[طارق الحسين الحميدي]

بيوتٌ بدون أبواب ( الفراغ العاطفي )
كتب هذا المقال بعام 1429هـ نشر بصحيفة " فيفا أون لاين " صحيفة جازن الإلكترونية " صحيفة الشقيق الإلكترونية "
بقلم : الكاتب ـ طارق الحسين الحميدي
لا تضحك أن قلت لك بأنني لم أتزوج بعد وسأتكلم عن الأزواج والفراغ العاطفي .
لكنني سأتكلم كفردٍ من أسرة .
سأتكلم عن بيوتٍ بدون أبواب يبتسم فيها الإبن فلا ينظر لإبتسامتة سوا المرآة ولا يحضن دموعة سوا غطاء نومة ..
سمعت يوما من الأيام عن فنون (المعاشرة)فسألت من كان يحاور فيها هل تعلم فنون الحب ؟ فأجاب لا !!
فقلت له الزواج ليس (معاشرة) وإنما هو علاقة والعلاقة هي روابط لا تكاد تدركها عندما تظن بأن الرجل لذكورته لا لرجولته
وسمعت يوما حواراً عن الحب فسألت طارح الحوار هل تطبق ما تقوله مع زوجتك؟
فأجاب لا !!
فقلت له ما ينفع الحب إن كان في الورق أكتب على قلب المرأه فهو خير كتاب لا تمحى حروفه حتى بعد الموت .. ولا تعطي حبك لإمرأة غير زوجتك لأن ذلك يغضب ربك وإن أغضبت ربك لن تفلح أبدا
ومرةً سمعت كبار سنٍ يتقاصون عن طيش حبهم في الشباب فسألتهم وانتم بعد هذا العمر هل لازلتم تبادلونهن الحب ؟
فأجابوا بعد هذا العمر صعبٌ جدا . وقالوا: الحب للصغار
فقلت لهم الحب لا عمر له ولا يموت بالكبر .. بل يتجدد ويبدوا اجمل
...........
المرأة تلك الوردة التي تذبل بالهدايا .. تعيش وتحيا بكلمة حب
من طبيعة الرجل انه يحب من المرأة الفعل .. والمرأة تحب من الرجل الكلمة
فمن السهل أن تضيع لحظة غضبٍ من رجل بحضن دافئٍ من زوجتة .. كما من السهل جداً أن تخمد نار غضب المرأة بكلمة حبٍ صادقة أو بوردةٍ ندية
.................
كم من بيوتٍ قفلت أبوابها .. فكن هنّ السجينات .. نعم لها الحق بالخروج لصديقتها أو أهلها .. ولكنها مع ذلك سجينة الحيطان .. حيطان سجنها عواطف زوجٍ مهملٍ لزوجته .. غير مبالٍ بقضبان جفائه
ما ذنب تلك الورده أن تذبل في جفاف حر صيف قلب زوجها . وهي قد غرست في مزرعة حياته التي ملأها بالدنيا
عزيزي .. حامل المزهرية
اقصد الزوج المحترم يامن قطفت تلك الوردة لكي تنقلها لمزهريتك ..
راعي حملها وأحملها بلطف .. لا تدعها في حر الشمس ولا برد الحياة .. لا تقفل عليها أبواب جفائك .. دعها لتحضنها نسمات الحب .. وتداعبها فراشات الأمل
عزيزي الزوج
متى طرقت باب بيتك حاملاً بين يديك ورده . ؟
متى دخلت مسرعا لبيت وعانقتها ببسمة ؟
متى قبلت شفتاها ونشرت في مسمعها كلمة حب ؟
متى اتيتها شاعرياً تحمل لها الكثير من كلمات الحب ؟
............... (بعيداً جداً ) .....................
إذا لم تنتظر من تلك الوردة شذاً وعطرا .. وأنت لم تسقها بعذب ماء كلمات الشوق والوفاء ؟
لم نتنظر منها ان تقدم .. وأنت لم تعطي ؟
.................. ( بعد كل ذلك) ....................
