[يمامة الوادي]

الحقيقة التي تدمي القلب أن نظام التعليم في عالمنا العربي :
هو نظام صيغ خصيصا لتخريج حمقى !!
ولصناعة أجيال من هؤلاء الذين تأخذهم العزة بالإثم ،
ويضلون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا !!
نظام خلق أخطر فئة في الأمة ، وهي فئة الأنصاف في كل شيء !!
.....
فوجئنا بجيل كامل _ أو أجيال _ تحفظ ولا تفهم !!
تكتب ما يملى عليها فقط ..!
تجيب على قدر السؤال ..!
ولا حق لها في تأمل السؤال ، ومناقشة جدواه ، وأهميته ، وصوابه ، وخطأه ،
لا حق لها في الخروج عن النص !
ولا حق لها في الحوار إلا فيما يسمح به المنهج المقرر !!
الساقية تدور والثور معصوب العينين ..!!
ولا يعرف كم مرة دار ، ولا كم مرحلة قطع ، ولا لماذا ..
حتى يدق جرس الزمن معلناً نهاية المراحل ، وترفع العصابة من على عيني الثور
ويقال له : .. الآن انتهى كل شيء .. الآن تخرجت ..مبروك ..!!

وينتقل الثور الذي كان معصوب العينين ، إلى موقع صاحب الساقية !!
ليمسك في يده العصا والعصابة ، ليضعها على عيني ثور آخر !!
وتدور ساقية الزمن ، ويتعاقب عليها الثيران ، ولا الأرض ترتوي ،
ولا النبات ينمو ، ولا الماء يخرج من باطن الأرض ، ولا الحكاية لها آخر ..!!

هذا هو نظام التعليم في عالمنا العربي _ أو تسعين في المئة منه _ ..
ماذا فعلنا سوى أننا محونا أمية القراءة والكتابة بعض الشيء ، وليس تماماً ..!!
نعم ..

# فهناك كثرة كاثرة جداً من خريجي الجامعات العربية :
لا يحسنون الإملاء !!
ولا يحسنون كتابة موضوع تعبير !!
وخطهم لا يفهمه سوى الله ، وصاحبه !!
أما حالهم مع النحو العربي ،، فحدث عن البحر ولا حرج ..!! #
حتى صار النحو غريبا جدا في قومه وأهله ...!!

ثم إن :
المعلومات العامة العادية كأسماء العواصم ، وأسماء العلماء والأدباء في هذه الأمة ،
والخلفاء الراشدين ، والعشرة المبشرين بالجنة ، ونحو هذا ..
مثل هذه المعلومات لا يعرفها مئات بل آلاف من خريجي الجامعات الذين يفترض أنهم
شبعوا من دراسة التاريخ والجغرافيا ونصوص الأدب !!
فما بالك بغيرهم من خريجي الكليات الأخرى .!!!

فما بالنا بالتفكير والتأمل والقدرة على الاستنتاج والاستنباط ؟!
ما بالنا بالاحتهاد والتفكير العلمي المنظم !؟
ما بالنا بالسلوك الذي ينبغي أن يهذبه التعليم ويجعله متحضراً وراقياً ..!؟
لا شيء من هذا ، وإنما العكس هو الذي حدث !!

فالمتسكعون في الأسواق طلاب وخريجون وموظفون !!
والمعاكسون متعلمون .. وعشاق الهواتف متعلمون .. وعبدة الشيطان متعلمون ..!!
وبنات الأسواق والطرق متعلمات !!
والفاشلات في زواجهن وبيوتهن ومطابخهن وتربية ابنائهن متعلمات ..!!
ونسبة الطلاق بين المتعلمين والمتعلمات أكثر ..!!
وحجم الأمراض النفسية ، والشروخ الأسرية في بيوت المتعلمين أضخم ..!!
وأهل الغلو والتطرف والهوس متعلمون أيضاً ..!!

وهناك تناسب عكسي بين التعليم والإبداع عندنا !!
انتشر التعليم وصار كالماء والهواء .. ولكنه ملوث !!
صار في كل بيت مدرسة ، ومع هذا تراجع الإبداع !!
ولم يعد لدينا مبدعون حقيقيون في عالمنا العربي ، ولا مفكرون جادون ،
وإنما لدينا خريجو جامعات توظفوا أدباء !! وتم تعيينهم خطباء ومدرسين ومفكرين !!
بالشهادة والأقدمية وسنوات الخدمة ،
لا بحجم الإبداع وبما تحويه العقول من فكر وخلق واجتهاد ..

من يحفظ أكثر يتفوق ..!!
من بلع المقرر ينجح !!
من يلغِ عقله ويتحول إلى آلة حاسبة ، يتفوق بامتياز ويدخل الجامعة !!
ومن يخرج عن الخط الذي رسمه أستاذ الجامعة في كتابه " المقدس " !!
يروح في ستين داهية !!
التفكير في كل مراحل التعليم جريمة !!

فنحن مرتبطون بمادة بمقرر ، ولابد أن ( نسلق ) فيها هذا المنهج سلقا ..!!
لا يهم أن يكون الطبيخ غير ناضج .. المهم هو الانتهاء وفق التعليمات ..وإلا .. !!
علينا أن نأكل هذا الطبيخ ونستطعمه ونقول : ما أجمله ! دون اعتراض !!
لا وقت للاجتهاد والممارسة الإنسانية ..

الخلاصة :

مطلوب منا أن نكون مجرد ببغاوات على أعلى مستوى ... !!
= =
بدون تعليق ...!!



كتبها بو عبدالرحمن