لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
نحو معراج إيماني ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أنا بنت ملتزمة منذ عامين - ولله الحمد - ولكني في هذه الأيام أعاني من تغير في نفسي وأشعر بانخفاض من إيمانياتي , أحسّ في تغير في شخصيتي , وخصوصاً وأن لي صديقات لهن فكر سوي ، والتزام بالدين ما شاء الله وهن اللاتي أعانوني في الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه .. فأني عندما أجلس معهن أحس وكأني لا مكان لي بينهم من كثرة العلم الذي يتميزون به إني لا أزكيهن الله أعلم من اتقى , ولكن قد يكن هن السبب في إحساسي بمثل هذا الشعور .. خصوصا إن بعضهن قد ابتعدن عني بسبب أعمالهن الدعوية وحياتهن الخاصة , فهن كنَّ لي العون في كل شيء والله خير معين .. قبل شهور ذهبت إلى العمرة ودعوت الله أن أغير من نفسي وإيمانياتي .. وأنا أريد خطة إيمانية عمليه لمواجهة ما أشعر به .. وجزاكم الله خير الجزاء . ميار *** الجواب : الأخت الكريمة ميار .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وأشكرك على ثقتك ونسأل الله أن نكون في خدمتكم ، وعند حسن ظنكم ، وأن يتقبلنا الله وإياكم بقبول حسن . ما تطرحينه من حالك أختي الكريمة أمر يتكرر كثيرا ، حتى أن ( الجفاف الروحي ) يكاد يكون ظاهرة يشكو منها الجميع ، وأمسى ( التآكل الروحي والنفسي ) أنين كل مخلص ومخلصة من الإخوة والأخوات ، ومن أجل ذلك لتكن استشارتك هذه باب خير نتناول فيه هذه المسألة للجميع ، ثم أتناول استشارتك بشيء من الخصوصية . بداية علينا أن نحدد عدة منطلقات في هذا الباب ، تكون واضحة جلية لنا كلنا ، كي ننطلق من مكان سليم : * الأول : إن الله تعالى يفرح بمن يقبل عليه ، ولا يقفل بابه إلا على من أقفله على نفسه ، بل ويكافئ بأضعاف ما يقبل به العبد إليه ففي الحديث القدسي : ( يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ،وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري . * الثاني : إن ما يصيبنا هو ناتج من تقصيرنا ، ومما نقترفه من ذنوب وأخطاء قال تعالى : { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آل عمران : 165 ] وقال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } [ الشورى : 30 ] وقال تعالى : { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً } [ النساء : 79 ] . * الثالث : يجب أن لا يوقفنا الخطأ أو الذنب عن الانطلاق من جديد ، و نقف في حالة التحسر الدائم ؛ فإن هذا زيادة في تعقيد الحالة الإيمانية ، وتعميق لترهلها في النفس قال تعالى : { لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } [ الحديد : 23 ]. * الرابع : إن للذنوب تبعات ، ولها أجواء تحيط بالنفس ، جاء التعبير القرآني في وصفها بليغا دقيقا غاية في الجمال الوصفي ؛ قال تعالى : { بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ } [ البقرة : 81 ] . للمعصية - أو التقصير - أجواء تحيط بها بعدها ، تحيط بالمرء منا إحاطة الدائرة تماما ، ويجب أن نخرج منها ، كيف يصلح الانطلاق الروحي . * الخامس : إننا كبشر معرضون للذنوب والتقصير ، وهذا من كمال الله سبحانه وعزته وجبروته ، كي نعرف قدر أنفسنا قال عليه الصلاة والسلام : ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) رواه مسلم. * السادس : إننا في سيرنا إلى تعالى ليس لنا إلا حالتين في هذا الصعود الروحي ، إما تقدم ، وإما تأخر قال تعالى : { لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } 37 : المدثر . برغم أن هناك حالة ثالثة في علم الديناميكا ، وهي حالة التوقف والسكون ، إلا