لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
![]() |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
![]() |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
![]() |
![]() ![]() |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
حُروفٌ على سجيّتها ..
نور الجندلي بداية هي أوراقٌ كتبتها على سجيتي في أرض الحرمين ، أعيد كتابتها هنا لأهديها لكل مشتاق لأن يسافر رحلة العمر .. أسأل الله القبول . -1- على طريق القوافل تتبعاً لخطوات سلمان الفارسي، ذلك الفارس القادم من أصبهان فبلاد الشام ثم الموصل .. متوجهاً إلى أرض الجزيرة العربية ، تحرّقه أشواق اللقاء، ويحركه شغفٌ دفين لاكتشاف الحقيقة لدين يأتي به رجل في أرضٍ ذات نخل بين حرّتين لا يأكل الصدقة ويقبل الهدية وبين كتفيه خاتم النبوة لكي يلقاه ، فيعلن أنه مسلم حقاً، فينطلق ليعلن إسلاماً حقاً، وتكون له يدٌ عليا في انتصار ساحق يوم الخندق فتعلو راية لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وتأملاً للقوافل السائرة من الشام إلى الحجاز عبر طريق من ودٍّ لا ينقطع ولن ينقطع أبداً بإذن الله .. كانت خطواتي إلى هناك .. أطلقُ لبصري عنان التحديق في ظلمة، فيقطع بي المسالك والقفار ، ويخيّل إلي أنني في قافلة مسافرة إلى هناك، لكنني اليوم أبحثُ عن حقيقة قلبي، هل تراه قد وفّى ما جاء به النبي الكريم في الأرض ذات النخل لما أشرقت دعوته، أم أنه يحتاج لأن يتكبد مشقة أكبر في محاولة الفهم ليحوز على طعم الفرح بالوصول .. ليلٌ وقمر .. أرضٌ وسماء .. ترى .. ماذا يتمنى المحبُّ ليوقد فتيل الحب أكثر من ظلمة ونجوم تعلمه كيف يبرق الثمين رغم السواد .. ماذا يحتاج الشاعرُ حين يكتب قصيدته أكثر من أرض باستواء الورقة، وسماء تطالعه ليبحر فيها فيكتب أجمل ؟! ما الذي يملأ محبرة الأديب أكبر من حب ؟! آهٍ ما أغلى الحب الذي يلجمنا فلا نقوى على الحديث عنه .. وما أروع الحب الذي يسلبنا لغة الكلام .. فتسيلُ الدموع بصمتٍ، تشتاقُ للقاء طال انتظاره .. وما أجمل الحب الذي ننتظره طويلاً، فلا يلبثُ ويأتينا بغتة لنفاجأ بكم كبير من الجمال يسكننا . من قال أن قطع المفاوز والقفار مشقة ؟ ومن ذا الذي يتأوه من عناء رحلة فيها الشفاء ؟ لقد تلاشت كل معاني المشقة التي أعرفها، وتلاشى الإحساس بالخوف والتعب والوحدة والغربة . رغم أن المرض قد داهمني منذ أيام ، إلا أنه الآن قد غدا رفيقاً صامتاً فلم يعد يشعرني بوخزات الألم التي كانت تغير علي بين الحين والحين .. رحلة إلى طيبة الطيبة ، ومنها إلى البيت العتيق .. وكأنني أرى جنةً في الدنيا قبل الوصول، وكأنني أعيشُ فردوساً حلمتُ به ، وهاهو الحلم يرافقني طوال الطريق . -2- ولاحت طيبة .. ولاحت أخيراً طيبة الطيبة .. مع تسلل خيوط الفجر إلى الأرض، استيقظت الحسناء من نومها، وطلع الصباحُ على نورها فزادها إشراقاً وجمالاً .. ما أحناها من أرض تستقبلك بحب ينساب في كل ذرات كيانك، تحتويك وتحنو عليك كطفل صغير، وتربّت على كتفيك لتواسي ألم الفراق ولوعة الاشتياق .. سماءٌ زرقاء .. ونخيلٌ في كل مكان .. وترابٌ طاهرٌ تمنيتُ أن تُقطع بي الأوقات سريعاً كي أتلمس طهره .. وكم جيّشت عليه من جيوش سارت لنشر الإسلام ، وكم سارت عليه من أقدام طاهرة متوضئة لعبادة وعمل ودعوة .. وكم ستسيرُ عليه أقدام مؤمنة .. حتى قيام الساعة . وصلنا أخيراً إلى الفندق، لتستقبلنا وجوه أهل المدينة الطيبة البشوشة، ولترافقنا دعواتهم في كل خطوة ، ولتزيد من أشواقنا إلى المسجد النبوي الذي لاحت مآذنه قريبة منا .. وحطت قدماي أخيراً على الأرض ، وقفتُ أستشعرُ دفئاً آسراً لم يغمرني منذُ زمن طويل .. وكان اللقاء .. -3- إلى المسجد النبوي الخطوات إلى الحرم تشعرك أنك تعتلي سلماً يمتدُّ نحو السماء .. أوليست كل خطوة ترفع خطيئة وتضيف حسنة إلى صحيفتك ؟! وقبل أن ينادى إلى الصلاة من تلك المآذن العظيمة تحضّر الجميع وتطهروا وتعطروا، أما النساء فقد عطرتهن دموع حبّ عظيم لمن يستحق الحب وكل القلب .. على الطريق ارتفع الأذان يهزّ في داخلي مشاعر كثيرة .. بكيتُ كما بكى أهل المدينة عندما أذّن بلال هناك بعد طول انقطاع له في أرض الشام .. صوته هيّج الأشواق القديمة ، وذكرهم بتلك الأيام العظيمة التي عاشوها ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم وبينهم .. بكت المدينة يومها من شرقها إلى غربها .. من شمالها إلى جنوبها .. شوقاً وحباً .. وها أنا اليوم يبكيني حنين للماضي، حنين لتلمس معاني الأذان حيّة في عالمنا، حنين لإعلاء كلمة التوحيد، واستشعار أن الله تعالى هو الأكبر من كل كبير، والأعظم من كل عظيم .. حنين لأن أرى الخير ينبتُ من جديد في كل قلب، كما نبتت شجرة من طيب في داخلي وأنا أهتف .. " اللهم افتح لي أبواب رحمتك " .. وصلتُ .. وكانت الصلاة الأولى هناك بطعم رائع لا ينسى .. ولقاء لا تترجمه الحروف مهما كتب الحبر على الصحاف . في المسجد النبوي تلفتُّ حولي .. فشعرتُ بحجم تقصيري لما رأيتُ من صنيع النساء هناك .. كثيراً ما تأخذنا العواطف بعيداً وننسى أن العواطف بداية تقود إلى عمل .. كم أغبطكن يا حفيدات المهاجرين والأنصار .. وقد رأيتكن تخدمن الدين بإخلاص .. فما أن انقضت الصلاة حتى رأيتُ الواحدة منكن تحرصُ على الدعوة إلى مجلس العلم في المسجد وتحدد موعده للحاضرات .. وأخرى تطوف بطعام وشراب تقدمه للصائمات وعابرات السبيل .. عادة أهل الصفة لم تنتهي ولم تزل .. فهي باقية متوارثة منذ ذلك الزمان .. رأيت الفتاة منهن قد جمعت حولها نساء من أجناس وأخلاط شتى ، وأخذت تعلمهن تجويد الفاتحة والإخلاص وقصار السور بصبر واهتمام .. ورأيتُ أخرى قد وقفت ترشد العابرات بمحبة وود لا يوصفان .. ورأيتُ في المسجد تباشير الخير تعلو وتعلو .. فكأنني أرى النصر آتٍ إلى الأمة منطلقاً من مساجدها .. وكأنني أرى الأرواح تسمو وتهفو إلى عطاء .. ورحتُ أسألُ عن موعد دخول النساء إلى الروضة الشريفة .. لعل الله يمنّ علي بعبادة هناك .. -4- من رياض الجنّة وأتيتُ الروضة الشريفة مشتاقة، في فجر جمعة رائعة .. وتأملتُ حشود المسلمات ينتظرن بشوق تلك اللحظة التي تفتح فيها البوابة فيتم العبور .. