الموقع الالكتروني التسجيل التعليمـــات قائمة الأعضاء البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
انشاء حساب جديد
أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,
منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,
عدد الضغطات : 0
الدكتور فهد بن سعود العصيمي
الدكتور فهد بن سعود العصيمي
عدد الضغطات : 3,815
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة
عدد الضغطات : 1,152
عدد الضغطات : 0عدد الضغطات : 0
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه
عدد الضغطات : 0


  منتديات موقع بشارة خير > ●๑● مكتب الإدارة ●๑● > ▪ أرشيف بشارة خير▪ > المنتدى الإسلامي
الصبر


إظهار / إخفاء الإعلانات 
عدد الضغطات : 1,100 عدد الضغطات : 3,157 عدد الضغطات : 2,295
عدد الضغطات : 1,986 عدد الضغطات : 1,729 عدد الضغطات : 985
أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,
منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,
اضافة رد
صفحة 1 من 2 1 2 >

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2009-07-20, 4:45 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي الصبر
بسم الله الرحمن الرحيم

الصبر
د. مهران ماهر عثمان
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإن الله أوجب علينا في كتابه أن يوصي بعضنا بعضاً بالحق والصبر، ومن ذلك أن يُذكَّر الناس بأمر الله به، وثماره، ومسائله.. فما هو الصبر؟

معنى الصبر وأقسامه:
الصبر في اللغة: الحبس.
وفي القرآن صبر جميل، قال ابن تيمية رحمه الله: "الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه"
وقال مجاهد رحمه الله:" هو الذي لا جزع معه" [تفسير ابن كثير 2/489].

والصبر على ثلاثة أقسام:
صبر على الطاعات.
صبر عن المحرمات.
صبر على الابتلاءات.
وبهذا يمكن أن يقال في تعريف الصبر في الاصطلاح: الثبات على أحكام الكتاب والسنة، وحبس النفس عن الجزع والسخط.
إنّ العمل بالطاعة يحتاج إلى صبر، وترك المخالفات والمنكرات يحتاج إلى صبر، وهل أدل على ذلك من حديث جبريل؟ وماذا في حديث جبريل؟ أخبرنا به نبي الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله تعالى لما خلق الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها .فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها. ثم حفها بالمكاره ثم قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها. فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد. فلما خلق الله النار قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها. فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها. فحفها بالشهوات ثم قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها. فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها» [رواه أبو داود].

أهمية الصبر:
أربعة أمور تدل على أهمية الصبر:
الأول: أن الله ذكره في أكثر من تسعين موضعاً في القرآن.
الثاني: أن الله قرنه بالصلاة.
الثالث: أن مقامات الدين كلها مرتبطة به.
فالدين فعل طاعة وترك معصية، وقوام ذلك على الصبر.. ألا ترى أن العفة هي الصبر عن الفواحش وعن سؤال الناس، والزهد الصبر عن فضول العيش، وحسن الخلق الصبر على أذى الناس، والقناعة الصبر والرضا بما قسم الله، والحلم الصبر عن الغضب؟
الرابع: أن الله تعالى لما أقسم بالعصر على خسران الإنسان استثنى فقال: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. أي: أوصى بعضهم بعضاً بذلك.

الأمر بالصبر:
أمر به الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق}، وقال: {فاصبر على ما يقولون}.
وأمر به لقمان ابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}
وأمر به الله عباده:
قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ}.
وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
وفي آخر آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

ثمرات الصبر:
للصبر ثمرات عديدة، منها:
تحقيق الإيمان:
فالإيمان قول وعمل واعتقاد، والصبر من الإيمان، وقد دل على ذلك القرآن..
فكل ما أمر الله به بعد ندائه بـ {يا أيها الذين آمنو} دليل على دخوله في مسمى الإيمان.
ودلت على ذلك سنة خير الأنام..
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «الإيمان: الصبر والسماحة» [أحمد].
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : "الصبر نصف الإيمان" [رواه الطبراني في الكبير]

تحقيق الإخبات:
والإخبات الخضوع.
قال تعالى: { وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ* الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}[الحج: 34-35].

تحقيق الصدق والتقوى:
قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة 177].
والبأساء: حال الفقر، والضراء: حال المرض.

تحقيق الهداية:
قال تعالى: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه (11)} [التغابن].
قال ابن مسعود رضي الله عنه : "هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم" [رواه البيهقي في الشعب والسنن].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «الصبر ضياء» [رواه مسلم]. أي: لا يزال صاحبه مستضيئاً به ومهتدياً مستمراً على الصواب.
ومما قاله علي رضي الله عنه في الصبر: "الصبر مطية لا تكبو".
وقال عمر رضي الله عنه :" وجدنا خير عيشنا بالصبر".
وذلك لأن به هداية القلب وراحة البال.

