[هوازن]

بســم الله الرحمن الرحيــم

بين أحضان نعِم الله تعالى علينا ..

نرى في الحياة الفسيحة .. بين سهولها وجبالها ..

وعلى شواطئ أنهارها وبحارها ..

يأسر ألبابنا ما لم ترسمه ريشة فنان .. بل أبدعتها يد البديع المنان ..

وما جعل ذلك في العين يزدان ..

وحّرك بجماله أعماق الوجدان ..

تناغم وتداخل أروع الألوان ..لتكوّن أعظم لوحة فنيّة عرفها الإنسان..

منذ قديم الزمان ..

والتي تحمل ( حدائق ذات بهجة ) لها عنوان ..

تلك اللوحة الجميلة التي حُفر عليها " صنع بديع السموات والأرض "

لندخل في حنايا تلك اللوحة ..

لننتعش بألوانها الزاهية ..

فأرضها مكسوّة بالهضاب والجبال .. امتدت عليها أمتار الحرير الأخضر ..

تُحرّكه نسمات حانية .. إنه لون يحمل النضارة .. الحياة .. الأمــل ..

كيف لا ؟!! ..

وهو لون اختاره المولى عند وصف مافي الجِـنان ..!!

على بساط الحرير الاخضر .. نُثرتْ قصاصات ملوّنة بألوانٍ بهيّة .. تختلط معها روائع عطر شذيّة ..

منها زهور حمراء .. وهناك ورد أصفر .. وذاك فــلٌّ متفتح بخيلاء ..

وأنت أيها الإنسان .. في مشهدٍ صغير ولوحة عظيمة .. تقف وتتأمّل !!

لكن .. ماذا عليك أن تفعل ؟!

ألمْ تعلم أن هذا شيء من أشياء مسخّرة من أجلك .. فالله تعالى أسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة ..

وما عليك إلا .. شكره وذكره وحسن عبادته .. والإفادة من هذه النعمة بعمار ما استخلفت عليه ..

إن الألــوان التي تُعطي للنفس ابتهاجا وتجديدا ..

ما هي إلا شاهد من شواهد وحدانية الله تعالى وبديع صنعه

رُسمت أولى خطوطها في قوله تعالى:

]أمّنْ خلقَ السمواتِ والأرضَ وأنزلَ لكم منَ السَّماءِ مآءً فَأنبتنَا بهِ حَدآئِقَ ذاتَ بَهجةٍ مَاكانَ لكمْ أنْ تُنبتوا شَجَرها أءِلهٌ مع الله بلْ هم قومٌ يعدلونَ[ 60 النمل.

فسبحــان الله على ما أبدع وصـــوّر

وزين الكون بأروع .. ألــوان .

دمتم في رعاية الله.