[يمامة الوادي]

لحظـــــة انتشـــــــاء ...

لحظة الانتشاء هذه قد يجدها لاعب سجل هدفاً في مرمى خصمه !!
فطار عاليا وهو يضرب بقبضة يده الهواء ويصيح ..
على وقع معزوفة تصفيق الجماهير التي ملأت المدرجاات !!!!!

بل قد يجدها متفرج يتابع تسجيل الهدف ،
فيكاد يصدق أنه هو الذي سجل ذلك الهدف!!
وأن عجيج الجماهير إنما هو يعزف من أجله .. ولذا قد يبكي فرحاً !!!!!!

وقد يجدها طالب / أو طالبة في نهاية العام عند استلام شهادة النجاح ..!
وقد يجدها إنسان كان ينتظر وظيفة فنالها بعد طول صبر .!
وقد يجدها آخر في هدية قيمة وثمينة_ أو غير ثمينة _ تقدم إليه ..
وقد يجدها أب _ أو أم _ تزف إليهما بشرى مولود رزقهما الله اياه
لاسيما إذا انتظرا سنوات مثل هذا الخبر ..

وقد يجدها شاب يجد عروسا مناسبة له .. أو العكس ...
بل قد يجدها شخص وهو يخوض حتى الركب في مستنقع المعصية ..!!!!
كما قد يجدها طفل غير مميز وهو يأكل التراب ، ويمص الحصى !!
_ يشبه إلى حد كبير ذلك الشخص الذي يتوهم أنه وجدها في المعصية !!!!
بل والله إن الطفل خير من هذا وأكرم عند الله ..!!
المهم ..
أن لحظة الانتشاء هذه قد يجدها الإنسان في دوائر كثيرة من الحياة
وقد تكون مجرد ( لحظة ) قد يعقبها ما يعقبها من نكد الحياة ومنغصاتها ..
ولكن ...
ولكن لنتابع قليلا ما ينقله الراوي لنا في هذا المحور ..
لنقف على أن هناك ( لحظات ) انتشاء .. تساوي الدنيا وأهلها معها ..!!
قال الراوي :

قال أحـــدهـم في لحـــظـة انـتــــــشاء:
وممـا زادنـي فخــرا وتـيـها *** وكــدت بأخمـصي أطأ الثـريـا
دخولي تحـت قـولـك (يا عبادي) *** وأن صـيرت أحمد لي نـبيــا

ولفـرط إعجــابي بهــذه الأبيــــات كانـت هــذه النفحــات ..
مع أني لست شاعرا ولكن هكذا وفقني الله أن أقول :
____________________________________________

مـاذا علــيكَ إذا انتـــشــيتَ ،
مــن فـــيضِ أنــــوارِ الســـــماءْ..؟
مــاذا علــيكَ إذا سمـــــوتَ ،
فــــوقَ كـلِ السفـــــــهاءْ ..؟
مــاذا عليـــكَ إذا زهــــوتَ ..
وتفـــاخــــرتَ ..
ونـاطحـــــتَ النجــــــومْ !
قــد تجـــــاوزتَ التخـــومْ !
وعكـفتَ في الأنــــوارِ ، في قلــــبِ الضــياءْ
مـــاذا عليــــكَ ...؟
فأنــتَ ذخـــرُ الأنـــبـيـاءْ
وأنــت ممـحــاةُ الغـثــــــاءْ !
وأنـــتَ للدنـــيا عـــــــزاء ..!
*** ***
مــاذا ...؟!
أيـدمـيكَ المـسـيرُ فـوقَ أشــواكِ الـطريقْ ؟
لا..لا
لا تـلـــنْ ..
فامـــضِ ، واقتــــحــمِ الحــريــقْ
انــه روحٌ وراحْ ..
هــــــــكذا قــال القــضـــــــاءْ
فـهــــو دربُ الأنـبـيـــــــاءْ
فامــــضِ صـــبرا فــوق صـــبرِ ..
وامضــغِ الأيـامَ من نــارٍ وجــمـــرِ
فإذا مُــرّ البـــلاءْ..
لـم يـعــد فـــــيه العـنـــــــاءْ .. !
قـــد غـــــدا ..
يـــنـبوعُ ســـلوى وغـــذاء
ومحــــاراً ..
يـزرعُ اللـــؤلـؤَ في قـلــبِ الشــقـــــاءْ ..!
وبحـــاراً ..
تمــلأ الدنــيا بخــيرات الســماء
وإذا أنــتَ نــــسـيمٌ ..
وربـــــــيعٌ ، وحـــــياة
فتـفتّــــــحْ ..
يــا كـل بـــابٍ في الــــسماءْ ...!
*** ***
مــا ذا عليـــك إذا ســــموتَ،
فـــوق أطبــاق الفـضـــاءْ
لـــســت تغـــفـو ،
تحـــت أفخــاذ الغـــــوانـــي
لــســت ممــن يعـــبد العـــجلَ ،
عــلى بـــابِ الأمــــــانـي
لــســت ممــن يعـلـــكونَ الـذكــرياتْ
وســــياط القـــهـر تُـدمــي المــكــرمــاتْ
أنـــتَ إحــــدى المعجـــــزات
فـي زمــانٍ غــــابَ فيــه الأتـقــــياء..!!

فتــــــقدّمْ..
وازرعِ اليـــومَ فـريــق الشـــهداء
تصـــــنع المجــــد عـلى ســيف الفــــداء
هـذه الأقـدار ، زفـت للـدنى ، بــشرى الضـــياء

وإلـــــه الكـــــون بــاهى كل أمــــلاك الـــــسماء
بصــــفاء الأتـقــــــياء
فامـــض زهـــــوا فــوق زهـــــو..
يــا حفــــــيد الأنـبــيـــــــاء
واجعــــل الإيمـــــــان زادا ..
وفخــــــــارا وسـنـــــــــــاء
= = =

يا إلهي .... أتسمى هذه ( لحظات ) ...؟؟
نعم هي لحظات في عيون الخلق ولكنها جنة معجلة وارفة الظلال
ومن لم تهب على قلبه نسائمها فهو و الله ثم والله :
المحروم ولو توهم ما توهم ..!

نسأل الله سبحانه أن ( يعطر ) قلوبنا بنسائم هذه اللحظات ..
فإنها نسائم ( تزرع ) العزة في القلب .. وتفيض على الحياة حياة ..
بو عبد الرحمن