لا يهم على أي طريقة كان روتين زواجك .. عادة قبلية .. أو حبٍ كاذب .. أو بنت عم .. أو صديقة .. أو بأختيار البيت
ما يهمني جداً ...........جدا...........
هو ما انت عليه بعد دخولها لعالمك .. ؟
هل انت أرضيت بها ربك أم انك أغضبت كل من حولك ؟
أعلم انني اكثرت عليك الأسئلة
............... ( ولكن ) .............
ما يعني لك الزواج هل هو مضجعٌ للجماع فقط ؟
إن كان كذلك فأنت ذكرٌ ولست برجل .. لأن الذكورة صفة حيوانية تجدها حتى بالبهائم .. والرجولة هي صفاتٌ أخرى تحسن أخطاء تلك الصفة .
هل الزواج بنظرك عادةً إجتماعية ؟
إذا ما ذنب تلك الفتاة . التي خرجت من عالم اللطف .. إلى عالمك
(( لا تسجنوها .. فإنها حره ))
بيوتٌ بدون أبواب ..هذا هو حال الكثير جدا من بيوت مجتمعنا .. زواجٌ متهالك .. وشتاتٌ واضح .. الزوج ألهت الدنيا فهو إما تاجر أو موظف .. ولكن مقصرٌ جدا مع بيتهم .. غيابٌ مستمر .. بدون مبررات
جفاءٌ معتم كظلمة الليل الموحش .. فتاةٌ في بيت زوجها ..و حيدة تحيط بها الخشية ولكن لا فائدة
من اجل بيتٍ يبنى على عمدان الحب .. كن عزيزي الزوج واعياً لما تؤسس به بيتك
وأختر دائماً أن تكون الألطف لأن بلطفك تعلم غيرك اللطف
هن لسن من متلكاتنا .. أقصد النساء .. لذا فل نحافظ عليهن .. لأنهن الجزء الآخر .. ولكي يكتمل العمران بجزئية لا بد أن نرعى ما يربط بين أساساته
لكي لا تكون النهاية .. إنهيار )
وجيلٌ يعاني حطاماً خلفه والده
كتبتها لكي نناقش أمراً فتك بكثيرٍ جدا من بيوتنا في منطقتنا الحبيبة .. وتزايد بسببة نسب الطلاق .. الفراغ العاطفي
""""""""""""""""""""""
كتبتها قبل أن اتزوج " فأكتشفت أن فيها خلل "
وانني أخطأت عندما تجاهلت الكثير من العيوب
ملخصها الصحيح "" الزواج مؤسسة أجتماعية ثقافة تأسيسها تعلم من الطفولة . تقوم على وعي المجتمع . والفاصل فيها عصىً تضرب أو تكسر ""
تخيل أن تحمل وردةً لزوجتك فتجدها بعد لحظة في حاولية القمامة !!
حينها ستكون أعطيتها " اللطف " فجازتك بأشواكها " جرح "
تخيل " أن تهديها هديه " وفجأة تجدها بيد غيرها ..
تخيل فقط للحظة
إن لم تكن بخيلا بعواطفك " ولكن تقدمها لجبلٍ صلد لا تحفر فيه بئراً به ماء "
عزيزي حامل المزهرية
ضعها " على مكتب منزلك لتجمله . فربما تكون مسمومةً أو شوكها جارح "
تذكر دائماً أن الأيام ليست كلها سعيدة "
تذكر أن جزاء الإحسان . ليس شرطا أن يكون بالإحسان
تذكر دمار " الأسرة " عاداتٌ قبلية وربما جهل وطمع وربما ثقافية خارجية .
مقالة كتبتها وانا لا أعلم ولم أذق طعمها " فأحببت ان انقضها حتى لا يظن احد أن المرأ يكتب ما يشعر به