[أبو البراء الحربي]

الكرتون المخروق :

كرتون يحمل الأمتعة وكرتون يحفظ الكتب أقصد الكرتون المصنوع من ورق ..
لكنني أود أن أسألك سؤالاً :
هل رأيت كرتوناً مصنوعاً من عظمٍ ولحم !! بل ويتكلم أيضاً !!
نعم إنهم طلابنا ...
وهذه مخرجاتنا فمناهجنا مليئة ودسمة ، فأصبح المعلم
كل تفكيره في إنهاء المنهج حتى لا يُحاسب من إدارته ،
أصبحنا نهتم بالقشور ونترك اللب ! اهتممنا بمظهر الكتاب
ولم نهتم بمادة الكتاب !
أهكذا يكون التعليم؟!
ليس هناك أي وقت للتطبيق بل وليست المباني
مهيأة لهذا الأمر ، ولقد وجدتُ الكثير من المعلمين
يشتكي من هذا الأمر بل ويحزُّ في نفسه
أن يمر على الدرس مرور الكرام بل مروراً بلا سلام ..
وسأذكر موقفاً حصل معي شخصياً ... ابنتي تدرس
في الصف الثاني الإبتدائي ولاحظنا في البيت أن
معلمة الرياضيات تُعطي الطالبات أكثر من درس
في اليوم وعندما نسأل ابنتي عن مسألة معينة في الدرس
نفاجأ بأنها للتو تراها -علماً بأن ابنتي من المتميزات في الصف - ذهبت زوجتي للمدرسة فأرادت أن تُحدث المعلمة بهذه المشكلة
فوجدت عندها والدة إحدى الطالبات تشتكي من نفس المشكلة !! فماذا كان رد المعلمة ؟ قالت : وماذا أفعل المنهج طويل وأنا مضغوطة !
فعلمتُ أن المسألة ليست تثقيف بل هي تعبئة كراتين !
إذاً لابد أن تتظافر جهود المعلمين والمعلمات
مع وزارتهم لتغيير هذه الثقافة التي أصبحت
سائدة في وزاراتنا والإهتمام أكثر بتهيئة الجو المناسب
للتلاميذ لإبراز مهاراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم واستفادتهم مما تعلموه .
وفي الختام أريد أن أرسل رسالة
لوزير التربية والتعليم :
إذا أردتَ إقرار قرار يخص الطلاب والمعلمين فاستشرهم هم .. ولا تكتفي بنتائج سابقيك أو من هم ليسوا على دراية كاملة بواقع التعليم ،
فبذلك ستجد خيراً مما تتوقع بإذن الله تعالى ،
وقد طالب الدكتور فؤاد البعداني في إحدى الندوات المحاضر
فقال:"نريد طالباً مثقفاً ولا نُريد طالباً كرتوناً"،
وأقول للدكتور للأسف وَجَد المعلمون في نهاية العام الكُرتون مخروقاً .

كتبه / عبداللطيف الحربي

تويتر @Abdulltef2012