أنه في السير إلى الله يعد التوقف في حد ذاته تأخر وتراجع . هذه أسس ومنطلقات أولية لابد علينا أن نعيها وندركها ، كي نقدر على فهم الحالة أو الظاهرة، ونعي قدر أنفسنا ، ونتمكن - بحول الله وتوفيقه - من العلاج والنهوض الواعي . اقترب وتقرب وارغب .. هذا أول المسار ومن خلال هذه المنطلقات ، يكون العلاج ، ويكون الصعود الذي نريد . إن أي عابد لله تعالى ، طامع في رضاه والجنان ، منكسر بين يديه سبحانه ، آمل في توفيقه وعونه وسنده ؛ لابد أن يقبل على الله تعالى بالطريقة التي يشعر بها أن روحه اطمأنت ، وأن قلبه استقر ، وأن نفسه في حالة طرب إيماني مع الله تعالى . ففي الحديث القدسي : ( إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ) رواه البخاري . فالحرص على الفريضة أول الأمر ، ثم تأتي أنواع النوافل التي تيمز بين سباق العباد لرضوان الله تعالى وفقا لقوله تعالى : { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [ الحديد :21 ] ، بهذا السباق ومع هذه المسارعة : { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [ آل عمران : 133 ] . يكون الحب من الله للعبد ولينعم العبد وقتها بما وعده الله تعالى في الحديث القدسي : ( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : إني أحب فلانا فأحبه . قال : فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء . قال : ثم يوضع له القبول في الأرض . وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلانا فأبغضه . قال : فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه . قال : فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض ). رواه مسلم ، ترابط عجيب لطيف جميل على النفس يبدأ بحرص على فريضة ، وإصرار على نافلة ودوام عليها ، ويجني العبد حبا لله تعالى ، يتبعه حب أهل السماء ، ومع القبول في الأرض ، ليكون ولياً لله تعالى . |
|
كيف أتقرب ؟
آفاق التقرب إلى الله لا حدود لها ، غير أننا نقف عند الحد الأدنى من هذا التقرب ، والذي لا يستهان به ، بحيث لو التزم به المسلم أو المسلمة لجنى الكثير من الخير . وقد أجاد الدكتور فتحي يكن في كتابه العيادة الدعوية ، ووضع لنا برنامجا جميلا للتقرب إلى الله تعالى ، أنقله هنا للفائدة منه . يقول حفظه الله : هذا المشروع: مقترحٌ كحدٍّ أدنى لكلِّ مسلمٍ ومسلمة، يتضمَّن ثماني مهمَّات، محدَّدة الوقت، معلومة الثواب، محقِّقةً الفائدة بإذن الله تعالى، من ذلك: مغفرة الذنوب، الأمان من فتنة القبر، بناء بيتٍ في الجنَّة، استجابة الدعاء، الأمان من الفقر، قضاء الحوائج، تفريج الهمّ، إنَّ كلَّ ذلك لا يستغرق أكثر من ستِّين دقيقة. 1- المهمَّة الأولى: أداء اثني عشرة ركعةً نافلة "السنن الراتبة"، وهي: اثنتان قبل الفجر + أربعٌ قبل الظهر واثنتان بعده + اثنتان بعد المغرب + اثنتان بعد العشاء. الفائدة المرجوَّة: يبني الله للمداوم بيتاً في الجنَّة. الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ( من صلَّى في يومٍ ثنتي عشرة سجدة، تطوُّعا، بني له بيتٌ في الجنَّة ) رواه مسلم. 2- المهمَّة الثانية: صلاة ركعتين في الليل . الفائدة المرجوَّة: يستجاب الدعاء + يُغفَر الذنب + تُقضَى الحاجة. الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ( يتنزَّل ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له ) رواه البخاري. 