز وحاول المرة بعد المرة إلى أن تلقى الله وأنت تتحكم في لسانك فهوجنتك ونارك . |
|
الغــضـب
إذا عرفت هذا عن اللسان ... فإن الذي يطلقه بعيداً عن تحكم الدين والعقل هو الغضب وصدق ابن القيم إذ يقول : الغضب سبع إن فككته بدأ بأكلك لأنه يبعد العقل والدين عن سياستهما للإنسان ، فلا يبقي له معه نظر ولا فكر ولا اختيار ، بل يعمي صاحبه ويصمه عن كل موعظة وتذكرة وتخرج أفعاله عن الترتيب ويتعاطى فعل المجانين ويكون شكله وصورته ساعة الغضب لا تعجبه لو رأي نفسه ... ويصدر منه من الأقوال والأفعال المحرمة ما لا يستطيع الاعتذار عنها بعد ذهاب الغضب بل قد تكون أوبقت دنياه وآخرته لسبع أكل صاحبه روي أحمد وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه انه صلي الله عليه وسلم أخبر عن رجلين ممن كان قبلنا كان أحدهما عابداً وكان الآخر مسرفاً علي نفسه وكان العابد يعظه فلا ينتهي فرآه يوما علي ذنب استعظمه فقال له : والله لا يغفر الله لك ... فغفر الله للمذنب وأحبط عمل العابد ...؟!! انظر هذا الرجل غضب لله وتكلم في هذه الحالة وهو غاضب لله ولكن بما لا يجوز حيث حتم علي الله بما لا يجوز فأحبط عمله لأن الله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ومن يغفر الذنوب إلا الله ... والعجيب أنه غضب لله ولكنها كلمة باللسان أحبطت عمله وكان أبو هريرة رضي الله عنه يحذر الناس أن يقولوا مثل هذه الكلمة في الغضب فكيف بمن يغضب لنفسه ثم يتكلم بما لا يجوز وفي صحيح مسلم عن جابر قال : سرنا مع رسول صلي الله عليه وسلم في غزوة ورجل من الأنصار علي ناضح له ( بعير ) فتلدَّن عليه بعض التلدُّن ( أي مشي بكسل ) فقال له سر يلعنك الله .. فقال له النبي صلي الله عليه وسلم انزل عنه لا يصحبنا ملعون ( لا تدعو علي أنفسكم ولا علي أولادكم ولا تدعو علي أموالكم لا توافقون من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) .. الرجل فقد ناقته بكلمة .. والرسول صلي الله عليه وسلم لا يتهاون في ذلك ويحذر الأمة كلها فانظر إلي كلام الناس في زماننا عند الغضب والانفعال (( ربنا يخدني ــ أعمي وانشل ــ ما أوعي أشوف عيالي ــ يخرب بيتك ــ وشك نحس ...... )) ولا حول ولا قوة إلا بالله وسبق التنبيه علي الأيمان بقطع الرحم ساعة الغضب والسباب والفحش وألفاظ الطلاق وأيمان لا يجوز الالتزام بها كمن يحلف إلا يدخل بيت أمه أو أخته ...... الخ فاتق الله أيها القاري واجتهد في حفظ لسانك وحبسه عن مثل هذا خاصة ساعة الغضب واعلم أنك لو استطعت ذلك وملكت نفسك ومنعت يدك عند الغضب صرت قويا شديداً بشهادة رسول الله صلي الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة في الصحيحين " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب وقال عكرمة في قوله تعالي : سيداً وحصوراً " السيد الذي يملك نفسه عند الغضب ولا يملكه غضبه تحذير النبي صلي الله عليه وسلم من الغضب روي البخاري من حديث أبي هريرة أن رجلاً قال للنبي صلي الله عليه وسلم : أوصني قال : لا تغضب فرددها مراراً وفي روايات أخري ذكرها ابن رجب في جامع العلوم والحكم أن السائل قال : دلني علي عمل يدخلني الجنة ولا تكثر عليّ ،،، قل لي قولا وأقلل عليّ لعلي أعقله ،،، علمني شيئاً ولا تكثر عليّ لعلي أعيه ،،، ماذا يباعدني من غضب الله عز وجل ..............؟؟ والإجابة المشتركة هي (( لا تغضب )) فدل ذلك علي أن الغضب هو جماع الشر وأن التحرز منه هو جماع الخير كله فإذا علمنا أن النبي صلي الله عليه وسلم بالمؤمنين رءوف رحيم أخذنا كلامه هذا بجدية وقوة حتى يصبح أحدنا وهو يحمل هما شديدا من لسانه ومن أن يغضب في هذا اليوم ويكرر ذلك في كل صباح |
|
تحذير الأئمــــة من الغضب
