[يمامة الوادي]

~ مَدْخَل ~




[زَرْعَةٌ ] أذْكَت فيَّ الإيمَان ..

وأَطْفَأت وَقْدَةَ الوَجَل ..!

وأَرْوَت الرُّوحَ بَعدَ أن شَفّها الغَلَل ..!

مزَّقَتْنِي حَيَاءً ..!

أَدْمَعتني خَجَل ..!

أَفتكون هذه المخلوقة الصّغيرة الضّعيفة , أَقْوى من قلبِ المُؤمِن ؟!

صِدْقًا :

~ مِن رَحِمِ اليأسِ يُولَدُ الأَمَل ~

ومَن يَحْيَا عَلَى أَمَل يُحْيِيه الأَمَل ..!

/







~ مُتَنفَّس ~



[ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ..

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم..

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ] ..



/



~ اخْتِبار ~



) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ *

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السّيئاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُون * مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( [ العنكبوت]

/





~ رَجَاء ~

" والله سُبْحَانه إذا أَرَادَ بعبد خيرًا سَقَاهُ دَواءً مِن الابتلاءِ والامتحان على قَدْرِ حَاله , يَسْتَفْرِغ به مِن الأدواءِ المُهلكة ،

حَتَى إذا هَذَّبَه ونقَّاه وصفَّاه ، أهَّلَه لِأَشْرَف مَرَاتب الدُّنيا , وهي عبوديتُه ، وَأَرْفَع ثواب الآخرة ، وَهُو رُؤيته وَقُربه " ([1]) .



/





~ خُضُوع ~



اللهُمَّ إِنّكَ تُمْسِكُ رُّوحي ما شِئتَ لحكمةٍ تعلمها..

ثُمَّ تُرْسِلها إلى أجلٍ مُسمّى ..

فاحفظها بِما تَحْفَظ بِه عبادك الصّالحين !

اللهُمَّ إنِّي لسَغْبَى لاسْتِغْفَار الأسْحَار .. وتَراتيل الصّبَاح ..!

وكُلّ لُغُوبٍ مَسّني هَان يَوم أن نَسَأت - بِلْطفِك – أَثَرِي !

لَعليِّ أَعْملُ صَالِحًا فيما تَركت ..!

( الحـَـــمْـــــــدُ لله )

مِن حَبَّةِ قَلْبِي أُخرِجها ..أُرِددّها..!

حمدًا عميقًا يُرْضِيكَ عني ..!

..

اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي , وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي ,

اللَّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ , وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ , وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ , وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ ,

وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ , وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ , وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ , وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ , اللَّهُمَّ زَيِّني بِزِينَةِ الْإِيمَانِ , وَاجْعَلْنَي من الهُدَاةً المُهْتَدِينَ .

اللهُمَّ رَضِّنِي بِقَضَائك ، وبارك لي في قَدَرك حتى لَا أُحِبّ تَعْجيل شَيءٍ أَخَّرته ، ولَا تَأخِير شَيءٍ عَجَّلته , وثبّتني بِالقول الثابت في الحَياةِ الدّنيا وفي الآخرة !

آمين آمين آمين ..



/

~ بَوح ~



أُؤمن يقينًا أنَّ البُكاء لَا يُنافي الرِّضا أبدًا ..

وأَنَّ الّذي يَفيضُ بالدّمعِ حَزنًا أو ألَمًا ..ليس كَمن يفيضُ به جَزَعا ..!

وأنَّه كما عبّر عنه الحبيب r رَحْمة !



تأمّلوا حجم الحُزن في حديث عائشة رضي الله عنها لمَّا قالت :

" وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي"



ثُمَّ تفكّروا ..

هل كانت على قَضَاءِ الله سَاخطة؟!

حاشاها المؤمنة الطّاهرة ..

قال r : ( إنَّ اللَّه لَا يُعَذِّب بِدَمْعِ الْعَيْن وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْب وَلَكِنْ يُعَذِّب بِهَذَا أَوْ يَرْحَم وَأَشَارَ إِلَى لِسَانه)

وقال r : ( الْعَيْن تَدْمَع وَالْقَلْب يَحْزَن وَلَا نَقُول مَا يُسْخِط اللَّه )

فالبُكاء بسببِ الألم , أو الحزن بسبب المُصَاب , أمر مَشْروع ما لَم يَكن نواحًا أو جَزعا ..



وأؤمن يقينًا ..

أنَّ المَرضَ إذا غيّر في قَسَماتِ الوجه ضُمُورًا ..

أو في البَدنِ وهَنًا ..

لم يكن ذلك أبدًا دليلًا على عدم الرّضا .. أو عدم الصبر ..!

فبالله عليكم ..

ما يفعل السقيم إذا غَشَت عيناه حُمرة الوَجَع ؟

كيف لَه أن يُخفيها ؟!

..