3- المهمَّة الثالثة: أداء صلاة الضحى ركعتين، أو أربعا، أو ثماني ركعات. الفائدة المرجوَّة: تؤدِّي صدقةً عن كلِّ مفصلٍ من مفاصل العظام. الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ( يصبح على كلِّ سُلامى من أحدكم صدقة، فكلُّ تسبيحةٍ صدقة، وكلُّ تحميدةٍ صدقة، وكلُّ تهليلةٍ صدقة، وكلُّ تكبيرةٍ صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك، ركعتان يركعهما من الضحى ) رواه مسلم، وروى البخاريُّ جزءاً منه. 4- المهمَّة الرابعة: قراءة سورة الملك. الفائدة المرجوَّة: تنجي من عذاب القبر. الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ سورةً من القرآن ثلاثون آية، شفعت لرجلٍ حتى غُفِر له، وهي { تبارك الذي بيده الملك } ) رواه الترمذيُّ وأحمد، وقال الترمذيّ: هذا حديثٌ حسن. 5- المهمَّة الخامسة: قول: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير ) . الفائدة المرجوَّة: تعدل فكَّ عشر رقاب، وتُكتَب مائة حسنة، وتمحو مائة سيِّئة، وتكون حرزاً من الشيطان. الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، في يومٍ مائة مرَّة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيِّئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل ممَّا جاء به، إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك ) رواه مسلم. 6- المهمَّة السادسة: الصلاة على النبيِّ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مائة مرَّة. الفائدة المرجوَّة: براءةٌ من البخل، وصلاةٌ من الله. الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ( فإنَّه من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرا"رواه مسلم. وقوله: "البخيلُ الذي منْ ذُكِرت عنده فلم يصلِّ عليّ ) رواه الترمذيّ، وقال: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيح. 7- المهمَّة السابعة: قول: ( سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ) مائة مرَّة. الفائدة المرجوَّة: تُغرَس له في الجنَّة مائة نخلة. الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ( من قال سبحان الله العظيم وبحمده غُرِست له نخلةٌ في الجنَّة ) رواه الترمذيّ، وقال: حديثٌ حسنٌ غريب. 8- المهمَّة الثامنة: قول: "أستغفر الله" مائة مرَّة. الفائدة المرجوة: يفرِّج الله كربه، ويوسِّع رزقه. الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كلِّ ضيقٍ مخرجا، ومن كلِّ همٍّ فرجا، ورَزَقه من حيث لا يحتسب ) رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم بسندٍ صحيح. انتهى كلام الدكتور فتحي يكن حفظه الله من كتاب العيادة الدعوية، ص : 59 وما بعدها. وأضيف .. 9 - المهمة التاسعة: قراءة ورد محدد من القرآن ، جزء أو حزب يومياً . الفائدة المرجوة: جني الحسنات ومضاعفتها ، وطمأنينة النفس . الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) رواه الترمذي . وقال تعالى : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [ الرعد : 28 ] . 10 - المهمة العاشرة: جلسة دعاء وتبتل إلى الله يوميا مهما كانت قصيرة . الفائدة المرجوة: زيادة القوة المعينة في النفس ، وتوطيد الصلة بمن يملك القوة والحول والطول ، ويكشف الكربات ، ويثبت على طريق الرشاد الدليل : { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء } [ النمل : 62 ] وقوله سبحانه : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [ البقرة : 186 ] . 11 - المهمة الحادية عشر: المحافظة يوميا على أذكار الصباح والمساء " المأثورات ". الفائدة المرجوة : زيادة تعميق المعاني المتضمنة في هذه الأذكار ، وترسيخها في النفس ، مرتين بشكل يومي ، حتى يتنعم بها القلب وبمعانيها الإيمانية . الدليل : { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ } [ غافر : 57 ] . 