لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
أسباب قسوة القلب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: إن الاهتمام بإصلاح القلب من أهم ما يجب أن يعتني به المسلم، خاصة في أزمنتنا التي كثرت فيها أسباب القسوة والغفلة، ويسرت سبل الشيطان، فلم يبق للعبد إلا توفيق الله تعالى إلى العمل بأسباب صلاح القلوب واستقامتها، وقد كان المسلمون من قبل يعتنون بذلك عناية بالغة، ويخافون من أن تقسو قلوبهم، فتجترئ النفوس على المعاصي، وتهلك مع من هلك! وكان أحدهم يعاتب نفسه على تقصيرها وبعدها عن ربها، مع أنهم كانوا من أشد الناس عبادة، وتركاً للحرمات، بل لكثير من المباحات؛ خشية الوقوع في الحرام، فهذا يحيى بن يوسف أبو زكريا الصرصري البغدادي يعاتب نفسه قائلاً: يا قسوة القلب مالي حيلـة فيـكِ حجبت عني إفادات الخشوع فـلا وما تماديك من كسب الذنوب ولـ لكن تماديك من كسب نشأتِ به وأنت يا نفس مأوى كل معضلـة أنت الطليعة للشيطـان في جسدي ملكت قلبي فأضحى شر مملـوكِ يشفيكِ ذكر ولا وعـظ يداويكِ ـكن الذنـوب أراها من تماديـك طعام سـوءٍ على ضعفي يقويـك وكل داءٍ بقـلبي مـن عـواديك فليس يدخـل إلا من نواحــيك وقال الشافعي: ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجائي نحو عفوك سلما تعاظمني ذنـــبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما وأسباب قسوة القلب هي المعاصي، ومصادر المعاصي تكون من الجوارح التي هي منافذ للقلب، تمده إما بالخير أو بالشر، فالبصر منفذ للقلب، إذا أطلقه الإنسان في النظر إلى ما يحرم من محاسن النساء وغيرها انتقل تأثير ذلك النظر إلى القلب، فتنكت في القلب نكتة، فإن أقلع عنها محيت، وإلا بقيت سوداء، فإن تكرر ذلك صار القلب أسوداً مظلماً. ومنفذ السمع ينقل للقلب معاصي السمع، كالاستماع إلى الموسيقى والغناء الفاحش، وغير ذلك مما حرمه الله، فتُنكت في القلب نكت سود، وهكذا المعاصي الأخرى التي ينتقل أثرها إلى القلب عن طريق المنافذ الأخرى، كاللسان والفرج واليد والرجل، فأما اللسان فبالكلام الفاحش والغيبة والكذب وغير ذلك، وأما الفرج فبفعل الفاحشة من الزنا واللواط، وأما اليد فبالسرقة وضرب الغير والتعدي عليه وأكل أموال الناس بالباطل، وأما الرجل فبالمشي إلى الحرام بشكل عام.. فتبين بهذا أن القلب ملك والأعضاء جنوده، إذا صلح القلب صلحت الأعضاء، وإذا فسد فسدت، فإذا صلح مدَّته هذه الأعضاء بما يزيد في صلاحه، وإذا فسد مدَّته تلك الأعضاء فيما يقرب من هلاكه، والعياذ بالله، وقسوة القلب وموته ومرضه معان متقاربة، سببها الذنوب وأكبرها الكفر.. فكل ما ذكر من أنواع الذنوب والمعاصي هو السبب في قسوة القلب.. وقسوة القلب من أكبر المصائب التي يعاقب بها الإنسان، ولما أكثر بنو إسرائيل من المعاصي والمخالفات لرسلهم عوقبوا بقسوة قلوبهم قال تعالى :{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} (16) سورة الحديد، فحذر الله تعالى هذه الأمة من سلوك الطرق التي سلكها من قبلهم من أهل الكتاب الذين اتبعوا أهواءهم وارتكبوا الذنوب فقست قلوبهم. وهذه القسوة حصلت لهم بعدما رأوا آيات الله تعالى في وضح النهار؛ من ذلك: إحياء الله الموتى بين أيديهم وهم ينظرون، ولما أحيا الله ميتهم بعد أن ضربوه بجزء من لحم البقرة التي أمروا بذبحها، لم يفيقوا من غفلتهم وقسوتهم، بل استمروا على ذلك، قال الله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (74) سورة البقرة ، ولما ذكر الله الحكمة من الابتلاء بالبأساء والضراء وهي الرجوع إلى الله والتضرع بين يديه، ذكر أن أهل المعاصي والذنوب الذين زين لهم الشيطان أعمالهم السيئة قد ازدادت قلوبهم قسوة بهذا البلاء، فقال تعالى : {فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (43) سورة الأنعام ، وبين الله تعالى أن أهل القسوة سرعان ما يتأثرون بالشبه والفتن فقال: {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (53) سورة الحـج، وقد جاء في الحديث الشريف عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفاء لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مُربادّاً كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه )) رواه مسلم وأحمد. وقد توعد الله سبحانه وتعالى القاسية قلوبهم بالويل ووصفهم بأنهم في ضلال مبين، فقال تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (22) سورة الزمر فيجب على الإنسان أن يبتعد عن أسباب قسوة القلب، وأن يكثر من الاستغفار والتوبة؛ لأنها تمحو الذنوب وتكفر السيئات، نسأل الله أن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا، ويلين قلوبنا، وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم,, |
