[عائشة نور]

صمت الأزواج‏..‏ ظاهرة كونية‏!‏


بعد فترة الخطوبة الرومانسية بآمالها الوردية‏,‏ وبعد انقضاء الأيام والشهور الأولي من الزواج يدخل الزوجان في مرحلة الحياة الروتينية‏,‏ فهما ينهضان مبكرا ليذهب كل إلي عمله‏,‏ ويعودان للاسترخاء قليلا ثم ينجزان بعض الأعمال المنزلية‏.‏
وكلما انقضت الأيام لجأ الزوج إلي الصمت الرهيب‏,‏ بعكس أيام الزواج الأولي‏,‏ عندما كان يتكلم عن ذكريات الطفولة ومغامرات الشباب‏,‏ وكأن نبع الكلام قد نضب‏,‏ فعندما يرجع من عمله‏,‏ يتجاهل زوجته تجاهلا تاما ويسرع إلي جهاز التليفزيون لمتابعة مباراة في كرة القدم أو السلة‏,‏ وقد يتابع مباراة أخري في الوقت نفسه عن طريق الراديو‏,‏ وبعد انتهاء هذا الهوس الكروي قد يخلد إلي الراحة قليلا‏,‏ ثم ينهمك في قراءة الصحف والمجلات وممارسة هواياته كالألعاب السويدية‏,‏ أو الاستماع إلي الموسيقي إلي غير ذلك‏,‏ وعندما يجلس إلي مائدة الغداء أو العشاء‏,‏ فهو لا يتكلم ولا يجيب علي أي سؤال‏,‏ وإنما يتظاهر بأنه لايسمع شيئا‏,‏ وكأنه يطبق المثل الصيني المعروف لا أسمع‏,‏ لا أري‏,‏ لا أتكلم‏,‏ والزوج بإحجامه عن الكلام قد يفقد الكثير من عطف زوجته وحبها‏,‏ وتكون العاقبة وخيمة إذا علمت الزوجة خصوصيات زوجها من أحد معارفهما‏..‏ يقول خبير العلوم الاجتماعية الأمريكي سام بلوم في دراسة قام بها حول هذه الحالة التي تنتاب معظم الأزواج‏,‏ إن ظاهرة الزوج الصامت من أكثر المشكلات المعاصرة التي تواجه الحياة الزوجية وأكثرها انتشارا‏,‏ بل ان هذه الظاهرة تتسبب في أكثر من‏50%‏ من الخلافات الزوجية‏.‏

ويتندر البعض علي الصمت الزوجي بأن المرأ إذا دخل مطعما أو ناديا يستطيع التمييز بسهولة بين المتزوجين وغير المتزوجين‏,‏ فالمتزوجون يتميزون دائما بعدم الكلام والتأمل‏,‏ أما غير المتزوجين‏,‏ فهم لا يكفون عن الكلام‏..‏
ويدافع الأزواج عن أنفسهم قائلين إن خير الكلام ما قل ودل‏,‏ والتعاطف الوجداني فيما بينهم وبين زوجاتهم‏,‏ ليس بالكلام وحده‏,‏ وإنما يمكن التعبير عنه بعبارة موجزة‏,‏ أو بمجرد نظرة وليس بالثرثرة النسائية‏..‏ والأجدر بالزوجة أن تدفع زوجها للنجاح وتشجعه بدلا من الحكايات التي لا نفع منها‏..‏ ويستشهد الزوج بالأساطير التي تقول إن سقراط لم يتحول إلي فيلسوف إلا بعد هروبه من زوجته التي كانت دائمة الثرثرة والشجار‏!!.‏

منقول عن جريدة الاهرام