12 - المهمة الثانية عشر : الممارسة اليومية للأخلاق مع الناس جميعا ، والتحبب للخلق ، وترك القعود . الفائدة المرجوة : تطبيق المعاني الإيمانية المكتسبة من الزاد الإيماني ، والشعور بالإيجابية في الإيمان والعيش به مع المؤمنين ، وليس مجرد ترديد أوراد وأذكار . الدليل : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [ التوبة : 71 ] . و قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) . رواه مسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم قال: ( اتق الله حيثما كنت ، وأَتْبِعِ السَّيئةَ الحسنةَ تَمْحُها ، وخالقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ ) . رواه الترمذي تلك اثنتي عشر مهمة إيمانية ، لو حرص عليها المسلم ، وداوم ، وأصر ، وثبت ، سيكون فيها الخير الكثير لصعوده الإيماني . |
|
ثلاثية الفهم الإيماني
إننا كي نعي صعودنا ومعراجنا الإيماني هذا ، علينا أن نفهم بأن هناك ثلاث نقاط هي التي تحرك فينا الإيمان ، بحيث لو ضعفت ، تضعف فينا الإيمان ، وقد أطنب الإمام ابن القيم في شرحها بشكل متناثر في كتابه مدارج السالكين ، أضعها هنا مرتبة ، وهي : أولاً : الأفكار الربانية : وهي التي تتكون في عقولنا ونفسنا وتكون نتاجا من أمرين : 1) " التفكر " الدائم في النفس وفي أحولها ، وفي أحوال الناس ما بين نعم ونقم ، وفي الكون الجميل الفسيح ، وفي سنن الله تعالى التي بثها في حركة الكون وحياة الناس . 2) " التذكر " المستمر لكل المعاني التي تعين على هذا الصعود الإيماني ، سواء من خلال تدبر القرآن الكريم ، أو من خلال دراسة سير الصالحين ، أو من خلال سماع المواعظ الإيمانية ، وصحبة الأخيار . ثانياً : الأعمال المستمرة : فلا فائدة الأفكار الربانية ما لم تنتج أعمالا صالحة ، ولا تكمل الفائدة من هذه الأعمال الصالحة إلا بالاستمرار عليها ، فالبعض منا يتحمس لأيام ، ثم يعود كسولا فتورا ، كأنه لم يسمع ولم يتذكر ، فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع . ثالثاً : طلب التوفيق الإلهي ؛ فإنه { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [ سبأ : 2 ] ، ومنه يطلب العون والتوفيق في الأفكار وفي الأعمال ، وكلما زاد وتعمق المرء فيه ، كلما زادت الرحمات ، وكلما كسب المرء ما يمكن أن نسميه ( القوة الدُعائية ) وأي قوة هذه لو فقهنا ، قوة متصلة بالقوي العزيز . ومن خلال فهمنا لهذه الثلاثة لمسألة معراجنا الإيماني ، نركز على الأفكار التي تدور في حنايا النفس ، وخلجات الروح ، وكما قيل : ( همك على قدر ما أهمك ، خواطرك من جنس همك ) فلو جعلنا " حب الله " هو الهم الذي يهمنا الوصول إليه ، لكانت أفكارنا أجنة جميلة من هذا الرحم الإيماني والتطلع الرباني ، ولكانت أعمالنا جميلة على هدي النبوة المباركة من غير إفراط ولا تفريط ، ومع العون والتوفيق الرباني ، نصل بحول الله إن لزمنا باب رحمة الله . ومن خلال هذه الثلاثية في فهم المعراج الإيماني نستخرج منها أعمالا تنميها فينا : أولاً : ممارسة عبادة التفكر بشكل يومي ولو لعدة دقائق ، ويكون هذا التفكر منوعا ، تارة في أحوال الناس وسراءهم وضراءهم ، وتارة في أنفسنا وما قدمته وما أحجمت عنه ، وتارة في جمال الكون وصنعة الخالق سبحانه ، وتارة في أحوال المسلمين وتقدمهم وتأخرهم ، وهكذا بحيث يكون لنا بشكل دوري جلسة تفكر ، أو رحلة تأمل ، أو تطلع إلى نجوم السماء وبهجتها ، أو بحر جميل يرسل أمواجه على حبات رمل ندية .. ولا نحرم أنفسنا من ذلك أبدا . ثانياً : تحديد وقت للخلوة مع النفس ، وقت في كل يوم ولو في الفراش لدقائق ، و وقت في الأسبوع لفترة أطول ، ووقت في الشهر كجلسة بين ساريتي مسجد عتيق ، ووقت في العام كتضرع في الروضة