التمكين:
قال تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُو} [الأعراف 137].
وقال: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة 24].

نيل الرحمة:
قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155- 157].
والصلوات المغفرة كما قال الطبري رحمه الله.

تكفير السيئات:
قال تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء 123].
وقد سأل أبو بكر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك: كل سوء عملنا جزينا به؟، وأينا لم يعمل سوء؟ فقال صلى الله عليه وسلم : «يا أبا بكر ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأواء؟ فذلك ما تجزون به» [أحمد].
وفي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ، وَلَا حُزْنٍ، وَلَا أَذًى، وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».
والنصب: التعب. والوصب: الوجع.
وعند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ أَوْ الْمُؤْمِنَةِ فِي جَسَدِهِ وَفِي مَالِهِ وَفِي وَلَدِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ».
وله في صحيح البخاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ»

الأجر الجزيل:
قال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر 10].
قال قتادة رحمه الله:"لا والله، ما هُناكم مكيال ولا ميزان" [تفسير الطبري 21/ 270].
وفي سنن الترمذي عن عَنْ جَابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ».
وقد جمع الله بين المغفرة والأجر الجزيل للصابرين في آية فقال: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)} [هود].

معية الله
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153، والأنفال: 46].
وقال: {والله مع الصابرين} [البقرة: 249، والأنفال: 66]

محبة الله:
قال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]

الجنة:
قال تعالى: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)} [آل عمران].
وفي الصحيحين أن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعطاء رحمه الله: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قال: بَلَى. قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي. قَالَ: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ»؟ فَقَالَتْ: أَصْبِرُ. فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا.
فمن صبر فله الجنة لقوله: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ».
والصبر يرفع العبد درجات عالية في الجنة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها» [رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه].
ولهذه الثمار كلها قال نبينا صلى الله عليه وسلم -في الصحيحين- : «ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر».
فما أوسع العيش به وبالأمل، وما أضيقه بدونهما!


Facebook Twitter
  • اقتباس
يمامة الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها يمامة الوادي
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2009-07-20, 4:46 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي
مجالات الصبر
من ذلك:
الصبر على عبادة الله.
فالعبادة –كما مر معنا- لا يوفق العبد إليها إلا بالصبر، قال تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّ} [مريم 65].
فالصلاة تحتاج إلى الصبر، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَ} [طه 132].
والحج يحتاج إلى صبر، ولذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم جهادا.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله مما يحتاج إلى صبر، قال تعالى-حاكياً عن لقمان-: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان 17].
وقال في المدثر: {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (4)وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}.
وفي المزمل: {يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا (10)}.
وطلب العلم كذلك، قال تعالى-عن موسى وفتاه في سورة الكهف-: { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لم تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)}.
العفة هي الصبر عن الشهوة المحرمة، قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25)} [النساء]. والمعنى: والصبر عن نكاح الإماء مع العفة أولى وأفضل.
والصوم يحتاج إلى الصبر، ولقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم رمضان شهر الصوم.
ومنها: الصبر عن المعصية.
وإذا ذكر هذا النوع من الصبر ذكر الكريم يوسف عليه السلام، الذي راودته المرأة الجميلة، وهددته وتوعدته، وبدأته وأفصحت عن رغبتها، وكان شابا غريبا قويا، وانغلقت الأبواب فأمنا من دخول أحد عليهما، مع ذلك كله كان رده على طلبها: {معاذ الله}.

ومن المجالات: الصبر على الابتلاء
قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)} [العنكبوت].
وهنا يندرج من الأفراد ما يحصيه إلا رب العباد..

فمنه: الصبر على فقد الأحبة:
قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة].
وعند النسائي حديث نبينا صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر واحتسب بثواب دون الجنة».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها فقالت: يا نبيّ الله، ادع الله له فلقد دفنت ثلاثة. فقال: «دفنت ثلاثة»؟ قالت: نعم قال: «لقد احتظرت بحظار شديد من النار» [رواه مسلم].
احتظرت بحظار شديد: أي احتمت بحمى عظيم من النار.
وفي سنن الترمذى، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ».
وفي سنن النسائي عن مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه ، قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ، يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَهَلَكَ، فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِهِ، فَحَزِنَ عَلَيْهِ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَالِي لَا أَرَى فُلَانًا»؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ بُنَيُّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ. فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ، فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «يَا فُلَانُ أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؛ أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ، أَوْ لَا تَأْتِي غَدًا إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ»؟ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ. قَالَ: «فَذَاكَ لَكَ». فقال رجلك يا رسول الله أله خاصة أم لكلنا؟ قال: «بل لكلكم».