لا يَعلم الغيب إلّا الله ..

ولا يطّلع على السَرائر إلّا الله ..!

وشَهِدَ الله ..

أنَّ القلب بالإيمان مُطمئن ..!

وأنَّ النّفس بِمَا حُمَّ من قَدرٍ راضية ..!

..

وكَمْ من مِحنَةٍ في طيّها مِنْحة ؟!

..

أُدرِكُ أنَّ ما في الدّنيا حنان ولا حب ..

كحنان الوالدين وحبّهما..

يذويان شَفَقةً ..وخوفًا ..وحُزنًا ..!

وأذوي من فَرطِ تعلّقي بهما ..وخوفي على خوفهما ..

ومن جرّب طعم الأبُوّة ..

ومن جرّبت طعم الأُمّومة ..

يعرفُ / وتعرف هذا الشّعور ..!

ربِّ ارحمهما ..

ربِّ ارحمهما ..

ربِّ ارحمهما ..!

وآمن رَوعهما ..

..

وأُدْرِك .. أو أدركت .. أنَّ غالبية الأطباء .. بِحاجة ماسّة إلى دورات مُكثّفة في التّعامل مع المَريض !

..

وأنّ أجمل ما في الحياة .. دعوات الصّالحين ..وتثبيتهم ..!

..

وأنَّ خيرة الله لعبده أجمل خيرة .. وأسْمى خيره .. وأتمّها وأكملها وأفْضلها !

وأنَّ الطبّ إذا مَازَجْتُه الدّعْوة ..

أَخْرَجَا كيانين يَشُعّانِ نورًا يُفتِّقانِ بِه كل حُلْكَة ..!

( طبيبٌ دَاعِيَة ) وَ ( دَاعِيَة طَبيبة ) !

بإذنِ الله ..

ومَا ذَلك بِفَضْلِي ..

بَل بِفضْلِ الله ..!

بِفَضْلِ الله وحده !



~ سَلْوة ~



بالله مَا لدُّنْيَـا ؟! عَـلَام تَعَلـَّقَـت
بِحُطَامِها أَرْوَاح بَعْض النـَّاسِ؟!
يَا جَنَّة الدُّنْيَـا فَخِيْطِي كِسْـوَةً
مِنْ حُلَّةِ التَّقْوَى وَنِعْـمَ الكَاسِـي!
واللهِ لَولَا الصَّبْر مَا طَـابَ البَقَـا
وَبِهِ التَّوَاصِي وَالجَزَاء يُواسِـي.!



/

~ خَطْرَةُ قَلبٍ أخيرة ~



كَثيرًا ما يَجْتاحني الخَوف , ويشردُ بي الفِكرُ قَلِقًا ..

لأني أُقْدِمُ عَلى أيامٍ أحتاج فيها إلى صَفوِ ذهنٍ وقُوّة ..

وأَنا ذَابِلة ..واهِنة ..سقيمة ..

لَا أدري مَاذا أُقدِّم .. وهَل أقوى على خوَض غمارها فضلًا عن الاسْتِمرار ؟

فَلَاحت لي حروف الشيخ الطنطاوي –رحمه الله – لمَّا وَصَف حالًا أصابه بقوله :

" دَهَمَنِي مَرّة هَمٌّ مُقِيم مُقْعِد , وجعلتُ أُفكِّر في طريقِ الخَلَاص , وأضربُ الأخماس بِالأسداس , ولا أزالُ مع ذلك مُشْفِقًا مِمَّا يأتي به الغَد ..

ثُمّ قلتُ : ما أجهلني إذ أحسِبُ أنّي أنا المُدبّر لأمري , وأحمِلُ همّ غَدِي على ظهري !

ومن كان يُدبّر أمري لمّا كنتُ طفلًا رضيعًا مُلْقَى على الأرضِ كالوسادة لا أعي ولا أنْطِق ..

ولا أسْتَطيع أن أحمي نفسي من العقرب إن دبّت إلي , والنّار إن شبّت إلى جنبي ,

أو البَعُوضة إن طنّت حولي , ومن رعاني قبل ذلك جنينًا؟ وبعد ذلك صبيًّا؟

أفيتخلّى الله الآن عني ؟ "



فكأنما سَكَبَ عَلَى قلبي بردًا وسَلام ..

ودَفَعني دفعة قويّة إلى المُضيِّ قُدُمًا مهما كانت النتائج ..

ومهما بلغ الألم ..

وها أنا أُردِّد بِصَوتِ اليقين .. بِدمعِ الرجاء .. :

) إنَّ وَليي الله الّذي نَزَّلَ الكِتَابَ وَهُوَ يَتولَّى الصَّالِحين (



وكفى به من دون العالمين ردءا ..

/


إشْراقَة رُوح .
من اطلاعاتي

[الياقووته]

جزاك الله خيرا

[Raoyah]

جزاك الله خير