[ام ادريس]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنا في الماضي القريب وضمن مناهجنا الدراسية نجد المتعة والاستمتاع بحصص قصص السيرة والصحابة والتابعين من خلال منهجي الثقافة لإسلامية وصور من حية الصحابة والتابعين , وكنا من شدة تعطشنا وشغفنا بهذه الشخصيات و القصص والإثارة في الأحداث نستبق المنهج في تتمة القصة او قصص أخرى بعد انتهاء الدرس أو في البيت ساعة ترتيب الجدول .
فكنا نعجب بشجاعة خالد ابن الوليد وكرم عثمان ابن عفان وسماحة أبو بكر الصديق وقوة عمر بن الخطاب وفقه عائشة رضي الله عنها وتضحية أسماء بنت أبي بكر وحب بلال للنبي صلوات الله وسلامه عليه , ولم تقتصر السيرة العطرة على الصحابة بل تخطتها للتابعين والصالحين حتى أصبحنا شباب وبنات في سن المراهقة والنضج نراهم قبس نور وشعاع مضيء نسير على خطاهم ونتتبع نورهم ونهتدي بهدايتهم متأثرين بهم متخذيهم رموز نفخر بها ونفاخر .
ومع تغيير المناهج ومحاولات مجهولة خفية ناجحة تم إلغاء وتجديد هذه المناهج وإطفاء شعلة هذه السير العطرة إما طمس بعض منها و اختزال هم أحداثها ومن هنا عم الظلام على هذه القدوة وانطفأ النور الحقيقي وأصبح شباب
شباب ومراهقي الجيل الحالي في تخبط أعمى وبحث مستميت عن ور يستضيئون به , وللأسف لم يكن ظاهراً للأبصار والقلوب سوى أضواء مصطنعة ذات وهج بارد جداً وباهت لا تضيء ليستضاء بها , ولا هي بدليل خير ليتبع .
فعندما تسأل احد المراهقين و الشباب ..من هي الشخصية تعجبك في الحياة وتراها قدوة لك وتتمنى ان تصبح مثلها
تدهشك الإجابة وتتمنى انك لم تسأله حتى لا تفاجأ بالفكر الأجوف الخاوي من كل (ثمين وسمين )..!
فهناك من يقول لك ..
أتمنى أن أصبح مثل ميسي ..!!
وآخر يقول لك : أنا مجنون بــــ مري كيت ..!!!!
وأخرى تذووووب في شاكيرا ..!!!!!
وتافهة تقول : معشوقتي لميس ..!!!!!!!!
وآخرين اهتمامهم معرفة أعمار الفنانين وأطوالهم ..!!!!!!!!!!!!
فأي نور ينبعث من هؤلاء ويتبع ..؟!!
وأي خلق قويم في سلوكياتهم ويقلد و يحتذى به ..؟!!!
لا شيء ... لاشيء ... لاشيء ...
سوى تحرر وانحراف وانحلال أخلاقي وعقائدي .
اختاروا أجمل الكتب وأصحها لكتب الصحابة والتابعين واحكوها لأولادكم
عودوا لكتب السيرة والأحاديث النبوية وقصص الأنبياء وصدقوني ستكون الوسيلة الأسهل والأسرع والأصدق لزرع المثل والقيم الإسلامية السليمة في أبنائكم , وليس ذك فحسب بل سيزداد القرب بالحوار بينكم وستذوب الحواجز التي تمنع اقتراب أولادك وبناتك منك وسيكونون في شوق لاجتماع حميم معك أيها الحبيب لتحكي لهم ويستمعون إليك بلهفة الفضول وروعة القول واقتراب العقول .
ستغذيهم أخلاق وأدب وتربية أصولية سليمة بعيدة عن التعلق بتوافه البشر والتأثر بهم , وبمجرد ان تغيب عنهم لأي أمر
من أمور الحياة سيبحثون عنك ويشتاقون إليك ولأولئك الذين هم برفقتك في جلساتك معهم ونورهم الساطع وسترى بأم عينك تحسن في ..
صلاتهم
أخلاقهم
سلوكهم
كل كل تصرفاتهم معك وأمامك وبعيداً عنك
وستكون واثق بإذن الله تعالى انك لم تضيع الأمانة لأنك زرعت فيهم شخصيات كأعمدة نور أبدية
لا تزول ولا تنطفئ في كل ذريتك وذلك لأنك قدمتها لهم كقدوة حسنة في زمن ذوبان القدوة .


كتاب صور من حياة الصحابة

[جدودنا]

جزاك الله خير على الطرح الرائع