[زهر الياسمين]

لقــاء د. أسمــاء الرويشـد بطالبات كلية التربية للحديثِ عن المهـاراتِ الزوجيَّة "






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في كلية التربية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية

الرويشد تجتمعُ بالطالباتِ للحديثِ عن المهاراتِ الزوجية

كتبت : زريفة الرويلي

ما سبب ازدياد نسب الطلاق في مجتمعنا ؟ وهل التنازل عن الحقوق طريق للتكيف مع الحياة الزوجية ؟ وهل تُبنى الثقافة الزوجية من خلال تجارب الآخرين؟ وكيف تتصرف الزوجة مع الزوج الظالم ؟

كل هذه التساؤلات كانت إجاباتها في ثنايا محاضرة ألقتها الدكتورة أسماء الرويشد يوم الثلاثاء الموافق ٩/١/١٤٣٠هـ في كلية التربية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية ضمن سلسلة من نشاطات الكلية في قسم السكن، وكانت بعنوان :


" خطـوات لحيــاةٍ سعيــدة ".


وعن أسباب اختيار هذا الموضوع فقد أفصحت رئيسةُ القسم الدكتورة ابتسام الزوم عنها عن بعض تلك الأسباب وهي :

كثرة نسب الطلاق في الحياة الزوجية، وانعدام أو قلة تحمل المسؤولية، وإقدام بعض الفتيات على الزواج وهن غير مؤهَّلات لذلك، ولا يُغفل أثر الترف وكثرة الخدم. وصرحت أن ذلك كان وراء استضافتهم لأهل التخصص حيث وقع الاختيار على مركز آسية للاستشارات التربوية والأسرية ممثلاً في الدكتورة أسماء الرويشد. بدأت المحاضرة بآيات من القرآن الكريم قامت بتلاوتها مشرفة النشاط الطلابي الأستاذة أسماء أبانمي ثم بدأت الدكتورة أسماء الرويشد المحاضرة بذكرها أن أصل الزواج هو الرحمة والاستقرار والسكن، وبينت أن هذا لا يعني خلوه من العقبات فتلك سنة الحياة كما وصفها الله تعالى { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ }، وذكرت أنه في كل ٣٦٤ من الزيجات يوجد ٦٦ حالة طلاق كما صرحت وزارة العدل، وهذا ما يدفع لها لطرح مثل هذه الموضوعات.


أنواعُ التكيف :

وفي طرح شيق تحدثت الرويشد عن مهارات التكيف الإيجابي وحذرت من التكيف السلبي المبني على ضياع الحقوق وضياع المبادئ، كما حثَّت الفتاة أن تعمل على تعزيز الجوانب الإيجابية. أما عن سبب ازدياد نسبة الطلاق فذكرت أن ذلك مرتبط بمظاهر المدنية بشكل طردي فكلما ازدادت مظاهر المدنية ازدادت نسبة الطلاق، يتبين هذا من خلال عمل مقارنة بين الأرياف والمدن الأخرى؛ والسبب - على حد قولها - هو أن الجامعات والمعاهد تعلم الفتاة أنواع العلوم ولكن تُغفِل تعليمَ الفتاة كيف تكون أماً ومديرة في منزلها، فتدخل الفتاةُ مشروعَ الحياة الزوجية دون وعيٍ ومعرفة.


استقاءُ الثقافةِ الزوجية :

ثم بيَّنت دور المجتمع في إمداد الفتاة بتجارب الحياة وقد تكون تجارب فاشلة وحلولا خاطئة، ومن المهم أن تكون معلومات الفتاة تجاه الزواج معلومات صحيحة ولا تعتمد على تجارب الآخرين، وهذا يتأتّى ببناء ثقافتها اعتمادا على سماع الأشرطة وقراءة الكتب وحضور الدورات التي تخص هذا الموضوع والتي تبرز مكانة الزوج التي منحها الله إياه. وأكملت بأهمية أن تكون الأسرة قائمة على اكتمال الأدوار فالمرأة عندها جوانب نقص يكملها الرجل والرجل كذلك، والله عز وجل وصف العلاقة بين الزوجين فقال: { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ }، فقدم قوله { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ }، لأن حاجة المرأة للرجل أكثر، كما شبه هذه العلاقة بالثوب لشدة التصاقهما ببعضهما.


