[يمامة الوادي]

حوار قصير ..
قال :
الزواج يهمش الطموح ، ويقضي على الآمال الكبيرة للإنسان ،
وأنا شأني شأن العصفور الطليق ،
لا يرغب إلا أن يبقى حراً طليقاً مرفرفاً ،
أما القفص فيقتله ، حين يخنق حريته !
قلت باسماً : منذ متى والشيطان ينطق على لسانك ..!؟
حملق بعينيه ، ومضيت في حديثي غير مبالٍ بنظراته :
أحسبك يا صديقي تلميذا نجيباً لبهائم الوسط الفني ،
بل يبدو لي أن مدرسة العفن هذه ، نجحت بامتياز في غسل عقلك ،
بجدارة ومهارة وشطارة !!
ألا ترى أن القاسم المشترك لمعظم هذا السيل الجارف من الأفلام ،
إنما ينصب في تقرير هذه الفكرة بعينها ، التي تتحدث أنت عنها الآن بحرارة..!
وكأن الزواج جريمة خطرة ، ووباء وبيل ، ومرض مدمر ،
على الإنسان العاقل أن يجتنبه ،
ويفر منه فرار السليم من المريض خوف أن يعديه ..!
وهل تتمحور تلك الأفلام إلا حول هذه المسألة ،
كلما خرجت منها عادت إليها !
حتى تشربها أمثالك ممن أسلمهم عقله وقلبه ، فحشوه بما يريدون ،
فدار في مجالس الناس يكرر كالببغاء ما لقنوه إياه ...!!
ألا ترى ذلك أن ذلك مخالفة صريحة لتعاليم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
ومخالفة صريحة للفطرة الإنسانية ، التي فطر الله الخلق عليها !
ثم لك أن تتفكر في عواقب اقتناع الناس بهذه الفكرة ماذا سيكون !!؟
**
شياطين الإنس ..!!
كلما جهدنا أنفسنا _ كآباء ومربين _ أن نغلق في وجوه أبنائنا وبناتنا ،
باباً من الفتنة ، إذا بشياطين الإنسيقتحون لهم أبواباً كثيرة ..!!
نغلق محبساً فلا تقطر منه فتنة بين أيدي براعمنا،
فإذا بهؤلاء يصنعون مئات المحابس، التي لا يمكن إغلاقها بحال .!
هي معركة بيننا وبينهم ، لا يهدأ لها أوار ، ولا تزال تتضطرم ،
وهم لا تأخذهم في مؤمن إلاً ولا ذمة ،
ومن ثم لا يتحرجون أن يستعملوا كل وسيلة متاحة ،
بل ويخترعون وسائل مبهرة في كل يوم ، ويولدون من كل وسيلة ،
مئات الوسائل الجديدة المبهرة ، ولا يزال الحبل على الجرار ...!
ألا يا رحمة الله هبي على قلوب أبنائنا وبناتنا ،
بل وقلوبنا أجمعين ، قبل أن تقتلع الريح الصرصر كل شيء ..!
**
نقل .. بتصرف قليل ..
انظروا سيل الأفلام وشلالات المسلسلات وماذا فيها ..
انظروا الإعلانات التي لا تنقطع ، وما في طياتها ...
انظروا إلى المجلات الملونة بل والصحف والجرائد في كل يوم ..
فشتوا كلمات الأغاني ومضامينها .. وتأملوا الفيديو كليب وما يحتويه ..
انظروا إلى المحلات الكبيرة ، وماذا يطالعك في داخلها ..
كل شيء هنا وهاهنا وهناك ، وفي كل مكان ،
وحيث مددت نظرك ، كل شيء يشهد ويبصم ويوقع :
أن المرأة استذلت نفسها ، وامتهنت كرامتها ،
وأن الذين صفقوا لها خدعوها ، والذين هتفوا لها ، قد حفروا لها قبرها ،
ونثروا عليه باقة ورد ، ثم انحنوا أمامها باسمين ،
وأشاروا إليها تدخل بمحض إراداتها ،
فلما دخلت أهالوا على كرامتها التراب ، ثم رقصوا وهم يصفقون لها...
.................................................. . بتصرف قليل
**
كلمة أعجبتني ..
قال جلال الدين الرومي :
لما كان كثير من الأبالسة يظهرون في صورة الإنسان ،
فليس يليق بالمرء المسلم ، أن يمد يده إلى كل يد ..
ذلك لأن الصياد يصطنع الصفير ، لكي يوقع الطائر في حبائله ،
حيث يسمع صوت أبناء جنسه فيهوي من الجو فيجد :
الشبكة .. والسكين !..اهـ
إن هذه الكلمات القليلة ، تختصر لك فحوى رسالة طويلة ،
عليك أن تعيها جيداً ..
وأن تجعل مضمونها منك على بال دائماً ..
حتى لا تجد نفسك قد وقعت في شبكة الصياد !
**





كتبها بو عبدالرحمن