كل من : أحمد وإسحاق وبن رهويه وابن المبارك وغيرهم فسروا أحسن الخلق بترك الغضب .. وهذا كلام حق وله دليل في حديث مرسل ... لأننا رأينا كيف تتولد الأخلاق السيئة كالكبر والفخر والخيلاء والبغي ... الخ كلها من الغضب .. فلو ترك الغضب المذموم لم يبق إلا الخلق الحسن ويوضح ذلك الوصية الجامعة (( لا تغضب )) ويتضح معناها فيما يلي من أسباب تتخذ للوقاية من الوقوع في الغضب 1. لا تغضب بالمعني الأول فجاهد نفسك علي التخلق بالأخلاق الحسنة من الكرم والسخاء والحلم والحياء والتواضع والاحتمال وكف الأذى والصفح والعفو وكظم الغيظ وطلاقة الوجه والبشر ونحو ذلك ... فإن النفس إذا تخلقت بهذه الأخلاق وصارت لها عادة أوجب لها ذلك دفع الغضب عند حدوث أسبابه ... وذلك يتفق مع القاعدة التي سبق ذكرها في المقدمة من أن الطاعات تقوي القلب فتتفتت علي حصونه الأمواج الآتية من النفس الغضبية الأمارة بالسوء بل يرسل القلب موجاته القوية علي النفس حتى تصير لوامة ثم مع الوقت والصبر تصير مطمئنة 2. أن يكون غضب المسلم لله دفعا للأذى في الدين .. له أو لغيره وانتقاما ممن عصي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ، وهذه كانت حال النبي صلي الله عليه وسلم فإنه كان لا ينتقم لنفسه ولكن إذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه قائمة .. وقد دخل مرة علي عائشة رضي الله عنها فرأي ستراً فيه تصاوير فتلون وجهه وهتكه وقال : إن أشد الناس عذاباً المصورون ولما اشتكي إليه الناس من الإمام الذي يطيل الصلاة بالناس غضب واشتد غضبه ووعظ الناس بالتخفيف ... ، أما لنفسه فقد خدمه أنس عشر سنين فما قال له أف قط ولا قال لشيء فعله لما فعلت ولا لشيء لم يفعله هلا فعلت كذا بل إذا لامه بعض أهله قال " دعوه فلو قدر شيء لكان " ... يعني لو كسر إناء مثلاً احتج النبي صلي الله عليه وسلم بالقدر اعتذاراً لأنس ولما بلغته مقولة " هذه قسمة ما أريد بها وجه الله " شق ذلك علي النبي صلي الله عليه وسلم وتغير وجهه وغضب ولم يزد علي أن قال " لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر " فانظر كيف دفع عن نفسه الغضب ... ذكر نفسه بصبر موسى علي السلام علي ما هو أكثر . ومعلوم غضب موسى بسرعته وشدته عندما رجع الي قومه غضبان أسفا والقي الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه .. كل هذا من شدة غضبه لله وهذا دأب الرسل ، غضبهم لله شديد فاستعملوا فيه القوة الغضبية وما أكثر ما يغضب الله في حياة الناس في البيوت والشوارع ..... الخ فاستعن بالله واغضب لله بالضوابط الشرعية واعلم أن الجزاء من جنس العمل وأن الله شاكر عليم وسوف يصرف عنك غضبك لنفسك 3. معرفة النفس وأنها لا تستحق أن يغضب لها وينتقم لها فإن ذلك إيثاراً لها بالرضا والغضب علي خالقها وفاطرها ... فلو عودها أن تغضب له وترضي .. لوجد أنه يندفع عنه الغضب والرضا لنفسه 4ــ إن يعلم أن الغضب والرضا لله هما من أولويات تحقيق لا إله إلا الله والأجر عليها عظيم قال تعالى (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )) قال السعدى : أى إذا حصل لهم من غيرهم أذية توجب غيظهم وهو امتلاء قلوبهم من الحنق والموجب للانتقام بالقول والفعل وهؤلاء لا يعملون بمقتضى الطباع البشرية بل يكظمون ما في القلوب من الغيظ ويصبرون على مقابلة المسيء إليهم . ويدخل في العفو عن الناس العفو عن كل من أساء إليك بقول أو فعل والعفو أبلغ من الكظم لأن العفو ترك المؤاخذة من السماع عن المسيء هذا إنما يكون ممن تحلى بالأخلاق الجميلة وتخلى عن الأخلاق الذميمة وممن تاجر مع الله وعفا عن عباد الله رحمة بهم وإحسانا إليهم وكراهة لحصول الشر عليهم وليعفوا الله عنهم وليكون أجره على ربه الكريم لا على العبد الفقير كما قال تعالى (( ومن عفا وأصلح فأجره على الله )) ثم ختم الآية بالإحسان وهو أعلى الدرجات فانظر كيف جعل الله كظم الغيظ مقدمة للعفو وسببا له وجعل العفو مقدمة للإحسان وسببا له فتبين أن ترك الغضب هو جماع الخير كله كما سبق فإن قلت ما المقدمة والسبب لكظم الغيظ ؟ فاقرأ أولا الآية ((الذين ينفقون أموالهم في السراء والضراء )) فيكون هذا من أعظم الطاعات التي تثمر كظم الغيظ وقال تعالى (( وإذا ما غضبوا هم يغفرون)) والمغفرة هي قطع العقوبة ومقاومة الإنسان من شر إساءته فيكون المعنى والذين إذا هاجهم الغضب ملكوا أنفسهم فلم يعاقبوا بقول أو بفعل : قال السعدي أي تخلقوا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم فصار الحلم لهم سجية وحسن الخلق لهم طبيعة حتى إذا غضبهم أحد بمقالة أو فعلة كظموا ذلك الغضب ولم ينفذوه بل غفروا ولم يقابلوا المسيء إلا بالإحسان والعفو والصفح فترتب على هذا الصفح والعفو من المصالح ودفع المفاسد في أنفسهم وغيرهم شيء كثير قال تعالى ((ادفع بالتي هى أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )) فلا يقدر على مقابلة الإساءة بالإحسان إلا بالصبر لأن الخفيف الطائش لا يصبر على ذلك إذ تدور المعركة بين النفس الغضبة وبين القلب ، والغضب مركب الشيطان فتصبح النفس الغضبة والشيطان في تعاون ضد القلب العامر بالإيمان والتوكل ولا سلطان للشيطان عليه (( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون )) ثم يأتي الصبر الذي يكون التصبر معه فيفوز الإنسان بالحظ العظيم إذ يقال بذلك كف شر عدوه وتحوله صديقا ومحبة الناس له وثناؤهم عليه وقهر هواه وسلامة قلبه من الغل والحقد وطمأنينة الناس حتى عدوه إليه وهذا غير ما يناله من كرامة الله وحسن ثوابه ورضاه عنه وهذا الحظ عاجلا وآجلا وحسبنا ما علمنا من إكرام الله لموسى عليه السلام لشدة غضبه وتركه الغضب لنفسه حيث اصطفاه على الناس برسالاته وبكلامه وتجاوز له ما لا يتجاوز لغيره لما ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه ولما قتل الذي من عدوه ولما اعترض على تجاوز النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ولما علم أن تابعيه أكثر من تابعيه وغير ذلك من المواقف ويرغبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كظم الغيظ فيما رواه أحمد عن عمر (ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء مرضاة الله ) وعن بن عباس مرفوعا (ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ) ما كظم عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا ) |
|
5 – الدعاء
أخرج أحمد والنسائي من حديث عمار بن ياسر " وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا " لأن كثير من الناس يدخله رضاه في باطل ويخرجه غضبه عن الحق وكذلك يدخله في باطل فلذلك نسأل الله دائما كلمة الحق في الغضب والرضا ،، ومن دعائه أيضا من حديث زيد بن أرقم عند مسلم وعائشة عن أهل السنن " اللهم أعط نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها " ومن حديث أبي هريرة عند أحمد وصححه الترمذي أن أبا بكر قال يا رسول الله علمني شيئا أقواه إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: قل " اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد ألا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف غلي نفسي سوءاً أو أجره إلي مسلم " أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك وأيضا الدعاء المتكرر عشرات المرات في اليوم الواحد ( اهدنا الصراط المستقيم ) بشرط حضور القلب لأن الله تعالي لا يستجيب من قلب غافل لاه وإذا حصل الغضب فلا تعمل بمقتضاه بل جاهد نفسك علي ترك تنفيذه والعمل بما يأمر به فيندفع عنك شر الغضب .... فمن فعل هذا ربما سكن غضبه وذهب عاجلا أو آجلا وكأنه حينئذ لم يغضب ولقد أمر النبي صلي الله عليه وسلم من اعتراه الغضب أن يتعاطى أسباباً تدفع عنه الغضب وتسكنه وتمنع من ذلك وهي ............................ ما سوف نختم به إن شاء الله أمر النبي صلي الله عليه وسلم من اعتراه الغضب أن يتعاطى أسباباً تدفع عنه الغضب وتسكنه وتمنع من ذلك وهي :ـ 1- تغيير الهيئة من القيام للجلوس أو من الجلوس إلي الاضطجاع ... خرج الإمام أحمد وأبو داود من حديث أبي ذر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع " ... فذلك يباعد عن حالة الانتقام فضلا عن بركة إتباع النبي صلي الله عليه وسلم والإئتمار بأمره وأيضا عند أحمد والترمذي وقال حسن صحيح من حديث طويل أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ألا إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما فما رأيتم إلي حمرة عينه وانتفاخ أوداجه ، فمن أحس من ذلك بشيء فليلزق بالأرض " والمراد من ذلك أن يحبس في نفسه ولا يعد به إلي غيره بالأذى والفعل وكل ذلك سبيل إلي كظم الغيظ 2- السكوت : عند أحمد عن ابن عباس " إذا غضب أحدكم فليسكت " وهذا دواء عظيم للغضب أن يحبس الإنسان لسانه ويجتهد في ذلك كما سبق في المقدمة في الكلام عن اللسان ... لأن الغضبان يصدر منه حال غضبه من القول ما يندم عليه حال زوال غضبه ... مثل السباب وغيره مما يعظم ضرره فإذا سكت زال هذا الشر كله عنه وما أحسن قول مورق العجلى يرحمه الله : ما امتلأت غضبا قط .. ولا تكلمت في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت 3- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم :- بمعني اللجوء إلي الله والاعتصام والامتناع به من الشيطان وفي الصحيحين من حديث سلمان بن صرد قال : استب رجلان عند النبي صلي الله عليه وسلم ونحن جلوس عنده أحدهما يسب صاحبه مغاضبا قد احمر وجهه فقال صلي الله عليه وسلم " أني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " فقيل للرجل ألا تسمع ما يقول النبي صلي الله عليه وسلم فقال " أني لست بمجنون ويلاحظ أن أكثر الناس اليوم إذا غضبوا ثم استعاذوا لا يجدون أثرا يذكر في غضبهم بما يدل علي أن استعاذتهم كعدمها .. فما تفسير ذلك؟؟! والجواب : أن الاستعاذة مشروطة بالفهم مع الشروع فورا في اللجوء الي الله مع النطق بها ، أما مجرد الكلمات والنطق بها دون عمل القلب فإن ذلك لا يجدي علي القائل شيئا يذكر .. وهذا الأمر مذكور في كتاب الله عز وجل بوضوح في سورة الأعراف والمؤمنون وفصلت كما يلي سورة الأعراف : ـ قال تعالي { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ {199} وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {200} إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ {201} وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ {202} لما كان لابد من أذية الجاهل وسفاهته أمر الله تعالي أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله .. فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه ومن حرمك لا تحرمه ومن قطعك فصله ومن ظلمك فاعدل فيه . فالأمر هو الإعراض عن الجاهل مع إقامة حق الله فيه وعدم الانتقام لنفسه .. ولما كان الشيطان لابد أن يغافل وينال منه .. الشيطان الذي لا يراه مرابطاً منتظر غرته وغفلته ليستعمل أسلحته في إهاجة غضبه أكثر ليركبه كيف يشاء فيوسوس له أن سكوتك عجز منك ومهانة و ذلة ولو تركته لتجرأ عليك وتعود علي إهانتك .. فلابد أن تؤذيه وتوقفه عند حده وتعرفه قدره ...الخ من أجل هذا أمر الله بالاستعاذة منه في هذا الموطن ولتعلم أن الله يسمع ما قيل لك وما ستقوله ويعلم ما فَعل بك وما ستفعله ويعلم نيتك وضعفك وقوة التجائك له فيحميك من فتنته ويقيك من وسوسته . وحينئذ يتذكر المؤمن التقي أن ما يدور في نفسه من شر ما هو إلا طائف من الشيطان ثم يستغفر الله ويستعيذ ويري الأمر علي حقيقته وأنه كان علي وشك السقوط في شرك الشيطان وهذا بخلاف الغاوين الذين تتلاعب بهم الشياطين ولا يدخرون وسعاً في إغوائهم ولا يقفون معهم عند حد .. وفي حالة الغضب حدث ولا حرج مما يصدر منهم من الأقوال والأفعال ولذلك ينبغي