|
أسباب قسوة القلب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد : فإن القلب هو ملك الجوارح وقائدها، فإذا استقام القلب استقامت الجوارح، وإذا اعوجّ القلب تابعته الجوارح على الاعوجاج، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد. ألا وهي القلب ) . ولمّا كان القلب بهذه الخطورة كان معرفة أسباب مرضه وفساده أو موته ضرورياً في تحديد العلاج المناسب لهذه الآفات التي تهاج القلب فتؤثر في سيره، فيضعف بها أو يموت، وسوف نذكر في هذه العجالة - على سبيل الاختصار - أسباب قسوة القلب، وغير خافٍ على أحد أن عكس هذه الأسباب وضدها هو علاجٌ لقسوة القلب، أو هو أسباب صلاحه واستقامته، فمن أسباب قسوة القلب : 1- حب الدنيا والحرص عليها من أي وجه كان . 2- طول الأمل ونسيان بغتة الموت . 3- التعلق بغير الله تعالى . 4- ركوب بحر الأماني الكاذبة . 5- كثرة مخالطة الأنام في غير طاعة الله . 6- كثرة النوم . 7- التسويف . 8- كثر الطعام والشراب . 9- التكاسل عن الطاعات . 10- أكل الحرام من الأموال والأطعمة والأشربة وغيرها . 11- نسيان الذنب الماضي ووضع الذنب على الذنب . 12- الترف الزائد والغرور الكاذب . 13- الغيبة والنميمة واللعن والسب وجعل أعراض الناس مادة للفكاهة والتسلية . 14- الكذب والبهتان والافتراء . 15- السخرية والاستهزاء بالآخرين . 16- كثرة الضحك والمزاح واللهو واللعب . 17- الكبر والإعجاب بالنفس والزهو . 18- الحقد والحسد والبغضاء والتنافس في حيازة الدنيا وحطامها . 19- الغضب وسوء الظن بالآخرين وضيق الصدر بهم . 20- البخل والشح وقبض اليد عن الإنفاق في مجالات الخير . 21- الغفلة عن ذكر الله عز وجل وشكره والثناء عليه . 22- التهاون في أداء الصلاة وعدم احترام مواقيتها وأركانها ووجباتها وسننها . 23- ترك صلاة الجماعة مع عدم العذر . 24- عدم الخشوع في الصلاة . 25- عدم التورّع في الشبهات . 26- الجزع والطيش والعجلة . 27- كثرة مجالسة الأغنياء من أهل الدنيا . 28- مجالسة أهل الأهواء والبدع . 29- سماع الغناء والموسيقى . 30- تضييع الأوقات في متابعة القنوات . 31- التساهل في الولاء والبراء . 32- تعمّد ترك السنة والنوافل . 33- إخلاف الوعد وخيانة العهد . 34- كثرة الكلام بغير ذكر الله . 35- طاعة الشيطان وأتباعه . 36- إتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء . 37- التشبه بأعداء الله الكافرين . 38- تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال . 39- الظلم والتعدي على الآخرين والبغي عليهم بغير حق . 40- الجهل بأمور الدين والدنيا . 41- الجرأة على محارم الله عز وجل والتساهل في إتيان الذنوب مع الاعتماد على العفو والمغفرة وسعة الرحمة . 42- إتباع الشهوات ومجانبة سبيل أهل العفاف . 43- الغلظة والفظاظة في التعامل مع الآخرين . 44- الغش والخداع للمسلمين وإفساد ذات بينهم . 45- قراءة الكتب والقصص والأشعار والصحف التي تدعو إلى الإلحاد والكفر، أو ممارسة الجنس والشذوذ دون قيد ضابط . 46- الاستهانة بالصغائر . 47- البعد عن القرآن قراءةً وحفظاً وتدبراً وعملاً وتحكيماً . 48- البعد عما يوجب رقة القلب من ذكر الموت وزيارة القبور، وتذكر البرزخ والحساب والجنة والنار وغير ذلك . 49- عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام وإيذاء الجيران . 50- بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . 51- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح للمسلمين . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . المصدر: مطوية عن دار الوطن |
|
آثار المعاصي
