لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
سورة طه والموضوع الواحد
سيد ولد عيسى هذه السورة الكريمة تأخذ شكلاً خاصًّا؛ فتبدأ بمقدمة موجزة مقتضبة هي موضوع السورة، ثم تثنّي بعرض وتحليل وتجلية لتلك المقدمة؛ لتصل في النهاية إلى خاتمة، أو توصيات واستنتاجات، أشبه بالأسلوب الأكاديمي في تركيزها واقتضابها وبُعدها الدلالي والرمزي[1]، وتناسقها مع المقدمة والتحليل السابقين. مقدمة موجزة: وحين نحاول تلخيص موضوع السورة في كلمة، نجد السورة قد حددته في نقطتين: الأولى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى} [طه: 2]. والثانية: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} [طه: 3]. أو بعباراتنا نحن البشر التقريبيَّة الناقصة تهدف السورة إلى تحديد الغاية من إنزال الكتاب المبين، وإرسال الرسول الأمين - عليه أفضل الصلاة والسلام - كما ترشد لذلك آيات أخرى كثيرة[2]، مستبعدة أن يكون ما يُرافق الرسالة من مشقة بالنسبة للمرسل هدفًا أو غايةً، وإنما هو شيء ملازم للرسول مهما كان - في إطار ما يتحمل ويطاق - وتجعل العرض خير برهان على ذلك. والسورة لا تترك كلمة "التنزيل" تمرُّ هكذا، بل تستغلها لتبيِّن المنزِّل - جل وعلا - بصفتين من صفاته، هما صفتا الخلق والملك: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا} [طه: 4]. {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه: 6]. ويختم السياق هذه المقدمة الموجزة بذكر الصفة الثالثة لله - تعالى - وهي صفة العلم، ليس العلم العام الكلي فقط؛ {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} [الملك: 14]، وإنما العلم الدقيق الشامل الكامل بالجزئيَّات والتفاصيل. ولكن ذكر هذه الصفة ورد في صورة تنبيه على الرعاية والعناية، التي يُحاط بها الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - من ربه - سبحانه - والخالق المالك المدبر العليم لن يضيع عبدًا أرسله في أشرف مهمة، وأنبل عمل، إنه يذكره بهذه الإحاطة والرعاية؛ {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7]. وفي العرض التفاصيل: ما أن تنتهي هذه المقدمة، حتى تدخل السورة في سياق آخر وقصة أخرى، يظن السامع للوهلة الأولى أن الموضوع انتهى، وأن هذا سياق آخر وقصة أخرى، ولكن هيهات! فالقرآن ليس كتابَ قصة، ولا هو تاريخًا للأقدمين، وإنما هو كتاب هداية وإرشاد، فالقصة تنبع كلها من الموضوع المعالج والقضية المطروحة. التشابه والتقارب: تبدأ قصة التشابه والتقارب بين الحبيب والكليم - عليهما السلام - من أول نقطة: •في المولد وبداية الحياة: فكلاهما تربَّى في غير كنف ولا راع، وإنما كانت عناية الله ورعايته تدبِّر أمرهما، وتسوِّي شؤونهما، فموسى هو الذي لم يكن أحد يطمع بنجاته من الطاغية؛ ما دفع تلك الأم الحنون إلى التزام الأمر؛ {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ} [طه: 39]، وليس شيء يعبر عن خوف الأم على ولدها أبلغ من هذا التعبير "القذف"، وكأنه شيء تافه لا عاطفة تتجه نحوه، أما حفظه ورعايته، فقضية أخرى يتولاَّها ربُّه وخالقه: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [طه: 41]، {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39]، {فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا} [طه: 40]، {وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ} [طه: 40]، وهذا تمامًا كما قيل للرسول - صلى الله عليه وسلم -: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} [الضحى: 6 - 8]، نعم قد يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يتعرَّض لتهديد طاغية مثل فرعون يشكل خطرًا على حياة الصبيان الأبرياء، ولكننا حين نستحضر قسوة المجتمع الجاهلي