للمؤمن أن يسلك سبيل المتقين و إلا وقع في سبيل الغاوين { وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } سورة المؤمنون : ـ قال تعالي { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ {96} وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ {97} وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ {98} فالمسيء من الإنس يَقابل بالإحسان كما سبق ولكن الشياطين تتربص حتى لا ينال المؤمن هذه الدرجة لذلك بعد الأمر بمقابلة الإساءة بالإحسان جاء الأمر بالتعوذ من همزات الشياطين .. والهمز : دفع بنخز ( نخس ) وغمز يشبه الطعن . فالهمزات هي دفع الوساوس والإغواء إلي القلب بشكل مفاجيء وإذا حضرت الشياطين واقتربت لم تكتفي بالهمز للمؤمن وإنما استفزت المسيء واجلبت عليه من كل طريق حتى يتطور الغضب إلي جميع شر من السب واللعن والقذف والفحش والقتال وما شابه ذلك . وكذلك حضور الشياطين عند قراءة القرآن وساعة الموت وغير ذلك في جميع الأمور والشيطان يعِز الحشرات والهوام ليشغل بها المؤمن ويؤذيه إن استطاع ويغري السفهاء والفجرة والظلمة بالمؤمنين وهكذا يستعيذ المؤمن من شر همزاته ومن شر حضوره واقترابه سورة فصلت :ـ ( غير موجودة بالأصل فنقلناها من تفسير ابن كثير لتكتمل الفائدة ) ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ) أي فرق عظيم بين هذه وهذه ( ادفع بالتي هي أحسن ) أي من أساء إليك فادفعه عنك بالإحسان إليه كما قال عمر رضي الله عنه ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه وقوله عز وجل ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) وهو الصديق أي إذا أحسنت إلى من أساء إليك قادته تلك الحسنة إليه إلى مصافاتك ومحبتك والحنو عليك حتى يصير كأنه ولي حميم أي قريب إليك من الشفقة عليك والإحسان إليك ثم قال عز وجل ( وما يلقاها إلا الذين صبروا ) أي وما يقبل هذه الوصية ويعمل بها إلا من صبر على ذلك فإنه يشق على النفوس ( وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) أي ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسيره هذه الآية أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب والحلم عند الجهل والعفو عند الإساءة فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم وقوله تعالى ]( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله }) أي أن شيطان الإنس ربما ينخدع بالإحسان إليه فأما شيطان الجن فإنه لا حيلة فيه إذا وسوس إلا الاستعاذة بخالقه الذي سلطه عليك فإذا استعذت بالله والتجأت إليه كفه عنك ورد كيده وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام للصلاة يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه |
|
وبهذا يتبقي لنا ملخص لبعض الأخلاق الحميدة وما يقابلها من الأخلاق السيئة
أساس الأخلاق السيئة : الجهل / الظلم / الشهوة / الغضب أساس الأخلاق الحسنة : الصبر / العفة / الشجاعة / العدل ــــــــــــــــــــ>> زيادة ــــــــــــــــ>> غلظة ، قسوة قلب ، تحجر طبع الصبر المحمود ــــــــــــــــــــ>> نقص ـــــــــــــــــــ>> جزع ، هلع ، جشع ، تسخط ــــــــــــــــــــ>> زيادة ـــــــــــــــــــــ>> ذل ، مهانة ، حقارة الحلم ــــــــــــــــــــ>> نقص ـــــــــــــــــــــــ>> طيش ، حدة ، خفة ـــــــــــــــــــــ>> زيادة ـــــــــــــــــــــــ>> ذل ، مهانة ، حقارة التواضع ـــــــــــــــــــــــــ>> نقص ــــــــــــــــــــــ>> كبر ، علو ، فخر ــــــــــــــــــــــ>> زيادة ـــــــــــــــــــــــ>> عجز ، خور ، مهانة الحياء ـــــــــــــــــــــــ>> نقص ـــــــــــــــــــــــ>> قحة ، جرأة ، لا توقف عند حدود ــــــــــــــــــ>> زيادة ــــــــــــــــــــــ>> تفريط وإضاعة الرفق والأناة ـــــــــــــــــــ>> نقص