الشريفة ، وهكذا ، وحالم هو من كان كل وقته مخالطا بالناس ، ثم يريد الرقي دائما ، إن الخلوة مهمة جدا في السير إلى الله ، يقول الشيخ عائض القرني في كتابه لا تحزن عن فوائد العزلة : " استثمار العقل ، وقطف جنى الفكر ، وراحة القلب ، وسلامة العِرض ، وموفور الأجر ، والنهي عن المنكر ، واغتنام الأنفاس في الطاعة ، وتذكر الرحيم ، وهجر الملهيات والمشغلات ... وفي العزلة ستر للعورات اللسان ، وعثرات الحركات ، وفلتات الذهن ، ورعونة النفس ... كل اللامعين والنافعين ، والعباقرة والجهابذة وأساطين الزمن ، ورواد التاريخ ، وشداة الفضائل ، وكواكب المحافل ، كلهم سقوا غرس نبلهم من ماء العزلة حتى استوى على سُوقه ، فنبتت شجرة عظمتهم ، فآتت أكلها كل حين بإذن ربها " ص: 116 ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " لابد للعبد من عزلة لعبادته وذكره وتلاوته ، ومحاسبة نفسه ، ودعائه واستغفاره ، وبُعده عن الشر " . فلا نحرم أنفسنا من خير هذه الخلوات المباركة. إننا بالتفكر والخلوة المنهجية هذه ، نشعل الهمة في ثلاثية التفكير والفكر والعمل الصالح ، وننير النفس بحسن التضرع إلى الله ، دون أن يرانا سواه . محطات إيمانية وأعني بها مصادر التزود الإيماني ، إن وجد المرء فينا أن المهام الإيمانية السالفة الذكر ، لا تشبع جوعه ، ولا تروي ظمأه الإيماني . المحطة الأولى : إدخال السرور على قلب مؤمن ، قال عليه الصلاة والسلام : ( من أفضل العمل : إدخال السرور على المؤمن : يقضي عنه ديناً ، يقضي له حاجة، ينفس له كربة ) صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع . بل إن الصدقة لتتفاخر على بقية الأعمال الصالحة كما قال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه : ( إن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة : أنا أفضلكم ) صحيح ابن خزيمة. المحطة الثانية : المباعدة عن النار ، بصوم التطوع ؛ قال عليه الصلاة والسلام : ( من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ) . رواه البخاري . المحطة الثالثة : كنوز الجنة ، بكثرة قول " لا حول ولا قوة إلا بالله " ؛ قال عليه الصلاة والسلام : ( ... يا عبد الله بن قيس قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة أو قال ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله ) البخاري . المحطة الرابعة : ممارسة الدعوة إلا الله على بصيرة وحكمة ؛ قال عليه الصلاة والسلام : (... فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ) البخاري . المحطة الخامسة : الصحبة الصالحة ، والأُخوة الصادقة من أعظم الأمور المساعدة على التذكر والتفكر ، والتشجيع على الأعمال الصالحة ؛ إذ المؤمن الصادق يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، وهو مرآة له ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمصاحبة الطيبين وتخير الصالحين فقال: ( لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ) أخرجه ابن ماجة والترمذي وأحمد. المحطة السادسة : صحبة الكتاب ، فإن الأفكار والأعمال الصالحة لا تأتي لخامل الفكر ، ولا تتوقد فيمن يهجر الكتاب وقراءته ، فمن أراد أن يثري نفسه وروحه ، عليه أن يكثر من الإطلاع في الكتب الطيبة ، ينوع فيها كتنوع الأزهار ، ليكون نتاجه رحيقا مباركا إيمانيا يعنيه في معراجه الذي نريد ، وقال ربنا الكريم { اقرأ وربك الأكرم } مع القراءة يكون الكرم الكبير غير المحدود من الله سبحانه على قلب العبد وعقله وروحه . ولكل مسلم أن يزيد بحسب حاله ، فهذا بر الوالدين والحرص عليهما ، وهذه كفالة يتيم ، وهذا نشر للدعوة ، وهكذا وهكذا ، كل بحسب