[يمامة الوادي]

روعه


يا من له تعلو الوجوه وتخشع
ولأمره كل الخلائق تخضع

أحنو إليك بجبهة لم أحنها
إلا لوجهك ساجدا أتضرع

وإليك أبسط كف ذل لم تكن
يوما لغير سؤال فضلك ترفع

أنا من علمت المذنب العاصي الذي
عظمت خطاياه فجاءك يهرع

كم ساعة فرطت فيها مسرفا
وأضعتها في زائر لا ينفع

كم بت ليلي كله متثاقلا
وذوا التقى حولي قياما ركع

كم زينت لي النفس سوء فعالها
فأطعتها ضعفا وبئس الطيع

كم وسوس الخناس في صدري فلم
يجد الذي يعلو قفاه ويصفع

كم أقرأ الآيات لو نزلت على
شم الجبال رأيتها تتصدع

مالي أرددها *** وأعيدها
ما رق قلبي أو جرالي مدمع

كم من نفوس بالهدى ذكرتها
فمضت كما يمضي الجواد المسرع

يا حسرتا أعظ الأنام فليتني
نفسي وعظت فوعظ نفسي أنفع

يارب حكمتك أقتضتني مذنبا
لأجيء بابك أستجير وأضرع

فترى عبيدك تائبا مستغفرا
وأراك غفارا لذنب يفظع

أنا إن عصيت فذاك من نقصي
ومن غير الإله له الكمال الأرفع

يا رب أنت خلقتني من طينة
ومن الذي لأصوله لا ينزع

هو الإبتلاء عليه قام وجودنا
وبه نهيء للخلود ونصنع

النار بالشهوات حفت فتنة
فليمرح الفجار وليتمتع

أما الجنان فإنها محفوفة
بمدامع تدمي الفؤاد وتوجع

الزاد قل والديار بعيدة
والظهر ندو والرفيق مضيع

يارب عبدك عند بابك واقف
يدعوك دعوة من يخاف ويطمع

فإذا خشيت فلقد عصيتك جاهلا
وإذا رجوت فإن عفوك أوسع

يارب إن أك في الحقوق مفرطا
فلأنت أبصر بالقلوب وأسمع

بين الجوانح خافق يهوى التقى
ويضيق كرها بالذنوب ويجزع

هل لي رجاء إنني ممن دعوا
يوما إليك وقال توبوا وارجعوا

وحملت مصباح الهداية مرشدا
أهناك فالقرآن نور يسطع

ومشيت في ركب الهداة وإن أكن
أبطأت في طلب الكمال وأسرع

حسبي أحبهم وأخطوا خطوهم
ولكم أرى حب الأكابر يشفع

يارب مالي غير بابك مفزع
آوي إليه إذا يعز المفزع

مالي سوى دمعي إليك وسيلة
وضراعتي ولمن سواك سأضرع

إن لم أقف بالباب راجي رحمة
فلأي باب غير بابك أقرع

هذا أون العفو فاعفوا تفضلا
يا من له تعلو الوجوه وتخشع00

من اطلاعاتي