[عبدالرحمن الحربي]

طفلي الحبيب
أكتب لك هذه الكلمات ..أو هذه الرسالة ..وأنا اعلم انك لا تعي معانيها ..بل بالأحرى أنت لا تقرأ ولا تكتب فما زلت صغيراً يا بني ...عمرك لم يتجاوز سنوات..
أكتب لك مع بزوغ شمس هذا اليوم..
لأقول لك
طفلي الحبيب..
تجبرنا الحياة أحيانا على اتخاذ قرارات لا نود المضي فيها ولكن لابد منها..
لذلك يبدو أن أقدار الله لا تساعدنا أنا ووالدك للاستمرار بحياتنا الزوجية كشركاء..
فلذة كبدي لا تحزن أعلم أن الوضع سيكون صعبا عليك بل وعلينا جميعا..
بني لقد حاولت الاستمرار بكل ما أوتيت من قوة وصبر.... حاولت بشتى الوسائل لكنني لم استطع فاعذرني
بني أريدك أن تعلم شيئا في غاية الأهمية ..
والدك رجل رائع.. أحببته يوما... تعلمت منه الكثير...
هو إنسان طيب.. عانى في حياته كثيراً ...عاش حياة اليتم والفقر... ولكنه كافح وعمل وتعلم.. صنع نفسه باختصار هو رجل عصامي.. بنى حياته بنفسه دون مساعدة من أحد ..
ربما كان لي دور صغير فيما بعد بحياته (وإن كانت هذه العبارة لا ترضيه فهولا يرى لي أي دور()
لذلك يا بني ..أقول لك
كن باراً به ..
كن باراً به ..عامله بطريقة خاصة.. فهو إنسان مزاجي بطبعه.. تجده لحظة لطيفاً.. وبلحظة أخرى بعدها بدقائق عصبياً ..
فكن صبوراً معه فهو يخفي قلباً طيباً تستطيع أن تكتسبه ..
واعلم يا ولدي إنه يحبك حباً جماُ... فأنت شمعة أنارت حياته بعد ظلام... أنت أقرب شخص لها الآن... فهو يعقد عليك الآمال... هو يحاول أن يعوض فيك ما افتقده بحياته ..فكن عند حسن ظنه ولا تخيب أمله ..

أما أنا يا بني فلا تخشى علي شيئا.. سأسير في طرقات هذه الحياة... ستجدني دوما بجانبك.. أحيطك بدعواتي
فلا تنساني يا بني كما نسيني الحظ..
ولا تقسو علي كما قسي علي الزمان..

ملاحظة
لن اشرح لك يا بني أسباب فراقنا فلا داعي لنقض الجروح وأيضا لا أريدك أن ترى أيا منا مخطئ بل أريدك أن تلتمس لكل منا بعذر لكي تحافظ على صورتنا الجميلة التي بداخلك لكل منا فلا يشوهها شئ من مشاكلنا الماضية فقد ولت وانتهت ،،،،

والدتك المحبة