مقدرته وحاله . وفي توجيه الآخرين مزيد خير ونفع وصية لكل مسلم في معراجه الإيماني ميل ولذة مع إحدى الطاعات ، وعلينا أن نستثمر هذه اللذة في هذه الطاعة ؛ بحيث لو شعرنا بنقص أو تعب إيماني نلجأ سريعا لهذه العبادة التي نحب ، ونتزود منها بشكل سريع ولذيذ على النفس ، حتى يرجع للروح ألقها الإيماني من جديد ، فتنطلق راشدة بحول الله ، وهذا الميل وهذه اللذة التي يجدها أحدنا في إحدى العبادات طبيعية ، وجدها الصحابة قبلنا ، فهذا سيدنا عبد الله بن مسعود وجد لذته في القرآن ووجد أن الصوم يتعبه ويشغله عن القرآن فلا يصوم كثيرا ، وكذا الأمر لكل مسلم ، عليه أن يعرف موطن لذته وينميه ويحرص على التزود منه دائما ، فمن الناس مَن يجدها في الذكر ، أو القرآن ، أو الصوم ، أو السجود والصلاة ، أو التصدق ، أو قضاء حاجات الناس .. إلى آخر العبادات الجميلة المتنوعة . الأخت الفاضلة ميار : وبعد هذا التطواف أيتها الأخت أنصح بما يلي : * وازني بين انطلاقتك الذاتية التي سوف تسألين عنها يوم القيامة : { وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً } [ مريم : 95 ] ، وبين حرصك على تواجدك مع أخواتك في الله ، فالصحبة الصالحة وسيلة على الخير ، وهي خير ، ولكن دورك أنت في ذاتك هو الأولى ، فإن للصحبة بين الأخوات أو آفات ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد فقال : " الاجتماع بالإخوان قسمان : 1) أحدهما اجتماع على مؤانسة الطبع و شغل الوقت ، فهذا مضرته أرجح من منفعته ، و أقل ما فيه أنه يفسد القلب و يضيّع الوقت . 2) الثاني : الاجتماع بهم على أسباب النجاة و التواصي بالحق و التواصي بالصبر ، فهذا من أعظم الغنيمة و أنفعها ، و لكن فيه ثلاث آفات : 1- إحداها : تزيّن بعضهم لبعض . 2- الثانية : الكلام و الخلطة أكثر من الحاجة . 3- أن يصير ذلك شهوة و عادة ينقطع بها عن المقصود . و بالجملة فالاجتماع و الخلطة لقاح إما للنفس الأمارة ، و إما للقلب و النفس المطمئنة ، و النتيجة مستفادة من اللقاح فمن طاب لقاحه طابت ثمرته و هكذا الأرواح الطيبة لقاحها من الملك ، و الخبيثة لقاحها من الشيطان ، و قد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين ، و الطيبين للطيبات ، و عكس ذلك " . * ما تشعرين به من نقص علمي ، أكمليه أختي بكثرة الإطلاع ، ولن يتوفر لك ذلك إلا بالصبر والخلوة ومصاحبة الكتب النافعة . * أنصحك بالالتزام بحلقة حفظ للقرآن الكريم ، وأن تعقدي العزم على المضي فيها ، فإنها ستكون لك دافعا قويا ، وأنت في عمر يؤهلك لحفظ القرآن الكريم والإقبال عليه ، وستجدي فائدة نصيحتي هذه بعد سنوات . * اعملي وحددي لك برنامجا مكتوبا تعرفينه أنت فقط ، وراقبي نفسك فيه ، دونيه في أوراقك ، وتابعي نفسك بدقة وأريحية . * لا تضيقي على نفسك بكثرة الأعمال ، بل اجعلي ضمن برنامجك أشياء مسلية تحبينها ، فإن الصالحين دأبوا على الترويح على النفس ، والخروج للحدائق والبحر وتنسم الهواء العليل، وممارسة الرياضة ونحوها . سدد الله دربك وحقق مرادك ، وجعلنا وإياك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . ونسأل الله أن ينفع الجميع بهذا المعراج الذي هدفت له ، ولا ينسوني من دعوة صالحة تخرج من كنانة القلوب الصافية . الشيخ عبد الحميد الكبتي |
|
جزاك الله خيرا عمق القلوب
مشكورة اختي
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
(( معراج الحياة )) | يمامة الوادي | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 4 | 2007-12-15 8:03 AM |
حان الوقت لأتخلص من إدماني ( ؤودعكم وبتسامه ترتسم علي) | نوره222 | المنتدى العام | 5 | 2005-07-06 8:35 PM |