[يمامة الوادي]

عـــــتــــاب الــــــصــــمـــــت....



لا ادري ماذا حل بي .. أريد أن انظر الي نفسي فأراها تتوارى عنى خجلا ..

تريد العتاب ولكنها تعلم الحال .. واهرب منها اليها فليس لى غيرها وليست لها غيري ..

قالوا الا تتكلم ؟؟ الا تعاتب ؟؟

لماذا الصمت ؟

فابتسمت ابتسامة تقطع الأمل فى الكلام .. فالصمت بات خجلا من صمتي فرحل الكلام الي غير رجعة .. وهل ينفع الماء الغريق ..؟؟

وعيني تكتم الدمع وتعصره ..

اردد صدى خفايا صوتا فى صدرٍ مفعم بالجراح .. له معاني في ما بين سطوره تحكي قصة السنين ..

تحكي عناوين صمتي .. تحكي جراح وقتي .. تحكي مقصود كلماتي .. لا يعرفه إلا من عرف أسرار نبضاتي ..

فكم وكم صرخت في جنبات ليلٍ موحش ٍ حتى انتهى العزم وغشاه اليأس فليس هناك منصف ولا بلسم حنين ..

فعلمت ان اختياري الصمت ...

وما أكثر الصامتين مثلي حين يغيب الحق في لـُجة الفهم السقيم ..

ويشخص البصر إلي الأرض ألماً وأسى .. تعد حجارتها وأنت تمشى من شدّة ما تجد حتى تتعب ..

ثم تعاود العد من جديد حتى اختلط كل شيء على العين .. فلم أفرق بين الحصى وبين الشعير .

كيف أعاتب من أحببت أو ألوم .. كيف أنسى الحلم الجميل الذي صورته نفسي ..

وهل هذا من صفاء المحبين ؟

تعديت مرحلة البكاء بالدمع ..

وصار البكاء نزفا داخليا من الدماء ..

فلا يراه أحد .. وبذلك اكتفيت شماتة الحاقدين ...

عرفت الدنيا ما بين إقبال وإدبار .. وذقت العسل .. وشربت اللبن .. ودارت الأيام فنكصت على عقبيها .. حتى لم أرى اختلافا في بعض البشر .. بين الذي أدنى والذي هو خير فكأني بهم أصبحوا سواء ..!!!

استوحشتُ الدنيا .. من ندرة الصديق الصدوق .. وكلما وجدته كان الغياب قدرا بيننا ..

الرفيق الذي إن أكرمته أكرمك .. وإن أوفيت له .. أوفاك حقك وزيادة .. تنفعني صحبته .. وتسعدني رفقته .. يحوِّل لك الألم أملا ً .. والحزن سرور ..

كل رغباتنا فى هذه الدنيا تنحصر في تحصيل نتيجتها السامية الا وهي السعادة .. فوجدتها كما قال أديب مصر ( مصطفى لطفي المنفلوطي ) رحمه الله :

" حسبك من السعادة في الدنيا : ضمير نقي .. ونفس هادئة .. وقلب شريف " .

فسأجتهد على ان يكون قلبي ونفسي وضميري على ذلك مع الجميع .. ومهما كانت الصدمات وسوف أحفظ لأهل الود ودهم حتى لو تباعدت السنين أو حتى يأتي اليقين ..



الي ربي أشكو عتاب صمتي ..

الي ربي ابثُ تمتمات صوتي ..

الي ربي ليرفع عني ظـُلم وقتي ..

الي ربي ليزيل عني لوعتي وغربتي ..


إنه بوح ُ الصمت لعتاب المحبين ..





إن يفترق ماء الوصال فماؤنا عـذب تـحدر مـن غـمامiواحد
أو يـفترق نـسب يـؤلف بـيننا ديــنٌ أقـمناه فـي مـقام الـوالد





كتبه أبو عبد الرحمن الطيب