[البساط]

أراد الله تعالى بعد مضي حولين من الزمن على فراق الغالية ( أم البنين ) وتحت إصرار الجميع ، فاستخرت الله بعد أن عبرت إحدى الأخوات رؤيا لي على صفحة هذا المنتدى المبارك ،
شرعت في البحث عمن تكمل المسيرة مع رجل لم يبق للحياة في نظره تلك الأهمية الأولى وبعد أن استوطن الحزن قلبه المكلوم ،فكانت اللحظة الحتمية وكان القرار الصعب ، من رجل اتهمه البعض بالجنون ، والبعض بالاعتراض على المشيئة والقدر، والبعض بالغ عند اتهامه لنا بمخالفة الدين .
وعندما أقدمت على الأمر عدت وعادت إلى نفسي الهموم والشعور بالخيانة ، فتقاذفتني الرؤى المفزعة بمرارة العتاب وأنواع الصدود ، فكانت أولى قصائدي كلمات اعتذار للغالية ودعوة للرفق بحالي ومباركة العرس كونها المدعوة الأولى :

أم البنين إليك القول في خجلٍ = يكسوه ثوبٌ من الأعذار يفضحني

أم البنين وقد طال اللقاء بكم = مـن بـعـد حـولين والأقـدار ترهـقني

إن زاورتني خيوط الصبح أذكركم = أو عـاودتـني هـمـوم الـلـيل تـقـتـلني

أنوح ليلي وأشكو الصبح من سـهـرٍ = أكـفـكـف الـدمع يا ربـاه ترحمني

أم الـبـنـين ألا أرجـــوك مــعــــذرةً = كفي الملام فإن الــذل يـلـحـقـنــي

لـو تـعـلمين بما حــالي عليه لـمــا = أفرطت في اللوم في صـحوي وفي وسني

أم البنين أما تدرين كيف غدا = من بعدك الـكـل يـقـلـيـني ويهجرني

حتى غدوت وحيد الدهر ذا خرفٍ = يشـكـك الـقـوم فـي قـولي ويقذفـني

بـأن عـقـلـي لا تـُرجـى سـلامته = وأن مـسـّاً مـن الـشـيـطــان يـلـبســني

وجاوز البعض في قول أكون به = من ذمة الدين في حلٍ يـكـفـرنــي

وحـمـلـوني سبـاب الدهر ما فطنوا = ذكرى الحبيب عن الأوطـار تـشـغـلني

ياخير من غاب إني لست ذا نكثٍ = بالعهد إذطـال بيد الـكـل أرشــدنـي

أن اللقاء بكم في حكم معجزةٍ = وما طـواكـم سـيـطـويـنـي ويـخـلقني

فاغنم زمانك إن العمر منتقصٌ = ولـوعـة الـبـعـد تـزري بـي فـتـسـلـمني

كم قد قسـوت على نفسي وبهجتها = كم قد توشحت ثوب الرهب في الحزنِ

كم قد دعيت إلى حسناء في نسبٍ = أعـرضـت عنها وكان العهـد يـزجرني

حتى أتى منك طيف لست طالبه = لـو كـان إلاك يـدعــونــي لـســاورني

أني امرؤ يركب الأعذار جاش به = حـب الـعـذارى وهـل قــلـبي سـيحـملني؟

أم البنين فـداك الـروح لـسـت أنــا = مـن يـقـطـع الوصل بل ذكراك تطربني

يا مـن مـلأت فـؤادي بـالأسى حزناً = وقـصـرها فـي شـغـاف القـلب يملكني

فلتكرميني بأطياف الوصال فــمــا = حـالـي يغـيب عـن الأصحاب والخدنَ

ولتحضري مـأتـم الأفـراح فـي صفرٍ = تـسـوقـنـي نـحــوه الأقــدار تـجــبرنـي

ولـتـأذني لـي بـأن أخـتـار خـاتـمتي = فـي مـذبـح الـعـرس أكفـاني تـدثـرني