[ام ادريس]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فهم الآيات ودلالاتها .. ثم تطبيقها .. هي النعمة الكبرى ..عند تدبر القرآن ..

والتدبر من أسمى درجات قراءة القرآن المتعبدين بها


والتي تدل على المنهج

والهدف الأسمى هو التفعيل والتطبيق لتلك المفاهيم والأحكام

سأنقل لكم بعضا من ما استخلصته من تفسير الشيخ محمد راتب النابلسي - حفظه الله - لآيات القرآن

فأسلوبه الجاذب
وربطه الهادف

يأسرني ويأخذني في غور الآيات وبحور الكلمات ..

أسأل الله أن يجعلنا

هادين مهتدين
نافعين منتفعين بعلمه
اللهم آمين

وأبدأ بالإستعاذة وإن كانت ليست آية من القرآن ولكن لأهمية معرفة معناها

أعوذ

العوذ هو الالتجاء لقوي كي تتقي به الشر

اللوذ هو الاحتماءُ بقويٍّ من أجل أن يجلب لك الخير

فربنا سبحانه وتعالى يأمرنا أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم

الله اسم الله الأعظم الجامع للأسماء الحسنى كلها ، وهو عَلَمٌ على الذات ، يجمع كل أسمائه ،

أعوذ بالله يعني:

أعوذ بالله الرحيم

أعوذ بالله الحكيم

أعوذ بالله اللطيف

أعوذ بالله القوي

إذا قلت : الله

فإن الأسماء الحسنى كلها جمعت في كلمة الله

لكن لو قال قائل : أعوذ بالرحيم ، والأمر محتاج إلى قوة ، فهذه الاستعاذة لا تصح

أما أعوذ بالله إن كنت تخاف شيئاً قوياً فَعُذْ بالله فهو القوي .. وإن كنت بحاجة إلى رحمة فعذ بالله فهو الرحيم .. وإن كنت بحاجة إلى إمداد فعذ بالله فهو رب العالمين .. وإن كنت بحاجة إلى لطف فعذ بالله فهو اللطيف الخبير .. وإن كنت بحاجة إلى علم فعذ بالله فهو العليم الخبير ..

فكلمة أعوذ بالله يعني أنا ألتجئ إلى الذات الكاملة التي جمعت الأسماء الحسنى كلها

لِمَ سُمِّي الشيطان شيطاناً ؟
لأنه شَطَنَ .. بمعنى ابتعد وخرج عن طريق الحق ..

والله سبحانه وتعالى حينما خلقنا رسم لنا منهجاً

قال تعالى: (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)

ما دمت على المنهج الإلهي فلا تخف ولا تحزن

قال تعالى : (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)

إذا اتبعت رضوان الله سبحانه وتعالى يهديك بمنهجه إلى سبلِ السلام

سلام في بيتك
سلام في صحتك
سلام في أولادك
سلام في تجارتك
سلام في عملك
سلام في ماضيك
سلام في حاضرك
سلام في مستقبلك
سلام في خريف عمرك

من منا لا يحب :

أن يعيش حياةً سعيدة فيها سلام
وفيها رضا
فيها طمأنينة
وفيها ثقة بالله ؟

من منا لا يحب:
أن ينجو من الخوف
وأن ينجو من القلق
أن ينجو من القهر
وأن ينجو من الألم

إذاً الشيطان ذلك المخلوق الذي خرج عن المنهج الإلهي .. وكل مخلوق خرج عن المنهج الإلهي فهو شيطان ..هناك شياطين الإنس .. وهناك شياطين الجن

(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)

(اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى)

البغي خروج عن طريق الحق
الطغيان خروج عن طريق الحق
الشطن خروج عن طريق الحق
والفسق خروج عن طريق الحق

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا)

يُحمد الله مرتين
مرةً على خلق السماوات والأرض
ومرة على هذا المنهج القويم الذي أنزله على أنبيائه

إذا :
لله في الأرض منهجاً
ولله في الأرض قرآناً
وشرَعَ لنا شرعاً
فما دمت ضمن الشرع فأنت في سلام
في حياتك الدنيا
ويوم تقوم الساعة
ويوم تقوم القيامة
وأنت في جنات عدن خالداً فيها إلى أبد الآبدين .. مادمت وفق هذا المنهج

فإذا خرجت عنه تدفع الثمن
ما دمت في طاعة الله فأنت في ظل الله وذمته
فإذا خرجت عن طاعته خرجت من حيّز ظله
تحمَّل المتاعب حينئذٍ

قل أعوذ بالله من الشيطان
هذا المخلوق الذي طغى
والذي غوى
والذي بغى
والذي شطن بمعنى ابتعد
وبعضهم قال : الشيطان من شاط ، بمعنى احترق
احترق بنار البُعد ، شقي بالبعد
(( منقـــــــــــــول للفائـــــــــــــــــــــده ))