a7

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم إفادتي لأني في حيرة من أمري، و والله ليس لي أم ترشدني ولا أب يعقلني، أنا يتيمة الأم و الأب، و لله الحمد اعتدت ارتياد المساجد وأحببت الدين وتعمقت في كتاب الله عز وجل، حتى أصبح العلم جزءا مني، و رغم كل هذا وقعت في المعصية وليست معصية عادية، و الله كابدت و تهربت منه قدر استطاعتي، إلا أنه ظل علي و ظل يلاحقني حتى أحببته .
كيف ؟ لا أعلم ... تعلقت بشاب يصغرني بـ 10 أعوام، عرفته بعلمه و نوره و عقله الواعي و رجاحة عقله، إنه يصغرني عمرا، إلا أن عقله مطابق تماما لعقلي رغم صغر سنه، حاولت مرارا الفرار خوفا من الله، إلا أننا كنا كلما ابتعدنا عدنا بشكل أقوى، و عادت علاقتنا أقوى، لقد وعدته بانتظاره 3 سنوات، و بعدها سيفاتح أهله، أنا من الناحية المادية ميسورة الحال، و بالفعل لا أستطيع أن أتركه، لقد تعلقت روحي به، لست خائفة من مشاعره فأنا متأكدة منها، عرفته منذ عام و مازال معي كأول عهدي به .. مشكلتي أني خائفة من الله تعالى، خائفة من غضب الله، أنا لا أمارس الفاحشة إلا أنه يغازلني على الهاتف و عند رؤيته أيضا، و قد يتعدى الموضوع أحيانا إلى لمس اليد، لذا أريد أن أكتب كتابي عليه خوفا من الله، و نحن كان باستطاعتنا أن نقوم بالفاحشة، إلا أن خوفنا من الله في أضعف لحظة قوانا، و قد قررت أن أكتب كتابي عليه دون علم أحد، فقط من أجل الهاتف ومن أجل لمس اليد ضمن حدود الحلال والحرام، و لن نقوم بالزنا والعياذ بالله، فما رأيكم أدام الله فضلكم، أرجوكم أفيدوني و ساعدوني لقد تخطيت فترة المراهقة و لكن القلب عشقَ وأحبّ .. هل أقتل هذا الأمان .. هذا الحنان .. هذا العطف .. هذا الحب الذي يمدني به، أم أبقى وأتحمل نتيجة خطئي يوما ما إن كنت مخطئة.


الاجابة :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: { لم يُر للمتحابين مثل النكاح } (أخرجه ابن ماجه والحاكم و البيهقي و سنده حسن) فدلَّ ذلك على جواز الحب، ولكن بشروط منها:

1ـ أن يكون خالياً من المخالفات الشرعية، مثل اللمس أو التقبيل أو المفاخذة...، لأنها في هذه الحالة (قبل الزواج) ما زالت لا تحلّ له.
وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم : { لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له أن يمسّ امرأة لا تحلّ له } (الحديث صحيح أخرجه الطبراني في الكبير والبيهقي وغيرهما).

2ـ ألا يسلم عليها (المصافحة)، لأن المصافحة في الإسلام لا تجوز بين الرجل والمرأة الأجنبية، وفي صحيح البخاري حديث عائشة رضي الله عنها: { و الله ما مسَّت يده صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط..} (الحديث البخاري8/504 ومسلم 3/1489).

3ـ ألا يُلهي هذا الحب عن ذكر الله وعن الحب الأكبر لله تعالى ولرسوله.

4ـ أن يكون المحب ممن يستطيع كبح جوارحه ونفسه عن الوقوع فيما لا يحل، يقول ابن القيم : { إنما الكلام في العشق العفيف، من الرجل الظريف الذي يأبى له دينه وعفته ومروءته أن يفسد ما بينه وبين الله تعالى}.

5ـ ألا يتعرض لمن يحب بالذكر بأن يذكر اسمها في جماعة من الناس، يقول ابن القيم : { فعليه كتمان ذلك وألا يفشيه إلى الخلق ولا يتشبب بمحبوبه ويهتكه بين الناس }.

6ـ عدم استخدام طرق شركية أو محرَّمة للوصول إلى المحبوبة.

7ـ أن يكون هذا الحب عفيفاً و ألا يحاول أن يخلو بها لقوله صلى الله عليه وسلم : { ولا يخلون رجل بامرأة فإنَّ ثالثهما الشيطان } (الحديث صحيح أخرجه الترمذي في سننه 6/384).
وعن عمر: { إياك أن تخلو بامرأة غير ذات محرم وإن حدثتك نفسك أن تعلمها القرآن } (انظر سيرة عمر بن عبدالعزيز ص230 لابن الجوزي).

أما عن الحب الذي لا ينتهي بالزواج، فهو و الله ليس حباً، بل رغبة جنسية ـ كما أنَّ الحب الحقيقي هو ما يثبت أو يتوكد بعد الزواج عن طريق المودة والمعروف والرحمة التي يقذفها الله تعالى في قلب الزوجين.

