[نوراي]

لا بد للإنسان ان يجمع في طعامه بين المصدرين الحيواني والنباتي لصصصحة النظام الحيوي فاللحوم تحتوي على كمية كبيرة منالبروتين والدهون وهي مواد لازمة لبناء انسجة الجسم وتوليد الطاقة.. نعم يحتوي النبات على هذه الماد أيضا ولكن لكي يحصل الإنسان على الكمية اللازمة لنموه وطاقته لا بد له من تناول كمية كبيرة جدا من النباتات مما قد يجهد جهازه الهضمي وذلك لان امعاء الإنسان قصيرة جدا بالنسبة لأمعاء الحيوانات آكلة العشب وهناك اعتراض آخر على الأغذية النباتية وهي ان بروتيناتا النبات لا تولد جميع الأحماض الأمينية اللازمة لبناء أنسجه الجسم فالبروتين الحيواني أغنى من البروتين النباتي
وهذا ما يدل عليه قوله تعالى ((وذا قلتم ياموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبلون الذي هو ادنى بالذي هو خير )) فالآية الكريمة بينت ان بني إسرائيل قد طلبوا من نبي الله موسى عليه السلام بعض البقول والحبوب وهي بال شك فيها بروتينات بدل الطعام الذي كانوا يأكلونه وهو المن والسلوى - والمن مادة صمغيه حلوة ، والسلوى طائر يشبه السماني وفيه من البروتينات الحيوانية أكثر مما في البقول والحبوب ، كم ا ان لحم الطير الذي كانوا يأكلونه أسهل هضما من بقية انواع اللحوم فتكون نسبة الكوليسترول فيه منخفضة وهذهالمادة كما هو معلوم تؤدي الى تضييق الشرايين ..قال الطبري في تفسيرالآية : قوله تعالى(( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) :قال لهم موسى :أتأخذون الذي هو أخس خطرا وقيمة وقدرا من العيش بدلا بالذي هو خير منه خطرا وقيمة وقدرا وذلك استبدالهم .
وأصل الاستبدال هو ترك شئ لآخر غيره مكان المتروك ..
قال القرطبي :واختلف في الوجوه التي توجب فضل المن والسلوى على الشئ الذي طلبوه وهي خمسه :
الاول : البقول لما كانت لا خطر لها بالنسبة الى المن والسلوى كانا أفضل .
الثاني : لما كان المن والسلوى طعاما منّ الله به عليهم وأمرهم بأكله وكان في استدامة أمر الله وشكر نعمته أجر وذخر في الآخرة والذي طلبوه عار من هذه الخصائل كان أدنى في هذا الوجه ..
الثالث : لما كان ما منّ الله به عليهم أطيب وألذ منالذي سألوه كان ما سألوه أدنى في هذا الوجه لا محالة .
الرابع لما كان ما اعطوا لا كلفة فيه ولا تعب والذي طلبوه لا يجئ الا بالحرث والزراعة والتعب كان أدنى ..
الخامس : لما كان ما ينزل عليهم لا مرية في حله وخلوصه لنزوله من عند الله والحبوب والأرض يتخللها البيوع والغصوب وتدخلها الشبه كانت ادنى من هذا الوجه ..
ويمكن اضافة وجه سادس على ما ذكره القرطبي بناء على معطيات العلم الحديث وهو تلك القيمة الغذائية للبقول والحبوب والخضروات .
وفي تأويل الرؤى .كل ما استبدله بنو اسرائيل لا يحمد تأويله بناء على الآية الكريمة(( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ))..