[سعود ابو فيصل]

الأسباب المعينه على الصبر :
1 المعرفة بطبيعه الحياة الدنيا :
إن من عرف طبيعة الدنيا وما جُبلت عليه من الكدر والمشقه والعناء – هان عليه ما يُبتلى به فيها ؛ لأنه وقع في أمر يتوقعه ، والشئ من معدنه لا يُستغرب ، وقد عَّرفنا الله بهذه الحقيقه فقال { لَقَد خَلَقَنَا الإنَسانَ فيِ كَبَدٍ }.
أي : في مشقة وعناء ،
وقال الله تعالى : { يَآأَيُّهَا الإنَسانُ إِنَّكَ كَادِحُ إِلَى رَبِكَ كَدحاً فَمُلاَقِيِة } .
وبين جل جلاله أنها لا تدوم على حال بل يوم لك ويوم عليك { إِن يَمَسسكُم قَرحُُ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحُ مِّثلُهُ وَتِلكَ الأّيَّامُ نُدََاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ } .
إن من لا يعرف هذه الحقيقة سيُفاجأ بوقائع الأحداث تصبُّ على رأسه صباً ، فيظن أنه الوحيد من بين بني الإنسان الذي يصاب بذلك لشؤمه وسؤ حظه ؛
لأنه ما علم أن لكل فرحه تَرحه ، وما كان ضحك إلا كان بعد بكاء ،
وما ملئ بيت حَبْرة إلا إلا ملئ عَبْرة ،
وما عَبَّت دار من السرور إلا عَبَّت من الحزن ،
وأنه لو فتش العالم لم ير فيهم إلا مُبتلىّ ك إما بفوات محبوب ، أو حصول مكروه . وأن سرور الدنيا أحلام نوم ، أو كظل زائل ، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً ، وإن سرَّت يوماً أسأت دهراً ، وإن متعت قليلاً منعت طويلاً .
2- معرفتك بأنك وما بيدك ملك الله تعالى ومرجعك إليه : قال الله تعالى { وَماَبِكُم مِّن نِّعمةٍ فَمِنَ اللَّه } . وقد علمنا في كتاب الله أن نقول عند المصائب { إِنَّا للَّهِ وإَّنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ } .
يقول ابن القيم : وهذه الكلمه من أبلغ علاج المصاب وأنفعه له في عاجلته وآجلته ، فأنها تتضمَّن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلَّى عن مصيبته - أحدهما : أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل ، وقد جُعل عند العبد عارية . وأيضاً فإنه محفوف بعدمين : عَدَمٍ قبله ، وعَدَمً بعده ، حتى يكون ملكه حقيقة ، ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده ، ولا يبقى علية وجوده ، فليس له تأثير ولا ملك حقيقي .
- الثاني : أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق ، ولا بد أن يخلف الدنيا وراء ظهره ، ويجئ ربه فرداً كما خلقه أول مرة ، بلا أهل ولا مال ولا عشيرة ، ولكن بالحسنات و السيئات ، إذا كانت هذه بدايته ونهايته ، فكيف يفرح بموجود ويأسى على مفقود ؟ ففكره في مبدئه ومعاده أعظم علاجً لهذا الداء . ولذلك يقال عند التعزيه المصاب " إن لله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل شئ عنده بأجل مُسمَّى " .

3- اليقين بحسن الجزاء عند الله تعالى :
إن مما يرغِّب الإنسان في العمل ويزيده ثباتاً فيه :علمُه بحسن جزائه في الآخره . ولا نجد في القرآن شيئاًً ضخم جزاؤه وعظم أجره مثل الصبر ، قال تعالى { نِعمَ أَجرُ العَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى َرّبِهِم يَتَوكَّلُونَ ْ} .
4- الثقه بحصول الفرج : إن يقين العبد بأن النصر مقرون بالصبر ، وأن الفرج آت بعد الكرب ، وأن مع العسر يسراً – يقويه على الصبر على ما يلاقيه ، وقد كثرت الآيات الداله على هذا المعنى ؛ لما له من أثر في مزيد التحمل واثبات ، قال تعالى { فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً * إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً } .
5- الاستعانة بالله :
مما يعين المبتلى على الصبر أن يستعين بالله تعالى ، ويلجأ إلى حماه ، فيشعر بمعيته سبحانه ، أنه في حمايته ورعايته ، ومن كان في حمى ربه فلن يُضام ، ولذا قال موسى لقومه بعد أن هددهم فرعون { استَعِينُواْ بِاللَّهِ واَصبِرُواْ إِنَّ الأَرضَ لِلَّه يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِن عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ للِمُتَّقِينَ } .
6- الإيمان بقدر اللَّه تعالى :
إن إيمان العبد بقدرالله النافذ واستلامه له أكبر عون له على تجشُم مصاعب المصائب . وعِلْمُ العبد بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه – بَرْد من اليقين يُصَبُّ على فؤاده ، قال تعالى { مَآأَصَابَ مِنَ مُّصِيَبةٍٍ فىِ الأَرضِ وَلاَ فىِ أَنفُسِكُم إِلاَّ فىِ كِتَابٍ مِّن قَبلِ أَن نَّبرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّه يَسِر }. وركون المؤمن إلى قدر الله في مثل هذا المقام واحتجاجه به – لا غبار عليه ؛ لأنه إحاله على القدر فيما لا اختيار للعبدفيه . وأعلم أن الجزع والهَلع والتبرُّم والضيق لا يرد من قدر الله شيئاً ، فلا بد من الصبر أولَ الأمر لئلا يُحرَم العبد من المثوبة ، ولئن لم يصبر أول الصدمه فيصبر بعد ذاك رغم أنفه ، ولاأجر له فيه ، قال حكيم " العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد سبعه أيام ".
يتبع

[ام فيصـل]

اللهم اجعلنا من الصابرين

جزاك الله خير الجزاء على مواضيعك الطيبه ..واللي استفدت منها كثير


a4

[سعود ابو فيصل]

الله لا يحرمك الاجر والثواب
واجعلنا وإياك من الصابرين
ويثبتنا واياك

[@ حنين @]

بارك الله فيك وجزاك الله خير ...............


أختك في الله :

@ حنين @

[سعود ابو فيصل]

جزاك الله كل خير
اختي في الله حنين
الله لا يحرمك الاجر والثواب

[حبيبةالقيروانية]

بارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين ووفقك الله لما يحبه ويرضاه

[سعود ابو فيصل]

جزاك الله كل خير
حبيبة القيروانية
الله لا يحرمك الاجر والثواب