مواجهة المشاكل :

كما نوهت إلى أهمية التفاهم بين الزوجين والعفو والحلم، وفي حال مواجهة أي مشكلة زوجية فمن حسن التصرف أن تنصرف الزوجة إلى الاتصال بالله عز وجل قبل أن تنصرف إلى أحد من الناس؛ لأن الله بيده القلوب وهو الذي يُلهِم الحق والصواب، وقالت: " اسألي نفسك: هل المشكلة تحتاج أن تكون بهذا الحجم أم لا ؟ ". وأضافت أن من أساليب مواجهة المشاكل الزوجية استخدام الأسلوب العاطفي بين الزوجين، ويعني أن تتحدث الزوجة عن أثر المشكلة عليها أكثر من تحدثها في لوم زوجها. وتكمل الرويشد وتبين أن من حقوق الزوج على زوجته أن تتنبه إلى احتياجاته سواء كانت نفسية أو مظهرية أو سلوكية، وأن تقدر محلّ رجولته فيه وتشعره بأنه هو المرجع لها، كما تشاركه مشاركة وجدانية في مشاكله من غير إلحاح عليه في الأسئلة. بعدها تطرقت لمجموعة من القصص التي تبين بعض العوائق التي تهدد العلاقة الزوجية وأحالتهم على كتاب " مهارات التكيف مع الحياة الزوجية ".


وطرحت بعضَ المشاكل المتكررة التي تواجه الزوجة مثل أن يكون الزوج ظالما ونصيحتها في ذلك هو عدم مقابلة الظلم بظلم مثله، ولا يعني هذا أن تسكت عن المطالبة بحقها بل تطالب بحقها بالمعروف وتستعين بالحوار معه وتتحايل بأساليب ذكية لحل المشكلة ولا تدخل أطراف خارجية إلا بعد العجز. ودرءاً لما قد يأتي في أذهان الطالبات من أن الحديث موجه فقط للمرأة، ذكرت الرويشد أنه لو كان ثمة رجال لذكرت ما على الزوج للزوجة ولكن لوجودها في محيط نساء فمن المناسب أن تكتفي بما على الزوجة لزوجها.


تلت المحاضرةَ مداخلاتُ الحاضرات، فقد قالت الدكتورة ابتسام الزوم رئيسة قسم السكن: " كم استفدت من هذه المحاضرة الشيقة الأسلوب والتي تحمل بين طياتها جواهرَ من النصائح ورصيد من الخبرات في ثوب مما قاله الله ورسوله. كلماتٌ أثلجت صدري وجزاك الله خير الجزاء". أما الدكتورة منال أفغان وكيلة الكلية فقد قالت: " بالفعل فتياتنا محتاجات لمثل هذه المحاضرات والدورات قبل إقبالهن على الزواج لأنه الأساس الذي يقوم عليه المجتمع القوي المتماسك. حتى نحن المتزوجات استفدنا، تعلمنا كيف نراجع حساباتنا وتعلمنا أن الهدف الأسمى هو الآخرة وأن علاقتي بزوجي إحدى خطوات السعادة ". وقالت الدكتورة وفاء شافعي وكيلة شؤون الطالبات: "كانت المحاضرة مفيدة جداً للجميع أعضاء وطالبات سواء كنّ مقبلات على الحياة الزوجية أو في بداية حياتهن الزوجية ويعانين من بعض المشكلات والصعوبات، كانت المحاضرة بمثابة شعلة تضيء الحياة وتتجه بها نحو السعادة في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة " .


فيما بدأت الدكتورة سلوى سعيد بالشكر وهي أستاذ مشارك في قسم السكن وقالت: " أشكرُ لسعادةِ د.أسماء الرويشد هذه المحاضرة الشيقة المفيدة، والتي استفدت منها كثيرا وأنا جَدَّة الآن، ولو سمعتها من سنين لاختصرتُ كثيرا من الحياة لكن الحمد لله. والآن أريد أن أهدى بناتي وزوجات أبنائي هذا الملف الذي وزع علينا، وأوصيهم بما سمعت من طيب الكلام وحسن المعاشرة . جزاك الله عنا خير الجزاء وجعله في موازين حسناتك يا أختنا الحبيبة ".

الجديرُ بالذكر أنَّ المركز كان له ركنٌ تعريفي في الكلية وضمَّ منشوراتهِ التوعوية فيما يخصّ المجالَ الأسري والتربوي.