ومن مجالاته: الصبر على المرض
قال صلى الله عليه وسلم : «لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة، ولا مسلم ولا مسلمة، إلا حط الله عنه من خطاياه» [أحمد].
وقال: «المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر» [رواه ابن أبي الدنيا].
وفي صحيح مسلم قال جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ فَقَالَ: «مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ»؟ -ترعدين- قَالَتْ: الْحُمَّى، لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا. فَقَالَ: «لَا تَسُبِّي الْحُمَّى، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ».
وفي صحيح البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ». يُرِيدُ عَيْنَيْهِ.

ومن المجالات: الصبر على قلة ذات اليد وشظف العيش
قال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} [البقرة]
البأساء: الفقر، والضراء: المرض، حين البأس: عند مجابهة العدو.
ومنها: الصبر على ظلم ولاة الأمر
ففي الصحيحين أنّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».
ومنها: الصبر على جهاد الأعداء
قال تعالى في آخر آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وقال: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)} [آل عمران].
وقد سأل رجل نبي الله صلى الله عليه وسلم : أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ قُلْتَ»؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَتُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، إِلَّا الدَّيْنَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لِي ذَلِكَ» [صحيح مسلم].


Facebook Twitter
  • اقتباس
يمامة الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها يمامة الوادي
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2009-07-20, 4:47 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي
ومن مجالاته: الصبر على تربية البنات
ففي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ».

ومنها: صبر الزوجة على زوجها، وصبره عليها
فقد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» [مسلم].
وتصبر الزوجة على زوجها لتستقيم الحياة، ولئلا يقع ما يحبه الشيطان منا.

منها: الصبر على التكسب لإعالة الأسرة
ورد في معجم الطبراني، عَنْ كَعْبِ بن عُجْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ جِلْدِهِ وَنَشَاطِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ».

كيف السبيل إلى الصبر؟
بأمور:
أما الصبر على الطاعة فباستحضار ثوابها وفضلها..
وأما الصبر على المحرمات فباستحضار عقوبة المعاصي ومخالفة أمر الله تعالى ..
وأما الصبر على البلاء فيتحقق بأمور، منها:
1/ التأمل في سير الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين
قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف 35].
وقال: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)} [الأنعام]، وقال: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12)} [إبراهيم].
وقال: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)} [الأنعام].
وقال: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85)} [الأنبياء].
وفي شأن إسماعيل عليه السلام -أيضاً- في قصة الفداء: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)} [الصافات].

وقال عن أيوب عليه السلام: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)} [ص].
لقد مرض عليه السلام سنوات طويلة، جفاه الناس فيها، وافتقر بعدما كان ذا مال وفير، ولم يبق جزء سالم في بدنه سوى لسانه وقلبه، عملت زوجته خادمةً في البيوت لتطعمه، ولما صدَّها الناس خوفاً من أن تنقل إليهم مرض زوجها باعت شعر رأسها، فلما رأى أيوب عليه اللام رأسها تضرع لله فكانت العافية بعد الضراء، والفرج بعد البلاء.
وقال عن يعقوب عليه السلام: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)} [يوسف].
وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال: لَمَّا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قِسْمَةَ حُنَيْنٍ قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: مَا أَرَادَ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ؟ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى مُوسَى، لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ».
وفي مسند الإمام أحمد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ».
ويقتدى بالأولياء الصالحين، قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)} [آل عمران].
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك، عليه قطيفة، فوضع يده فوق القطيفة فقال: ما أشد حماك يا رسول الله! قال: «إنا كذلك، يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر»، قال: يا رسول الله من أشد الناس بلاء؟ قال: «الأنبياء». قال: ثم من؟ قال: «العلماء». قال: ثم من؟ قال: «الصالحون، كان أحدهم يبتلى بالقمل حتى يقتله، ويبتلى أحدهم بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يلبسها، ولأحدهم كان أشد فرحا بالبلاء من أحدكم بالعطاء» [رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات والحاكم واللفظ له].
2/ الدعاء
وفي القرآن الكريم في موضعين: {ربنا أفرغ علينا صبر}.
ولا تعارض بين هذا وبين الأحاديث التي ندب فيها نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى سؤال العافية..
فالمرء قبل البلاء يسأل الله العافية، فإذا نزل البلاء كان على قسمين:
أ‌- بلاء يرجى زواله، فنسأل الله تعالى عنده العافية والصبر.
ب‌- وبلاء لا يرجى زواله كموت أحد، فهنا نسأل الله الصبر.
ويسأل العبد ربه أن يصبره على العبادة، وعلى ترك المحرمات. أما سؤال الصبر على البلاء ابتداء فهو متضمن لسؤال البلاء، لأن الصبر مرتب عليه، ولهذا لا ينبغي.
3/التفكر في ثمراته.
4/ الصلاة
قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} [البقرة].
وقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)} [البقرة].
وفي تفسير الطبري رحمه الله أن ابن عباس رضي الله عنهما لما نُعي إليه أخوه قُثَم وهو في سفر استرجع، ثم تنحَّى عن الطريق، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ}.
5/ أنّ تعلم أنّ الله قدر المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم .
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


Facebook Twitter
  • اقتباس
يمامة الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها يمامة الوادي
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2009-07-20, 5:31 PM
لؤلؤة المخبتين
عضو فعال بالمنتدى
رقم العضوية : 82222
تاريخ التسجيل : 13 - 7 - 2009
عدد المشاركات : 499

غير متواجد
 
افتراضي
بسم الله ماشاء الله
بارك الله فيك اختي وزادك من فضله وعلمه
ونفعك بهذا العلم ونفع بك


Facebook Twitter
  • اقتباس
لؤلؤة المخبتين
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها لؤلؤة المخبتين
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 2009-07-21, 12:50 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي
آميين
واياكم,,,


Facebook Twitter
  • اقتباس
يمامة الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها يمامة الوادي
  رقم المشاركة : [ 6  ]
قديم 2009-07-21, 7:53 PM
مخفي99
عضو موقف من قبل إدارة المنتدى
رقم العضوية : 81381
تاريخ التسجيل : 2 - 7 - 2009
عدد المشاركات : 123

غير متواجد
 
افتراضي
جزاك الله خيــــــــــ{ ــر}


Facebook Twitter
  • اقتباس
مخفي99
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها مخفي99
  رقم المشاركة : [ 7  ]
قديم 2009-07-22, 5:51 PM
همووم
عضو مشارك
رقم العضوية : 82952
تاريخ التسجيل : 22 - 7 - 2009
عدد المشاركات : 153

غير متواجد
 
افتراضي
اللهم أجعلنا من الصابرين


//

جزيت خير الجزاء ع الطرح القيم


توقيع همووم


لآ إله إلا أنت سبحانك إني كُنت من الظالمين
يسر وسهـل ماتعسر من أمري و أمر كُل مسلم
آمين يارب العالمين


 

 



Facebook Twitter
  • اقتباس
همووم
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها همووم
  رقم المشاركة : [ 8  ]
قديم 2009-07-23, 9:25 AM
.. البرنسيسه ..
عضو جديد
رقم العضوية : 83020
تاريخ التسجيل : 23 - 7 - 2009
عدد المشاركات : 55

غير متواجد
 
افتراضي
شكرا ..

جزآكـ الله كل خير ..


Facebook Twitter
  • اقتباس
.. البرنسيسه ..
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها .. البرنسيسه ..
  رقم المشاركة : [ 9  ]
قديم 2009-07-25, 1:12 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي
الله يسلمكم,,,


Facebook Twitter
  • اقتباس
يمامة الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها يمامة الوادي
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 2009-07-25, 11:21 PM
أم الهام
رقم العضوية : 83230
تاريخ التسجيل : 25 - 7 - 2009
عدد المشاركات : 5

غير متواجد
 
افتراضي
جزاك الله خير أختي

مشكووورة ماتقصرين


Facebook Twitter
  • اقتباس
أم الهام
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها أم الهام
اضافة رد
صفحة 1 من 2 1 2 >

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي العرض العادي
العرض المتطور الانتقال إلى العرض المتطور
العرض الشجري الانتقال إلى العرض الشجري

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصبر يمامة الوادي منتدى الحوار والنقاش وتصحيح الأمور العارية من الصحه 2 2009-03-30 12:47 AM
نحن و الصبر يمامة الوادي المنتدى الإسلامي 8 2008-03-03 6:32 PM
الصبر زين نادر منتدى الشعر والنثر 3 2007-02-12 4:25 PM
الصبر يمامة الوادي المنتدى العام 0 2005-06-23 6:17 PM





الاتصال بنا - شبكة موقع بشارة خير - الأرشيف - إحصائيات الإعلانات - الأعلى


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com


أقسام الموقع

  • الموقع
  • المنتدى
  • التعبير المجاني

نبذة عنــــا

موقع بشارة خير كانت بداية تأسيسه منذ بدايات عام 2004 م وهو أول موقع من نوعه يختص بتفسير الأحلام بشكل رئيسي ، ويتبنى تعليم هذا العلم وفق منهج شرعي ونفسي وعلمي.

جميع الحقوق محفوظة لدى منتديات بشارة خير