ابن القيم الجوزية ( كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ) v احذر المعاصي فإنها مضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة . v احذر المعاصي فإنها حرمان العلم فان العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئ ذلك النور . v احذر المعاصي فإنها حرمان الرزق . v احذر المعاصي فإنها تورث وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلا ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تفِ بتلك الوحشة . v احذر المعاصي فإنها الوحشة التي تحصل له بينه وبين الناس ولاسيما أهل الخير منهم فانه يجد وحشة بينه وبينهم ، وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم ، وحرم بركة الانتفاع بهم وقرب من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحمن ، وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم فتقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه ، وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا من نفسه ، وقال بعض السلف : " إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي " . v احذر المعاصي فإنها تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه . v احذر المعاصي فإنها ظلمة يجدها العاصي في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا أدلهم فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره . v احذر المعاصي فإنها توهن القلب والبدن ؛ أما وهنها للقلب فأمر ظاهر بل لا يزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية ، وأما وهنها للبدن ؛ فان المؤمن قوته من قلبه وكلما قوى قلبه قوى بدنه ، وأما الفاجر فانه وإن كان قوى البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه .. فتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانهم عند أحوج ما كانوا إليها وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم . v احذر المعاصي فإنها حرمان الطاعة فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا إنه يصد عن طاعة تكون بدله ، ويقطع طريق طاعة أخرى ، فينقطع عليه طريق ثالثة ثم رابعة وهلم جرا .. فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها ، وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيب منها والله المستعان. v احذر المعاصي فإنها تقصر العمر وتمحق بركته ، ولابد فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور ينقص . v احذر المعاصي فإنها تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضاً ، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها كما قال بعض السلف أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ، وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جنبها اعملني أيضا فإذا عملها قالت الثانية كذلك وهلم جرا .. فيتضاعف الربح وتزايدت الحسنات وكذلك كانت السيئات أيضا حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الأرض بما رحبت وأحسن من نفسه بأنه كالحوت إذا فارق الماء حتى يعاودها فتسكن نفسه وتقر عينه ولو عطل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة لضاقت عليه نفسه ، وضاق صدره وأعيت عليه مذاهبه حتى يعاودها ، حتى إن كثيراً من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ولا داعية إليها إلا لما يجد من الألم بمفارقتها ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزه إليها أزاً ، وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله إليه الشياطين فتأزه إليها أزاً .. فالأول قوي جند الطاعة بالمدد فكانوا أكثر من أعوانه وهذا قوي جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه . v احذر المعاصي فإنها وهو من أخوفها على العبد أنها تضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية ، فلو مات نصفه لما تاب إلى الله فيأتي بالاستغفار وتوبة الكذابين باللسان لشيء كثير ، وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها عازم على مواقعتها متى أمكنه وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك . v احذر المعاصي فإنها ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه وهو عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يافلان عملت كذا وكذا .. وهذا الضرب من الناس لايعافون ، وتسد عليهم طريق التوبة ، وتغلق عنهم أبوابها في الغالب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من الإجهار أن يستر الله على العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان عملت يوم كذا وكذا وكذا فتهتك نفسه وقد بات يستره ربه ) . v احذر المعاصي فإن كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن جهلتم من الأمم التي أهلكها الله عز