[يمامة الوادي]

أوووواهُ يا أُمي ..






أتتني هذه الصورة .. فتوقفت كثيرا .. وتأملت .. وسرحت .. وسبحت في داخل خلجات هذه الطفلة لأعرف ماذا تقول ؟؟

ومن ماذا تشتكي ؟

فكانت هذه الكلمات بأحرفي وأدمعي ..

أوووواه يا أمي ..

لا ادري ما ذا اقول .. كيف أبدأ ؟؟..

كيف اعبِّر .. عمّا في داخلي ..

أووووااااااه يا أمي ..

قد أظلم القلب بفقدك .. وتركتينى صغيرة لا أقوى على حمل تبعات هذه الحياة ..

لا اعرف كيف التمس خطواتي .. لا ادري من مات أنتي ؟؟ أم أنا ..؟؟

من ذهب ؟؟ روحي أم روحك ...

أوووواه يا أمي ..

كل شيء بعدك أصبح ظلام ليس فيه نور ...

كل شيء أصبح بلاشعور ..

بحثت عن الحنان فلم أجده ..

بحثت عن الأمان فلم أجده ..

بحثت عن الدفء فلم أجده ..

بحثت عن الحب الصادق فلم أجده ..

لا يوجد شىء بعدك يا اماااااه ..

أوووواه يا أمي ..

قد كنتي أنتي نوري وشعوري ..وحناني وأماني .. ودفئي وحبي ..

رحل كل شيء معك ولم يبقى لي شيئا ..

أين صدرك الذي كان يمدني بكل ذلك ؟؟

أين عينيك التي ملئت حياتي نورا وحباً وأمانا وانساً ؟؟

أين كل ذلك .. أين .. أين ؟؟

أبكي ساعات طواااال .. ورسمك في عينى لا يفارقني .. وبقية حرارة " حب وحنان وأمان "

في قلبي مختزنة من سابق قربك .. أعيش بها .. أخاطبها .. أين أنتي يا أمي ؟؟

حتى الكلمات تذهب .. ولا صدى يعوووود

اووووااااااه يا أمي

لا ادري الي اي مجهول بدونك سوف امضي ؟؟

لا ادري ؟ هل تخبو حرقتي ام تلحقني بك وباليتها فـَعـَـلتْ ؟؟

لا ادري ؟ هل أصحو من إغماءة فقدك .. هل أجد مثل عطفك ؟؟.. مثل حنانك ؟؟.. مثل صدرك ..؟؟

هيهات يا امي هيهااااااااااااااااااااااااااااات يا أمي ..

أووواااااااه يا امي ..

حتى التأوُه ضاع فى زحمة الآم الفقدان يا أمي .. مع انه كان يُنفس عن ضيق قلبي من حنين ذكراك .. فرحل حتى هو من التأوُهُ لألمي .. فصرتُ أبحثُ عن الاثنين ..

اخرج من البيت هربا من وجد طيفك في قلبي .. فيتبعني .. في أركان غرفتي .. وعلى باب غرفتك المقفلة .. أخرج هاربة .. أتيه فى شوارع المدينة المظلمة في عيني مع ان الشمس فى كبد السماء ..

أخرج هاربة .. وإذا بخيال طيفك يلاحقني من طريق الى طريق ومن زاوية الي زاوية ..

فأبدأ مع وَجْدي وشوقي وصورتك لا تغيب عني .. أبدء أُمنى نفسي لعلى اجدك .. لعلي ألقاك في طريقي .. لعلى أطير الى صدرك أعاود فيه حنيني .. لعلى المس دفء شروق شمسك .. التى غابت ولم تشرق مرة أخرى .

ولكن اوووواااااااااااااه يا أمي افعل يوميا كل ذلك .. أُمنى نفسي فى السراااااااااب .. وما تعود بك الأماني .. ويعود حزني واشتياقي ..

أووواااااااه يا أمي ..

وهل تظنين يا اماه إنني يئست ؟

كلاّ .. اجلس على الرصيف ساعات طوااال .. المحُ المارين بجواري .. فتلك جارتنا مع ابنتها .. وتلك صديقتي في المدرسة مع أمها .. وقلبي يئن .. و يئن .. وصدري يهتز يكتم آلامه .. ودمع عيني أوقفه على الغروقة فلا يمكنني حبسه .. ولا يمكنني إسالته كمحجرٍ مملوء بماء.

وإذا لمحت ظلاّ من بعيد يشبهك تسارعت ضربات قلبي .. وأهِمْ بالوقوف لكي أتأكد .. وأنسى انك قد غادرت بلا عودة ولكن .. !!

لا تحملني قدماي .. وتكذبني عيناي ..

وقلبي ينادي تصبري لا تيأسي قد تكون هيَ .. وثواني تمضي أعيش فيها بين عالمين ..

عالم الوجد والشوق .. وعالم الحقيقة التي لم استطيع ان أعيشها

فيرجع بصري لي بجرعة جديدة من الوجد والهم والغم مسدلا أهدابه الى الأرض لتسيل محاجر العيون بدمعها وأغيب فى ألآمي وحزني ..

أووواااااااه يا أمي ..

أجد نظرات الإشفاق تلاحقني .. ومد يد العون تحاصرني .. ولا يعلمون مالك في قلبي يا امي ..

فلم أجد ولن يكون احد مثلك ..

من يأتيني برائحة صدرك التي أدمنت عليها من صغري .. ؟؟

من سيعوضني السعادة والحب والعطف والحنان والأمان الذي كنت تعطيني إياه يا أمي .

أووواااااااه يا امي ..

بجوار مدرستي روض قبرك ..



ولا ادري هل أنا فى المدرسة ..؟

أم أنا في أحلامي التى لا تفارقني فيها ..

أتخيل خروجك من ذاك القبر واستقبالي على باب المدرسة كما كنت تفعلين ..

وكما يفعلن أمهات صويحباتي الآن ..

فهم يسرعون الى احتضان أمهاتهم .. وأنا يا أمي أجد قدماي تأخذني الى المقبرة بلا شعور .. وأحلامي مازالت معي ..

لعلي أراك ..

لعلك تخرجين وتسرعين باحتضاني كما كنت تفعلين ..

لعل قلبي يعود الى جنابته .. فهو ليس موجود بينها من يوم رحيلك ..

انه قلب فارغ .. ذهبت روحه بذهابك يا أمي ..

وها انا يا امي بجوارك .. والألم يمزقنى .. والحنين يقبض على صدري .. وتضيق الدنيا في عينى .. وأكثر من المناداة لكِ ..

أماه .. أمي .. متى تعودين ؟..

متى أراك ؟..

متى أُرحم ؟.. من لظى فراقك ..

أووووااااه يا أمي ..

سامحيني أكثرتُ عليكِ .. ومالي غير هذه الدموع .. سامحيني فإنك أُمي ..



كتبه / أبو عبد الرحمن الطيّب

[بريق الالماس]

رائعة يعطيك العافية

[يمامة الوادي]

الله يعافيك,,,