[يمامة الوادي]

فمن سيعطي



قد يأتي زمان يا ابنة الاسلام تطلع فيه شموس كثيرة فوق رؤوسنا فلنعمل على أن تشرق للغير وبقلوب الغير فدفؤها قد أصابنا فلنكن دوما مواكبين لها
فإن رأيت الشمس يوما قدغربت وتمنيت أن تغربي معها أو أشرقت وحزنت على عدم صحبتها فاعلمي انها دوما في غروبها وشروقها معك
بفكرك
بزرعك
بروحك
فكوني معها لما خلقت له ولا تكوني معها لما تحبين فقط
فإن كنت معها فقط لما تحبين ولذاتك فمهما أشرقت بقلبك ومهما ازدان طيفها فلن يرضيك
فمن أحب ما خلق للكل لنفسه فقط يحرم
ومن أحب ما خلق للكل وقدمه يمنح
هكذا نعيش في دنيا تزخر بأفراد لدنيا تجهز لصحبة أخيار
وهكذا من احتاج لدفء في يوم برد فلينظر ليوم دفء لم يمنح فيه لراجف قلب
قلوبنا يا ابنة الاسلام تدفأت كثيرا فلنعط لمن يحتاج فالبرد كثير والقلوب تنتظر
فمن سيعطي


(2)

من سيعطي شمسا بكفه
من سيوهب حبا لسلف

اليوم وفي غمرة قشعريرة المثول بحضرة الحزن
وافتني منية ثلة من جيل .... أدار الكل لها ظهره من سيعطي ؟؟؟
لا أحد !
الكل يقول لست أنا المسئول
ومالي ومال الخوض برجلين عاريتين في خضم كبير

فمن سيعطي من وقته لإصلاح خلق فتيات لا يرين من سيرة السلف الصالح إلا وريقات تدرس في مدرسة تعنى بالرقص أكثر من المعرفة .
هل سنبقى نسير على رمل متحرك يبتلع همتنا كلما حاولنا

أم نعطي

وماذا
وكيف
؟؟


فمن سيعطي
وماذا وكيف ؟؟؟

كل من يحمل قلما وينادي على أمته يريد الإصلاح
لم نحن غير مؤثرين !
مابال التردي يطيح بأعناق جيل أصبح كالزجاج ضربة من حجر صغير تحيله أشلاء !
أرى تشظي قطعا من شباب على قارعة الفتن والانحراف
عند بوابة الفهم نقف نفتح غرف الفكر وآراء الأول والأخر
نستوعب أمر التردي لم ؟
فنقف عند سؤال ملح
من الذي يعطي ؟
وماذا يعطي ؟
وكيف يعطي ؟
ثلاثة أسئلة هي أساس الدعوة
فمن هو الذي يؤهل أن يمسك قلما أو يعلو منبرا ؟
وماذا يقول لجيل تتناوشه ذئاب الضلال وتعمل في جسده فيستحيل مزقا تدوسه أرجل طلاب المنافع؟
وكيف يكون قلمه الذهبي والبرونزي والحديدي والخشبي ؟؟
أو صوته المجلجل ونبراته الصارخة وعباراته الطنانة وزخرف مركب حروفه
كيف ؟؟؟



(4)


من يعطي ؟
جبل أشم
راسخ المعلومات وافرها قوي رافع رأسه فإن أتى عليه ريح بقي منتصبا فالريح تأكل من تل

نهر جار
روضه الله على الجريان له منصبات بأمره عميق بعلمه
رقراق بلفظه عذب الطوية لا يسقي الشطآن ورقراقه قليل يصبر لعلو في مستواه ليرفع خضرة تنفع


شجرة حلوة المذاق
ريحها مسك وطعمها جنة لا تدانى
وارفة ظل دفيئة شجر أي وقت أخذ منها يغدو نفعه ولو بعد حين

أرض سمحاء
تقبل فيها زرع طيب وترفض شوائب بالصبر والأناة تعزله وبالقوة تطرحه في قلبها فلا شوكه يدمي غيرها وإن سالت دماء في عروقها تخفيه وتمضي عاملة باسطة خيرها بأمر من بسطها

غيمة سكوب
تحتوي أختا لها بسالب شحنات فإن سقطت مطرا فيكون واحدا فلا تذوب بغيرها إلا لتمطر خيرا فإن أمطرت فيضانا فقد آنست غيمة تدمر ونسيت تجمعا بديم لطائف الله تجريها

شمس
دافئة يوم برد
حارقة يوم ظلم لنفس وعبث يد
مستمرة لا تمل
صابرة بعطاء

بحر مؤمن
واسع متكل
ثائر مزلزل للحق
عميق بصمت غيب
غني بقوت يوم
وقوت سرمدي للغير

رمل شطآن
يبتلع الغث
يرخي امتدادا للأحلام
يصمت بوقار عند تزاحم الأقدام

نسمة
تخرج من قلب يخلص
مستودعها صدر مسبح
وعقل متبصر
وفم يهف في سحر يطلق
ضياء فجر
ويغفو عن تنازع ضوضاء الدنيا



مع الله كله يسير
لا يهمه من يقول أو يعلو زبدا
مادام مع الله

ذاك من يعطي
صباح ضامن