[ام نموري]

تعريف المشكلة :
ظاهرة الغش هي ظاهرة اجتماعية ويعرف بأنة الرغبة الجامحة في النجاح بأي ثمن لبلوغ الغايات والأهداف بسرعة وبدون بذل الجهد ((( أي هو سرقة مجهود الغير )))وهو عادة سلوكية مرسخة بين التلاميذ لتحقيق غايات مشتركة . ويتمثل الغش في الاختبارات و أداء الواجب في حصول التلميذ على الإجابة أو المطلوب منسؤال أو تعيين من قرين أو مصدر آخر ، لتمرير متطلبات دراسية دون اعتبار لتعلمالمادة أو شعور شخصي بأهميتها لحياته و مستقبله . و الغش بالإضافة إلى ما يؤديه منضعف في التحصيل الأكاديمي هو سلوك غير خلقي ينم عن نفس غير أمينة أو غير سوية لايصلح صاحبها للقيام بأية مهمة تخص المجتمع مهما كان نوعها سياسية أو إدارية أواجتماعية أو تربوية .
أهمية المشكلة : تعد مشكلة الغش من أخطر المشاكل التي يواجهها التعليم المدرسي وأوسعها تأثيراً علىحياة التلميذ والمجتمع حوله . وتعود ظاهرة انتشار الغش في الامتحانات إلى انخفاض مستوىالتحصيل الدراسي للطالب، والرغبة في النجاح بأية وسيلة، والرغبة في الحصول علىدرجات مرتفعة، وعدم التركيز أثناء الشرح والاتِّكاليَّة والتكاسل وتقليد الزملاء،وعدم الاستعداد الجيد للامتحان
وتكمن أهمية المشكلة ليس في كون المواد الكثيرة للغش هي المواد التي تعتمد على الحفظ، بل في سوء فهم وغياب التواصل بين المدرسين والتلاميذ، بحيث أن كل المواد مفروض أن تلقن بمنهجية هي في حد ذاتها "علمية"، وتعتمد على ضوابط علمية، وإن مسؤولية الغش يتحمل نصيبها الأوفر بعض المدرسين، لكونهم لا ينبهون التلاميذ إلى أهمية التركيز على ما هو جدير في الجواب ، ولا يشتغلون مع تلامذتهم عن أجواء الامتحانات وظروفها، كما أن للمناهج التربوية نصيب من المسؤولية لكونها تفتقر إلى التجديد والابتكار في أسئلة الامتحان، بحيث تستقي مخزونها من الحفظ أكثر من التقويم والفهم وتشخيص قدرة التلميذ على التحليل والتركيز، وهذا ما يذكي جذوة التلميذ للغش باعتباره إثباتا للذات خوفا من الفشل، أي الغاية تبرر الوسيلة"، وهذا ما يفرض الغش بشتى الطرق الوسيلة السهلة لبلوغ الهدف"
واستبدال القدرات العقلية بالقدرات المالية، مما أفضى إلى تدهور انعكاس هذا المعطى سلبا على مستوى تحصيل التلميذ، مما يضطره في غمرة الامتحانات إلى البحث عن أقرب السبل للنجاح.

أسباب المشكلة
1_ وسبب ذلك هو ضعف الوازع الديني، ورقة الإيمان، وقلة المراقبة لله تعالى أو انعدامها.
2_ الأسباب المساهمة في انتعاش الظاهرة، آتية من داخل المؤسسة التعليمية، تتمثل في طريقة التعليم "التلقينية مائة في المائة" وأن جميع أشكال التقويم التربوي فهي لا تمت بصلة إلى الاجتهاد والإبداع في التعلم، "لكون النظام يعتمد على استظهار التلميذ لما حفظه من دروس ومعلومات .
3-طريقة وضع أسئلة الاختبارات تشجع التلميذ على اللجوء إلى الغش في الامتحان4_ومن الأسباب المباشرة للغش مرتبطة أساسا بطبيعة المقررات الدراسية التي تعتمد على الكم عوض الكيف، الشيء الذي يربك حسابات الطلبة ويجعلهم يقبلون بتشجيع بعضهم البعض على الغش.
6-أيضا من الأسباب الأستاذ والمنظومة التعليمية، باعتبار أن لجوء التلميذ إلى الغش، ماهو إلا نتيجة طبيعية لضبابية المناهج وعدم فعالية بعضها، بل ماذا عسى الطالب أن يفعل في ظل استعداد غير مبني على أسس تربوية وعلمية سليمة سوى ركوب موجة الغش .
7_تخوف الطلبة، الذين يجدون أنفسهم أمام ضغط الوقت، غير قادرين على هضم محتوى المقرر، بالإضافة إلى الخوف من الأسئلة ومن الأجواء غير المتوقعة التي ستمر بها الامتحانات.
8_تسريب الامتحانات من قبل بعض الأساتذة لتحقيق بعض المصالح لبعض الجهات المجهولة.
9_أن "التلميذ يعيش في هذه الفترة حالة استنفار قصوى، التي يكون من نتائجها النسيان والارتباك، وهذا ما يضطر العديد من التلاميذ إلى اللجوء لتدوين بعض الدروس في أوراق صغيرة، ليس للغش ولكن للإحساس بالأمان والاطمئنان"
10- ومن أسباب الغش هوا لتهاون في تطبيق عقوبة الغش وتقارب المقاعد في صفوف الامتحان.