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " الكلُّ مشتاق، الكل ينتظر .. الكل قد أخذ التعب منه حده ..! نظرتُ إلى الآلاف المؤلفة حولي من النساء.. كان منظراً رائعاً مهيباً .. لقد تجمعن على حسب الأقطار والأمصار ينتظرن الدخول ، وفوداً مشتاقة تتنوع هوياتها، وإسلامها واحد .. ولاحت لي شاخصة بلاد الشام، فانضممتُ إلى الركب أنتظر الوصول .. هاهو وفد بلاد الشام .. نساء فلسطين وسورية والأردن ولبنان وفي جوارهن نساء أرض الكنانة يترقبن، يقضين اللحظات في صلاة أو تلاوة قرآن أو ذكر ونصح حسن . وحانت اللحظة، ووقف الجميع ينتظر، وخيّل لي أنه يوم المحشر ، فارتعدت الأطراف واهتز القلب هلعاً، وسمعتها حولي من نساء كثر .. ربّاه رحمتك .. كأنه يوم المحشر ! وبدأت أسمع توصيات بالحذر، وعدم التدافع والدخول بسكينة ووقار، ورأيت نساء يتناصحن لأن يكن درعاً يصد أي تدافع حرصاً على أخواتهن في الإسلام .. وطال الانتظار ، وتعبت الصحبة معي من نساء كبيرات في السن ، فعدنا أدراجنا ولم ننعم بفرح الوصول . ... عوضنا الله خيراً ظهر السبت فكانت صلاة في الروضة الشريفة، على سجاد عشبي طاهر جميل .. وكان ارتواء لروح اشتاقت وتاقت للوصول، وتعطشت لحسن الوقوف .. ولاح المنبرُ شامخاً عظيماً من خلف الحاجز ، ولاحت لي أمجاد أمة أُنجزت وتحققت من أصداء منبر .. وتألمتُ كما تتألم المنابر اليوم وتشكو أجساداً تحضر وقلوباً تموت ! وقفتُ أتهيأ للرحيل .. وكان الصمت أبلغ من الكلام .. وحان الوداع الصعب .. فالقلب قد تركته هنا، فبأي شيء عساي أعود؟! -5- ولاحت مكة وأحرم الجميع من ميقات أهل الشام .. في الميقات تشعر باقتراب الخطى إلى البيت العتيق.. ولستُ أدري .. هل لملابس الإحرام دورٌ في تحريك الشوق أكثر ، أم أن التهيؤ ومنظر البياض حولك يزكي في داخلك هذا الشعور ! لاوقت هناك للكلام، لاوقت للانشغال بأي شاغل، فالكل منشغل بتهيأة نفسه على أحسن وجه يرضي الله تعالى .. وقتٌ قليلٌ مضى، وصعد الركاب الحافلة، وبدأت العجلات تتحرك، وبدأت الأصوات تتوحد، تتكاتف بنداء عظيم واحد .. لبيك اللهم لبيك .. ورفقة الخير لا تتركك، الكل ينصحُ بحب، ويعلم بأدب، ويآخي بود .. والدعاء لا يفارقك بألوان شتى يزورك، يمنّيك لأن تصل ، فتقبّل أرض الحرم الطاهرة، وتبللها دموع شوقك .. .... وعلى مشارف مكة ، يذوبُ القلبُ بين الشّعاب حباً، وهو يتأمّل مشتاقاً كل جبل وشجر وحجر .. يزيده سكونُ الطبيعة خشوعاً، فكأنّ الروح في سجود متأمل لبارئها العظيم تلهج بحب .. سبحانك ما أعظمك ! وتدمعُ العين كلما ارتفعت نداءات التلبية ، وكلما اقتربت الخطوات إلى البيت العتيق . هنيئاً لكم يا أهل مكة ، وملائكة السماء تتعاقبُ فاردة أجنحتها في رحاب البلد الحرام ، تكاد تستشعرُ وجودها في كل مكان، تنظرُ في السماء فتتسلل السكينة إلى قلبك، ولا تملكُ لحظتها إلا أن تكون مسلماً موحداً لله . .... أخيراً .. تلوحُ مآذنُ البيت العتيق لتضيء القلب كما تضيء المكان، ولتستيقظ أنوار الروح معلنة فرح اللقاء . شيءٌ ما في قلبي أشعرُ به قد فارقني ورحل إلى هناك، فأعد الدقائق لأحصله، وأستعجل الإجراءات الرسمية كي أحلق في أفق رحيب ، وتحين الساعة المحددة لأداء العمرة، وتسبقني الخطوات إلى هناك .. ياللمهابة .. ياللجمال .. ! اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً .. كلُّ العيون دامعة، وكل القلوب خاشعة، البعض يرى البيت العتيق للمرة الأولى في حياته. يكفي أن تنظر في وجهه فتقرأ كل لغات الحب وتفهم سر العبودية الذي أودعه الله تعالى في قلوب الخلق . وتمرُّ اللحظات أجمل ما تكونها لحظات في عمر مسلم، ويمنُّ الله على عبيده الذين أتوا إلى بيته من بلاد بعيدة بعمرة طيّبة يحار الفكر في تجسيد معانيها حيّة على الورق . |
|
|