ـ أما عن مشكلتكما فإني أوصيكما بتقوى الله تعالى والتوبة النصوح على ما بدر منكما، و البعدعن المثيرات من الكلمات وغضّ البصر، وإن استطعتما الزواج فهذا هو الصحيح، وإن لم يتيسر فالبدار البدار بإرضاء رب الأرض والسماوات وإيثار مرضاته على شهوتكما، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .. واحذرا وساوس الشيطان وتزيينه اللقاء بينكما، واشغلا نفسيكما بما يفيد، وإياكما والفراغ والتفكير، فإنه مدخل للشيطان، وأوصيكما بقراءة كتاب (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن قيم الجوزيه) وتفكرا في عواقب هذه العلاقة إن استمرت بغير زواج، من سخط الله وفضيحة في الدنيا أو حمل من الحرام، أو فساد للنفس وخسارة الدين والعرض، أسأل الله تعالى أن يوفقكما لما يحب ويرضى إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المستشار : محمد بن أمين بن محمد الجندي

a2

[سعود ابو فيصل]

جزاك الله كل خير

[يمامة الوادي]

بارك الله لك...

[@ حنين @]

جزاك الله فيك وبارك الله فيك يا أخي الفاضل ....................


أختك في الله :

@ حنين @

[ابو عمران]

جزاك الله خير يا أخي الفاضل ......

[مها]

بارك الله فيك يا اخي وحفظنا الله وياكم وهدانا لما يحب ويرضاء وجميع المسلمين...
آمـــين..
اختكم في الله ...
مـــهـــا....
..

[نورالحياة]

جزاك الله كل خير


وبارك الله فيك.

[نهى7]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نـاصـر [SIZE=4][FONT=Verdana] أما عن الحب الذي لا ينتهي بالزواج، فهو و الله ليس حباً، بل رغبة جنسية ـ كما أنَّ الحب الحقيقي هو ما يثبت أو يتوكد بعد الزواج عن طريق المودة والمعروف والرحمة التي يقذفها الله تعالى في قلب الزوجين.

لم أفهمها جيداً !!

الإخوة و الأخوات الأفاضل

سعود ابو فيصل
عمق القلوب
حنين
ابو عمران
مها
نورالحياة
بنت يوليو

جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم على مروركم الكريم ... شرفني حضوركم و تعليقكم الطيب ...

أما بالنسبة لسؤالك أخية الكريمة بنت يوليو

من ادعى الحب و لم يتزوج بمن يحب أو على الأقل يتقدم رسميا للزواج بمن يحب (و ليس مجرد أماني و أحلام و وعود)... فالشعور الذي كان يحس به و يملأ شغاف قلبه حتما ليس حبا ... و لم يكن للحظة واحدة يحمل ذرة واحدة من المعاني الراقية للحب ... إنما ميل فطري للجنس الآخر ... يعني رغبة جنسية محضة ... و هذه الرغبة تكون لحظية و مؤقتة ... أما الحب فهو شعور دائم مستمر في قلب المحب ... لا تغيره الظروف و لكنه هو من يغير الظروف (الظروف بمعناها الفضفاض) ...
و من أعظم دلائل صدق المحب التقدم للزواج بحبيبه ... فلا حب بدون زواج ... ذلك لأنه يريد محبوبه بجانبه طول العمر و ليس لفترة عابرة ... و لذة زائفة محرمة ... أو تسلية أو متعة زائلة ...
و الحب دوما يتم تأكيده بعد الزواج ... يعني عندما يجتمع الحبيبان في نفس البيت و تحيط بهما نفس الأقدار و نفس الظروف ... يتبين الصادق في شعوره من الكاذب ... فإذا لم يجدوا طعم السعادة و لذة المودة و الرحمة بينهما ... فما كان بينهما ليس تقاربا و توافقا و اتحادا لروحيهما و قلبيهما (حب) ... و إنما اشتهاء متبادل للأجساد (جنس) ...
و الشهوة لا تستحق منا التضحية و لا العطاء اللامحدود و لا أي معنى من معاني الحب العفيف الطاهر العميقة جدا ...
و سبحان الله ... فالحب الذي يجمع الروحين و القلبين كزوجين وفق شرع الله تكون من ثمراته التحام الجسدين ... بينما التحام الجسدين السابق لأوانه (بما يغضب الله طبعا) لا يأتي بالحب أبدا أبدا ... بل كله حسرة و ندامة و لو تكلل بزواج لم يستمر و إن استمر فعلى جرف هار ... فكيف نثق بمن عصى الله و لو كان إرضاء لنا و لنزواتنا و لذاتنا ...

آمل أن أكون قد أجبتكِ على استفسارك بما يناسب و يوضح المسألة ...

و شكرا لك على إثارة الموضوع ...

a2

[نهى7]

من ادعى الحب و لم يتزوج بمن يحب أو على الأقل يتقدم رسميا للزواج بمن يحب (و ليس مجرد أماني و أحلام و وعود)... فالشعور الذي كان يحس به و يملأ شغاف قلبه حتما ليس حبا ... و لم يكن للحظة واحدة يحمل ذرة واحدة من المعاني الراقية للحب ... إنما ميل فطري للجنس الآخر ... يعني رغبة جنسية محضة ... و هذه الرغبة تكون لحظية و مؤقتة ... أما الحب فهو شعور دائم مستمر في قلب المحب ... لا تغيره الظروف و لكنه هو من يغير الظروف (الظروف بمعناها الفضفاض) ...

نعم ولكن أرى أن هنالك ظلم في سطركم لفئة من المتحابين , فلا يمكننا أن نجزم بالقول أن كل حب لم ينتهي بزواج يكون حباً كاذباً زائفاً زائلاً , والكثير ممن تحاب حباً حقاً ما اجمتع بمن يحب ولم تتهيأ له ظروف قول (أنا أريده) حتى !!

نقل موفق منك أخي الكريم,,
وجزيت خيراً ,,