وماديته، وسقوط القِيَم والأخلاق فيه[3] ندرك التشابه بين الرسولين - عليهما الصلاة والسلام. • في المهمة وتوقيتها: وكذلك يشترك الرسولان في بداية الرسالة، فكل منهما كانت الرسالة مفاجئة له. هذا الذي خرج يبحث عن نارٍ أو هدى يفاجأ بالرسالة، ويبين له أن هذا تقدير العزيز العليم؛ {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} [طه: 40]، وهذا الذي قتل نفسًا وهرب، يواجه بضرورة الرجوع إلى من كانوا يطلبونه، ومواجهتهم بالدعوة والبلاغ. وذاك الأمي الذي لم يعرف القراءة قط، ويفضل العزلة يخاطب: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] ، فلا عزلة ولا انفراد وإنما الصبر والتحمل؛ {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} [طه : 130]. وأهم تشابه من هذه التشابهات، وأهم نقطة من النقاط المشتركة بين الرسولين الكريمين، متضحة في أن الرسالة لم تأتهما ليشقيا؛ إذ ماضي النعمة والرأفة والإحاطة بالحفظ والعناية يشهد على أن الله - تعالى - لم يُرد لهما أن يشقيا، ولم يُرد لهما أن يتعبا إلا تعب التكليف الطبيعي، الذي يضاعف الأجر، والذي يستطيعان تحمُّله. وتشابه آخر سيسفر الغيب حين ينكشف عنه، فموسى سيهجر أرضه ووطنه إلى أرض أخرى، والرسول - عليه الصلاة والسلام - كذلك. وإذا كانت تلك نقاط التشابه والتقارب بين الرسولين الكريمين - عليهما الصلاة والسلام - فليست هي كل شيء، وإنما هناك نقاط أخرى أبرزها أن السُّنَن لا تتخلَّف؛ فسنَّة الله - تعالى - اقتضت منذ خلق الخلق أنهم فريقان؛ {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7]، فريق مطيع وفريق عاص، فريق مسلم وفريق كافر. ولنأخذ أقرب مثال في السورة، إنه قوم موسى - عليه السلام - هذا الرسول الكريم الكليم الذي بعث في ظروف مشابهة من ناحية ومختلفة من ناحية أخرى؛ حيث التشابه لا يعني التماثل، فموسى ينحدر من مجموعة كبيرة تشكِّل أغلبيةً ساحقةً مؤمنةً، في دولة الطاغية فرعون، ولكنها أغلبية مضطهدة تبغي التحرُّر والاستقلال، وبالتالي قد يؤمِّل موسى منها نصرةً ومساندةً، أو على الأقل هي مأمونة الشر بالنسبة له، والرسول - صلى الله عليه وسلم - جابهه عمُّه، وكذبته عشيرته. موسى معه أخوه "هارون" يسليه ويؤنسه، ويساعده في تبليغ دعوة الله لعباد الله. موسى مؤيَّد بخوارق عجيبة، ليست عند النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بهرت السحرة، وأَخْزَت حِيَلَهم، حتى أقروا وأسلموا ودفعوا الضريبة، فماتوا شهداء. وقوم موسى أنزلت عليهم موائد السماء "المن والسلوى"، ونجَّاهم ربُّهم من عدوهم، وكلَّم رسولهم، وظلل عليهم الغمام، والرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس له شيء من هذا. رغم كل هذا، ماذا حدث لموسى حين نجا قومه المضطهدون (بني إسرائيل)، هل استراح؟ كلا، إنها بدأت مشاكل وأمراض عجيبة لم تكن في الحُسْبان تظهر في هؤلاء. نكتفي منها بما جاء في هذه السورة، إنهم عبدوا العجل!! هؤلاء الذين أنعم الله عليهم كل هذه النعم، عبدوا العجل في وقت كان معهم نبيهم هارون، وتقدمهم نبيهم موسى يناجي ربَّه. إنها إشارة واضحة: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [فاطر: 8]، ليس إهلاك فرعون بأيسر من إهلاكهم؛ الكل عند الله سواء، ولكن حكمته - سبحانه - اقتضت ألا يتمحض الخير ولا الشر على هذه الأرض، وإنما يبقى الصراع بينهما، يغلب الحق فيه دائمًا، ولكن لا يستوعب، ولا يتمحض. وهذه السُّنَّة ليست جديدةً، بل هي قديمة وذات أبعاد مختلفة، من أهمها نسيان الإنسان الذي فُطِر عليه؛ {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6 - 7]، وهناك الشيطان العدو المسلط، ونفس الأمر تقريبًا وقع للبشرية في مهد ميلادها وهي في الجنة، نسيت فوسوس لها الشيطان؛ {وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121]، ثم تذكر فتاب وأناب، فكانت النتيجةُ أن: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 122]، ولكنه أهبطه من الجنة؛ لتأتي سُنَّة أخرى هي: أن الطريقين واضحان، طريق الحق والضلال، والشيطان لم يعد عذرًا؛ فقد تبيَّن أنه عدو، وأكثر من ذلك، فالعهد على البشرية أن تلتزم بمقتضى أي تذكير يأتيها من ربِّها إذا نسيت؛ {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123]، فالفطرة تقتضى أن ينسى الإنسان، وسُنَّة الله أن يبعث إليه من يُذكِّره؛ حتى تنقطع الحجة وتتضح المحجة. إن قصة آدم هنا دخلت وكأنها جزء من قصة موسى، تخدم السياق، وتوضح سُنَن الله في مخلوقاته في أسلوب يُعجز البشر، ويحيِّر الأذهان، ويسحر الألباب، وهي سُنَّة أخرى في عرض القرآن. خلاصة موجزة:
وبعد هذا العرض المسهب في أركان من التاريخ مختلفة، العرض الذي اشتمل على الاستدلال بخلق الله وتسييره وتقديره، وعلى الأدلة الفطرية في الإنسان، وإيقاظ هذه الفطرة بشتى المنبهات، والرد على الشُّبَه المختلفة: وهميَّة، سحر، ماديَّة، عِجْل، ذهنيَّة، نسيان، خارجيَّة، شيطان، سياسيَّة، طُغْيَان...، بعد هذا العرض كله ترجع السورة إلى ما بدأت به مؤكِّدةً أن القرآن إنما جاء؛ {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: 113]، خاتمة بخلاصة أهم توصياتها:
|
|
أخذ العبرة من السابقين، وذلك على مستويين:
متعلق بالمخاطبين بالقرآن؛ {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ} [طه: 128]، وهو دليل مادي ملموس يشاهدونه ويعيشونه، كأصحاب الحجر، وعاد بالأحقاف، وقوم لوط الذين قيل للمخاطبين في شأنهم: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ} [الصافات: 137]. متعلق به - صلى الله عليه وسلم - وذلك على مستويات: منها أن يعرف سُنَن الله في الكون والخلق، فلا "يحزنه" ما يقولون، ويتأكد أنه لن يزول الصراع بين الحق والباطل إلى يوم الدين. وأن يعرف كيف كان يتعب الرسل قبله، وكيف كانوا يواجَهون حتى من طرف من آمنوا بهم، فيأخذ بما أخذوا به ويقتدي بهم في: • عبادة الله - تعالى -: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه: 14]. • إقامة الصلاة: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]. • أخذ المدعوين باللين: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]. • التغلغل في المدعوين، ومباشرتهم بالدعوة دون حُجُب أو وسائط: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ} [طه: 43]، {فَائْتِيَاه}، والتأكيد للأمر بالذهاب إليه بالأمر بإتيانه، غاية في التبليغ والتوصيل، وعدم الاتِّكال على الوسائط والمناداة من بعيد. • اللجوء إلى الله واستشعار مراقبته ومعيته ونصرته: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه: 36]، {لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]. • الإعراض عن الاعتراضات التي لا يخدم نقاشها الدعوة: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي} [طه: 51 - 52]، {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا} [طه: 53]. • الإعراض عن فُتَات الدنيا فلا يغر؛ {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} [طه: 131]، ماديًّا كان ذاك الفُتَات، أم علميًّا، كعلم السحر عند سحرة فرعون، فالله الرازق؛ {نَحْنُ نَرْزُقُك} [طه: 132]. • التأكيد على سُنَّة من سُنَن الله خاصة بهذه الدعوة، وهي الرحمة والحرص على المدعوين بها، فلا يهلك المكذبون كما هلك السابقون، وإنما يمهلون؛ {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى} [طه: 129]، وهذا يحتِّم: • ألا معجزة مادية لهذه الدعوة سوى مادة الدعوة نفسها، التي هي القرآن؛ لأن الآيات