وجل ، فاللوطية ميراث عن قوم لوط ، وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص ميراث عن قوم شعيب ، والعلو في الأرض والفساد ميراث عن قوم عاد ، والرذائل والتكبر والتجبر ميراث عن قوم هود ، فالعاصي لابس ثياب بعض هذه الأمم . v احذر المعاصي فإنها سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري : " هانوا عليه فعصوه ، ولو عزوا عليه لعصمهم ، وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد ، كما قال الله تعالى : { ومن يهن الله فماله من مكرم } " وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم ، أو خوفا من شرهم فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه . v احذر المعاصي فإن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه ، وذلك علامة الهلاك ؛ فإن الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله ، وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال : " إن المؤمن يري ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار " . v احذر المعاصي فإن غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم ، قال أبو هريرة : " إن الحباري لتموت في وكرها من ظلم الظالم " ، وقال مجاهد : " إن البهائم تلعن عصاة بنى آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر ، وتقول هذا بشؤم معصية ابن آدم " وقال عكرمة : " دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون منعنا القطر بذنوب بني آدم فلا يكفيه عقاب ذنبه حتى يبوء بلعنه من لا ذنب له . v احذر المعاصي فإنها تورث الذل ولا بد ؛ فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى ، قال تعالى : { من كان يريد العزة فلله العزة جميعا } أي فليطلبها بطاعة الله فإنه لا يجدها إلا في طاعته وكان من دعاء بعض السلف : " اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك " ، قال الحسن البصري : " إنهم وان طقطقت بهم البغال ، وهملجت بهم البراذين ، إن ذل المعصية لا تفارق قلوبهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه " وقال عبد الله بن المبارك : رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب *** وخير لنفسك عصيانها وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها v احذر المعاصي فإنها تفسد العقل فإن للعقل نوراً ، والمعصية تطفئ نور العقل ولابد ، وإذا طفئ نوره ضعف ونقص ، وقال بعض السلف : " ما عصي الله أحد حتى يغيب عقله " وهذا ظاهر فإنه لو حضر عقله لحجزه عن المعصية وهو في قبضة الرب تعالى أو يجهر به هو مطلع عليه وفي داره على بساطه وملائكته شهود عليه ناظرون إليه وواعظ القرآن نهاه ، ولفظ الإيمان ينهاه ، وواعظ الموت ينهاه ، وواعظ النار ينهاه ، والذي يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة أضعاف أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها .. فهل يقدم على الاستهانة بذلك كله والاستخفاف به ذو عقل سليم ؟ v احذر المعاصي فإنها إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين ، كما قال بعض السلف في قوله تعالى : { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } قال : " هو الذنب بعد الذنب " وقال الحسن : " هو الذنب على الذنب حتى يعمي القلب " وقال غيره : لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم ، وأصل هذا أن القلب يصدي من المعصية فإذا زادت غلب الصدى حتى يصير راناً ، ثم يغلب حتى يصير طبعاً وقفلاً وختما ، فيصير القلب في غشاوة وغلاف فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انتكس فصار أعلاه أسفله ، فحينئذ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد . v احذر المعاصي فإنها تدخل العبد تحت لعنة رسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه لعن على معاصي والتي غيرها أكبر منها ، فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة ، فلعن الواشمة والمستوشمة والواصلة والموصولة ، والنامصة والمتنمصة ، والواشرة والمستوشرة ، ولعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهده ، ولعن المحلل والمحلل له ، ولعن السارق ، ولعن شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه ، ولعن من غير منار الأرض وهي إعلامها وحددوها ، ولعن من والديه ، ولعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا يرميه بسهم ، ولعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ، ولعن من ذبح بغير الله، ولعن من أحدث حدثا أو آوي محدثا ، ولعن المصورين ، ولعن من عمل عمل قوم لوط ، ولعن من سب أباه وأمه ولعن من كمه أعمي عن السلام ، ولعن من أتى بهيمة ، ولعن من رسم دابة في وجهها ، ولع من ضر بمسلم أو مكر به ، ولعن زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ، ولعن من أفسد امرأة على زوجها أو مملوكا على سيده ، ولعن من أتى امرأة في دبرها ، وأخبر أن من باتت مهاجرة لفراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح ، ولعن من انتسب إلى غير أبيه ، وأخبر أن من أشار إلى أخيه بحديدة ؛ فإن الملائكة تلعنه ، ولعن من سب الصحابة ، وقد لعن الله من أفسد في الأرض وقطع رحمه وأذاه وأذى رسوله ، ولعن من كتم ما أنزل الله سبحانه من البينات والهدى ، ولعن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات بالفاحشة ، ولعن من جعل سبيل الكافر اهدي من سبيل المسلم ، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبس المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل ، ولعن الراشي والمرتشي والرائش وهو الواسطة في الرشوة ولعن على أشياء أخر غير هذه فلو لم يكن في فعل ذلك إلا رضاء فاعله بأن يكون ممن يعلنه الله ورسوله وملائكته لكان في ذلك ما يدعو إلى تركه . |
|
آثار الذنوب والمعاصي
أ- أثر الذنوب والمعاصي على الفرد: 1- تضعف في القلب تعظيم الربّ جل وعلا ووقاره وهيبته وكبرياءه: قال ابن القيم رحمه الله: " فإن عظمة الله تعالى وجلاله في قلب العبد تقتضي تعظيم حرماته، وتعظيم حرماته تحول بينه وبين الذنوب، والمتجرئون على معاصيه ما قدروا الله حقّ قدره، وكيف يقدره حق قدره أو يعظمه ويكبره؛ ويرجو وقاره، ويجلّه من يهون عليه أمره ونهيه؟ هذا من أمحل المحال، وأبين الباطل، وكفى بالمعاصي عقوبة أن يضمحل من قلبه تعظيم الله جل جلاله، وتعظيم حرماته، ويهون عليه حقه " (1) . 2- تُذهب حياء القلب وغيرته: عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ) (2) . وقد ذكر ابن القيم رحمه الله لهذا الحديث تفسيرين: أحدهما: أنه على التهديد والوعيد، والمعنى: من لم يستح فإنه يصنع ما شاء من القبائح، إذ الحامل على تركها الحياء، فإذا لم يكن هناك حياء يردعه عن القبائح فإنه يواقعها، وهذا تفسير أبي عبيدة. والثاني: أن الفعل إذا لم تستح منه من الله فافعله، وإنما الذي ينبغي تركه هو ما يستحي منه من الله، وهذا تفسير الإمام أحمد في رواية ( 3 ) . وحقيقة الحياء كما نقل النووي عن العلماء: "خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي حق" (4) . 3- تنكس القلب وتزيغه، فلا يطمئن إلا بها: إن القلب إذا غرق في أوحال المعاصي والآثام، وركن إليها واطمأن بها؛ فإن القبيح يكون لديه حسناً، والحسن قبيحاً، والمعروف منكراً، والمنكر معروفاً، فما وافق هواه فهو الصواب الحلال، وما خالفه فهو الخطأ الحرام... حينئذٍ تضعف عنده إرادة التقوى، بل قد تموت لاستمراره على ما حرّم الله (5) . قال تعالى: عن المنافقين: { خَتَمَ ?للَّهُ عَلَى? قُلُوبِهِمْ وَعَلَى? سَمْعِهِمْ وَعَلَى? أَبْصَـ?رِهِمْ غِشَـ?وَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } [البقرة:7]. قال البغوي رحمه الله: "طبع الله على قلوبهم فلا تعي خيراً ولا تفهمه، وحقيقة الختم الاستيثاق من الشيء كيلا يدخله ما خرج منه ولا يخرج عنه ما فيه، ومنه الختم على الباب. قال أهل السنة: أي حكم على قلوبهم بالكفر، لما سبق من علمه الأزلي فيهم " (6) . 4- توهن القلب وتظلمه: قال تعالى: { أَوْ كَظُلُمَـ?تٍ فِى بَحْرٍ لُّجّىّ يَغْشَـ?هُ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَـ?تٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ?للَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ } [النور:40]. قال ابن كثير رحمه الله: "فهذا قلب الكافر الجاهل البسيط المقلد، الذي لا يعرف حال من يقوده، ولا يدري أين يذهب، بل كما يقال في المثل للجاهل أين تذهب؟ قال: معهم. قيل: فإلى أين يذهبون؟ قال: لا أدري.. فالكافر يتقلّب في خمسة من الظلم: فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات إلى النار " (7) . وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: " إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاناً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق " (8). 