ـــــــــــــــــــــ>> عجلة طيش عنف ـــــــــــــــــــــ>> زيادة ــــــــــــــــــ>> ضعف قلب ، جبن ، لا يقم حداً الرحمة ـــــــــــــــــــ>> نقص ــــــــــــــــــــ>> قسوة غلظة ــــــــــــــــــــ>> زيادة ـــــــــــــــ>> الاسترسال مع كل احد ، ذهاب الهيئة ، زوال الوقار طلاقة الوجه والبشر ــــــــــــــــــــــ>> نقص ــــــــــــــــــ>> عبوس الوجه ، تقطيب، تصعير الخد ــــــــــــــــــــــــ>> زيادة ــــــــــــــــــ>> كبر العزة التي وهبها الله للمؤمنين ــــــــــــــــــــــــ>> نقص ــــــــــــــــــــــ>> ذل ــــــــــــــــــــــــــ>> زيادة ــــــــــــــــــــــــ>> تهور ، اقدام غير محمود الشجاعة ـــــــــــــــــــــــــــ>> نقص ــــــــــــــــــــــــــــ>> جبن ، تأخر مذموم ــــــــــــــــــــــــــــ>> زيادة ــــــــــــــــــــــــــ>> بخل و تقطير الجود ـــــــــــــــــــــــــــــ>> نقص ـــــــــــــــــــــــــــ>> تبذير واسراف ــــــــــــــــــــــــــ>> زيادة ــــــــــــــــــــــــــ>> خسة ، مهانة ، إضاعة القناعة ــــــــــــــــــــــــــــــ>> نقص ــــــــــــــــــــــــــ>> حرص كلب ــــــــــــــــــــــــــ>> زيادة ـــــــــــــــــــــــ>> حسد ، بغي ، حرص علي الإيذاء المنافسة علي المراتب العالية ـــــــــــــــــــــــــ>> نقص ــــــــــــــــ>> مهانة ، عجز ، ذل ــــــــــــــــــــــ>> زيادة ـــــــــــــــــــــ>> التعدي والجور في الأقوال والأفعال الغضب بالحق ـــــــــــــــــــــــــ>> نقص ـــــــــــــــــــــــ >> جبن وعدم أنفة من الرذائل ـــــــــــــــــــــــــ>> زيادة ــــــــــــــــــــ>> نهمة ، شبق ، التحاق بدرجة الحيوان الشهوة وحدها راحة القلب والعقل من كد الطاعات حيث يكون قضاء الشهوة معيناً لذلك ـــــــــــــــــــــــــ>> نقص ـــــــــــــــــــــ>> ضعف ، عجز ـــــــــــــــــــــ>> زيادة ـــــــــــــــــــــ>> رغبة فيما لا تحمد الرغبة فيه الحرص وحده الكفاية في أمور الدنيا ــــــــــــــــــــــــــ>> نقص ـــــــــــــــــ>> مهانة وإضاعة ورضا بالدون والدناءات ـــــــــــــــــــــــ>> زيادة ـــــــــــــــــــ>> تهمة وسوء ظن بالبريء الغيرة ــــــــــــــــــــــــــ>> نقص ـــــــــــــــــــ>> تغافل ومباديء دياثة ـــــــــــــــــــــــ>> زيادة ـــــــــــــــــــــــ>> الهوان والكسل وإضاعة وفوات المصالح الراحة وحدها اجمام النفس وتقويتها للاستعداد للطاعات حتي لا يضعفها الكد والتعب ــــــــــــــــــــــــــــــ>> نقص ــــــــــــــــــــ>> إضرار بالقوي وتوهين لها فلا وصول للهدف ولا حفظ للنفس وبهذا نكون قد انتهينا من هذه الحلقات والتي أسأل الله سبحانه وتعالي أن ينفع بها كل من يقرأها وأن يعين علي نشرها وأسأله سبحانه أن يجزي صاحبها عنا خير الجزاء وأعتذر لأخواتي عن أي خطأ أو تأخير في كتابة هذه الحلقات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك أنا مسلمة |
|
جوزيتما خيراً
ورزقتما فوق نياتكما
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومن الغضب ما قتل | يمامة الوادي | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 2 | 2008-03-27 12:53 AM |
مواسم الغضب..!! | يمامة الوادي | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 0 | 2008-02-24 5:24 AM |
التحكم في الغضب.... | سيدة القلووب | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 6 | 2007-12-02 5:41 AM |
قصة شاب كثير الغضب..! | مجرة عفاف | المنتدى العام | 2 | 2007-09-05 1:34 PM |
أكل الأظافر من الغضب | الشامسية | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 4 | 2004-10-07 11:11 AM |