المادية محكومة بسُّنَة أن من كذب بها، يعاجل بالعقوبة: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [الإسراء: 59]، {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59]، ويلزم لهذه الخصِّيصة: • الصبر الدائم والاستمرار، حتى يخرج الله منهم - أو من أصلابهم - الجيل الصالح القابل بالدين؛ {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} [طه: 130]، كما يلزم عليه: • زيادة في العبادة تستوجب زيادة في الثواب: {وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه: 130]، والصبر عليها صبرًا آخرَ خاصًّا، مرفقًا بالدعوة إلى ذلك؛ {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]. ومع هذا الانتظار والصبر، يبقى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يستشعر معية الله ورعايته وعنايته، كما يبقى انشغاله بالعبادة يخفف عنه الكثير من الأعباء، فلا تتحسر نفسه بإعراض المعرضين، ولا بتكذيب المكذبين، ومع ذلك يبقى متيقنًا من أنه لا يراد له بهذه الدعوة الشقاء، يقينًا تؤيده كل الأدلة المبثوثة في هذه السورة، واليقين بحتمية النصر والتمكين يحيط هذا من كل جانب؛ {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى} [طه: 135]. إنه موضوع واحد تتَّحد السورة وتنصهر كلها في نقاشه، والاستدلال عليه، وتوضيحه بالسُّنَن الكونيَّة، والأدلة التاريخيَّة، والفطريَّة؛ حتى لا يبقى غبش في تصوره، ولا شبهة في صحته، تُلخَّص لذلك القصصَ تلخيصًا، وتقتصر منها على ما يخدم الفكرة، دون استطراد لباقي الأحداث[4]. هذا ما وفق الله إليه وهدى، ويبقى القرآن أكثر معنًى وأغزر بحرًا من أن تحيط به كلمات الناس، أو أن تفهم كل أبعاده، وإنما يكفي المرء أن يفتح الله عليه ما يعينه على فهمه وتدبره، والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط. ـــــــــــــــــــــ [1] مع ضرورة ملاحظة الفرق بين الله وخلقه. [2] ومن ذلك قوله - تعالى -: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} [يس: 70]، وقوله: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]. [3] فالمرضعات لا يقبلن إرضاع يتيم، والنساء لا يقبلن التزوج من فقير، والمجتمع لا يفهم من لا يشرب الخمر ويلهو، ويحتمي بآلهته وآلهة آبائه، فمن الذي رقق قلب حليمة، ورغب خديجة، وهذَّب نفس "هاشم"، وأبا طالب؛ حتى يعطفوا عليه - صلى الله عليه وسلم؟! ومن الذي أغفل المجتمع عن كونه لا يشرب خمرهم، ولا يحتمي بآلهتهم، ولا يلهو لهوهم الماجن، حتى سموه الصادق الأمين؟! [4] مثلاً لم تذكر السورة أن موسى وعد أربعين ليلةً، ولا أنه أقام في مدين ثماني سنين، ولا أن بني إسرائيل قالوا: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، بل تختصر القصة اختصارًا على حسب حاجة السياق والموضوع.
|
|
شكرا لمرورك
|
|
الله يعافيك,,,
|
|
شكرا لمرورك
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سورة الكهف،سورة يسّ،سورة الرحمن،سورة الملك،سورة الواقعه وسورة الدخان | نور الدنيا | رياض القرآن | 39 | 2016-03-31 11:11 PM |
تعالوا ياأخوات نتعرف على بعض أكثر..( تم تعديل العنوان والموضوع خاص لبنات حواء فقط ).. | كنان2 | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 8137 | 2010-05-31 10:06 PM |
ابني ذو العام الواحد يقرأأول آية من سورة النصر | ايمان ام عبدالرحمن | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 1 | 2007-09-16 11:50 PM |
( أحاديث رجب ) بين الضعيف والموضوع | يمامة الوادي | منتدى الحوار والنقاش وتصحيح الأمور العارية من الصحه | 0 | 2007-07-24 8:12 AM |
النادى | ولد الجزيره | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 1 | 2006-07-15 10:48 PM |