5- حصول خيانة القلب واللسان عند ساعة الاحتضار عن النطق بالشهادة: قال ابن القيم: "يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار، والانتقال إلى الله تعالى، فربما تعذّر عليه النطق بالشهادة، كما شاهد الناسُ كثيراً من المحتضرين أصابهم ذلك. حتى قيل لبعضهم: قل: لا إله إلا الله، فقال: آه... آه... لا أستطيع أن أقولها. وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله، فقال: يا رُبّ قائلةٍ يوماً وقد تعبت *** كيف الطريق إلى حمام منجاب ثم قضى. وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء، ويقول: تاتنا تنتنا... حتى قضى" (9) . ب- أثر الذنوب والمعاصي على المجتمع: 1- أنها سبب هلاك الأمم: كإغراق قوم نوحٍ عليه السلام، وفرعون وقومه، وإهلاك قوم عاد بالريح العقيم، وثمود بالصيحة، وقوم لوط بجعل عاليها سافلها. إلى غير ذلك. قال تعالى: { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ?لصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ?لأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ?للَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـ?كِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [العنكبوت:40]، وقال: { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مَّكَّنَّـ?هُمْ فِى ?لأرْضِ مَا لَمْ نُمَكّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ?لسَّمَاء عَلَيْهِم مَّدْرَاراً وَجَعَلْنَا ?لأنْهَـ?رَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَـ?هُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً ءاخَرِينَ } [الأنعام:6]. إن هذا النصّ في القرآن: { فَأَهْلَكْنَـ?هُمْ بِذُنُوبِهِمْ } وما يماثله يقرّر حقيقة، ويقرّر سنة، إنه يقرّر حقيقة أن الذنوب تهلك أصحابها، وأن الله هو الذي يهلك المذنبين، وأن هذه سنة ماضية - ولو لم يرها فرد في عمره القصير - ولكنها سنة تصير إليها الأمم حين تفشو فيها الذنوب، وحين تقوم حياتها على الذنوب.. كذلك هي جانب من التفسير الإسلامي للتأريخ: فإن هلاك الأجيال، واستخلاف الأجيال؛ من عوامله، فعل الذنوب في جسم الأمم، وتأثيرها في إنشاء حالة تنتهي إلى الدمار؛ إمّا بقارعة من الله عاجله - كما كان يحدث في التاريخ القديم - وإمّا بالانحلال البطيء الفطري الطبيعي، الذي يسري في كيان الأمم - مع الزمن - وهي توغل في متاهة الذنوب (10) . 2- أنها تزيل النعم بمختلف أنواعها وأشكالها، وتحلّ النقم والمحن والفتن مكانها: قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى? يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ... } [الرعد:11]. فالله تعالى لا يسلب نعمةً أنعمها على قومٍ أو مجتمع أو أمةٍ حتى يحدثوا تغيير ما هم عليه من الخير والهداية إلى الشرّ والضلالة. وكذلك لا يغيّر ما حلّ بقومٍ جزاء عصيانهم من عذاب ونكال وذل وخذلان إلى نعمةٍ ورخاء، وسلامة وإخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم من الشر والآثام إلى توبةٍ خالصة، وطاعة للملك العلام . (11) . 3- أنها تسلب نعمة العافية في الأبدان : جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لم تظهر الفاحشة في قومٍ قطّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ) (12) [12]. وعن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمراً وجهه وهو يقول: ( لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ) وعقد سفيان ( تسعين أو مائة ) قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: ( نعم إذا كثُر الخبث ) (13) . قال النووي رحمه الله: "والخبث هو بفتح الخاء والباء، وفسّره الجمهور بالفسوق والفجور، وقيل المراد: الزنا خاصة، وقيل أولاد الزنا، والظاهر أنه المعاصي مطلقاً " (14) . 4- أنها سبب في حلول الهزائم في الحرب: ففي أُحدٍ أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرماة بملازمة الجبل قائلاً: ( لا تبرحوا إن رأيتمونا ظَهرْنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا ) (15) لكنهم خالفوا أمره ونزلوا من على الجبل فحلّت بهم الهزيمة. قال تعالى: { أَوَلَمَّا أَصَـ?بَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى? هَـ?ذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } [آل عمران:166]، أي: بسبب عصيانكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمركم أن لا تبرحوا من مكانكم فعصيتم، يعني بذلك: الرماة (16) 5- سبب لوقوع الخسف: عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، إذا ظهرت القيان والمعازف، وشُربت الخمور ) (17) . وكما حصل لذلك الرجل الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ( بينما رجلٌ يجرّ إزاره إذ خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ) (18) . 6- يؤثّر حتى في الدواب: قال تعالى: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ?للَّهُ ?لنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَى? ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـ?كِن يُؤَخّرُهُمْ إِلَى? أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ?للَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } [فاطر:45]. قال القرطبي رحمه الله: " { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ?للَّهُ ?لنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ } يعني: من الذنوب { مَا تَرَكَ عَلَى? ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ } قال ابن مسعود رضي الله عنه: يريد جميع الحيوانات مما دبّ ودرج، قال قتادة: وقد فعل ذلك زمن نوح عليه السلام " (19) . وقال أبو هريرة رضي الله عنه: " والذي نفسي بيده إن الحُبارى لتموت هزلاً في وكرها بظلم الظالم " (20) . وعكرمة كان يقول: " دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون: منعنا القطر بذنوب بني آدم " (21) . --------------- (1) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (ص 74). (2) رواه البخاري في الأنبياء، باب حديث الغار (3484). (3) الجواب الكافي ص (73)، وانظر: فتح الباري (6/523). (4) رياض الصالحين (ص 307). (5) المعاصي وآثارها (ص 108-109). (6) تفسير البغوي (1/64-65). (7) تفسير القرآن العظيم (3/296). (8) انظر: الجواب الكافي (ص 58). (9) الجواب الكافي (ص 97-98). (10) في ظلال القرآن لسيد قطب (2/1038). (11) المعاصي وآثارها (ص 141). (12) رواه ابن ماجه في الفتن باب العقوبات (4019) قال البوصيري: "هذا حديث صالح للعمل به وقد اختلفوا في ابن أبي مالك وأبيه"، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (3/316) والصحيحة (106). (13) رواه البخاري في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب)) (7095)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج (2880). (14) شرح صحيح مسلم (3/18). (15) رواه البخاري في المغازي، باب غزوة أحد (4043). (16) انظر: تفسير القرآن العظيم (1/401). (17) رواه الترمذي في الفتن، باب ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف (2212) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2/242). (18) رواه البخاري في اللباس، باب من جرّ ثوبه من الخيلاء (5789)، ومسلم في اللباس والزينة، باب تحريم التبختر (2088). (19) الجامع لأحكام القرآن (7/361). (20) الجامع لأحكام القرآن (7/361)، وانظر: الجواب الكافي لابن القيم (ص 62). (21) رواه الطبري في تفسيره (2/55)، وانظر الجواب الكافي (ص 62). |
|
شكرا لمرورك
|
|
جزاك الله خير
|
بارك الله فيك و جعل هدا الطرح في ميزان حسناتك
أسباب قسوة القلب الذنوب والمعاصي، وكثرة الغفلة، وصحبة الغافلين والفساق، كل هذه الخلال من أسباب قسوة القلوب، ومن لين القلوب وصفائها وطمأنينتها طاعة الله جل وعلا، وصحبة الأخيار، وحفظ الوقت بالذكر وقراءة القرآن والاستغفار، ومن حفظ وقته بذكر الله وقراءة القرآن، وصحبة الأخيار، والبعد عن صحبة الغافلين والأشرار، يطيب قلبه ويلين، قال تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المعاصي تزرع المعاصي | RAID89 | المنتدى الإسلامي | 11 | 2010-02-06 10:33 PM |
قسوة قلب | زايرة | منتدى للصور والديكور و تأثيث المنزل | 18 | 2007-09-21 3:18 AM |
أسباب قسوة القلب وكيفية التخلص منها | haneen2006 | المنتدى الإسلامي | 4 | 2007-04-18 3:17 PM |
قسوة الشوق | يمامة الوادي | منتدى النثر والخواطر | 4 | 2007-04-04 2:40 AM |
المعاصي تضعف في القلب تعظيم الرب ! | الابتسام | المنتدى العام | 7 | 2005-06-14 9:37 PM |