[ام نموري]

الحلول للمشكلة:

1/حث المعلم أو المرشد الطلابي أو أية إدارةمدرسية على معالجة هذه المشكلة لدى التلاميذ و عدم تركهم لها إلا بعد التأكدمن تخلصهم منهاوذلك عن طريق الاتى
1-رفع الضغط النفسي عن التلاميذ لمزيد من التحصيل ، وعدم مطالبة الأسرة أوالمعلم أي تلميذ لإنجاز ما لا يستطيع أصلاً ,وأن يكون خلف قدرته أو طاقته الإدراكية والتحصيلية . وإذا كان لابد من زيادة تحصيل التلميذفيجب توجيهه لأنشطة إضافية متدرجة في صعوبتها وتتفق بشكل أساسي مع قدرته الحاضرة ثمتقوية هذه القدرة مرحلة بعد أخرى حتى يصل التلميذ ذاتياً إلى المستوى التحصيليالمطلوب . (2)

2-مقابلة التلميذ والتعرف على مواطن الصعوبة التي يواجهها في دراسته وتعلمه للمادة ،ثم تعلمه لتلك المبادئ والمفاهيم الأساسية المتعلقة بمواطن الضعف . تقليل المتطلبات التي يكلف بها التلاميذ سواء أكانت هذه تتعلق بمادة الاختبار كعددالصفحات المطلوبة ، أو عدد التعيينات المطلوبة يومياً للمادة ، وإذا كانت مشكلةالغش في أداء الواجب لافتة للنظر مدرسياً عندئذ يجب على معلمي المدرسة التنسيق فيمابينهم بخصوص التعيينات التي يعطونها لتلاميذهم من حيث الكم والنوع ، بصيغ تشجعالتلاميذ عموماً على أداء الواجبات بأمانة واهتمام .
·3-تكوين عادة تنظيم الوقتلدى التلميذ ، إذا كان هذا سبباً في عدم قيامه بالواجب في الوقت المناسب و لجوئهإلى الغش بنقل الواجب من قرينه أو الاعتماد على الغير في إجابته لأسئلة الاختبار .
4-مقابلة التلميذ و مناقشته عن سبب قيامه بالغش ثم محاولة توجيهه لما هو أفضل من خلالأمثلة اجتماعية وثقافية متنوعة وإظهار خطورتها على شخصيته و سلوكه العام حيث منالمتوقع أن يتكون لديه قناعة ذاتية مؤدياً به إلى اتخاذ قرار حاسم بتجنبه والابتعادعنه .
5-مقابلة التلميذ والتعرف على ظروفه الأسرية والشخصية وتحديد نوع المشكلةالتي تأخذ منه جل وقته ثم الاستجابة إليها إنسانياً وعلمياً بما يتفق مع طبيعة وقدرات التلميذ ومتطلبات النجاح المدرسي .
6-مقابلة التلميذ والتعرف على أسبابعدم ميله للمعلم ثم التحقق من صحة مشاعره و إقناع المعلم بإجراء التغيير المطلوب ..
2/-إجراء الامتحانات وفق المعايير التعليمية الجديدة والمعاصرة، التي تسمح للتلاميذ استعمال الكتب والمستندات اللازمة في قاعة الامتحان، كآلية من آليات المساعدة على الإجابة عن الأسئلة، حين ذاك لن يكون في وسعهم الغش في الامتحان، لأن اجتهاده وإبداعه هو الممتحن حقيقة".
3/-التركيز على المهارات والمفاهيم المهيكلة للدروس والاهتمام بالمواضيع التي تتيح للتلاميذ إمكانية التفسير والتقويم وإشراكهم في بناء الدروس وذلك بتكليفهم بتجميع الوثائق والبحث عن المعلومات.
الآثار المترتبة على حدوث المشكلة :
على الفرد :
1 -الغش طريق موصل إلى النار.
2- دليل على دناءة النفس وخبثها، فلا يفعله إلا كل دنيء نفسٍ هانت عليه فأوردها مورد الهلاك والعطب.
3- البعد عن الله وعن الناس.
4- أنه طريق لحرمان إجابة الدعاء.
5- أنه طريق لحرمان البركة في المال والعمر.
6- أنه دليل على نقص الإيمان.
7- أنه سبب في تسلط الظلمة والكفار واستعبدوهم، وأذاقوهم العذاب والهوان ألواناً.
(3)
على المجتمع :
1_التكاسل والتخاذل مما ينتج جيل فاشل يعتمد على غيرة للحصول على كل ما يريد.
2- نشأة مجتمع خاليا من القيم والمبادئ مما يؤدي بالتالي إلى انهياره .
3_انهيار المجتمعات لعدم البناء الصحيح لمجتمعاتها تربويا وثقافيا وصحيا واقتصاديا وتكنولوجيا وبالتالي يصبح مجتمع متخلف
الخاتمة :
يجب علينا الإشارة إلى ضرورة الانكباب على حل معضلة التعليم ببلادنا، فالتفشي المهول لظاهرة الغش التعليمي ، كل هذا لا يعتبر إلا انعكاسا مرا لواقع الأزمة التعليمية التي تستوجب تعبئة شاملة، فإن إصلاح واقع التعليم يظل مطلبا رئيسا لوقف فصول هذه المهزلة، فتخليق الحياة العامة واجتثاث نماذج الفساد في قطاعاتنا التربوية والإنتاجية، هو الخيار الاستراتيجي الذي بإمكانه أن ينتشل قيمنا من الإفلاس.ولا حديث عن مكافحة الغش في الامتحانات إذا لم تستبدل طرق التربية والتكوين واستبدالها بما يشجع الخلق والإبداع".

(هذا وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد إن لا اله إلى أنت أستغفرك وأتوب إليك)

[ملك مصر]

الله يهدي شباب المسلمين

[مرام الصغيرة]

آلله يوفقكم ويآتنتهي ظآآهرة الغشـ

[فراشة جدة 2010]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .