[alghamdi]

السلام عليكم والرحمة


هنا انقل لكم من قلم الجوهرة عن جدة وما اصابنا من الحزن وحرقة القلوب وانقل لكم هذا الكلام الرائع لارى ارائكم فيييييه



,,,,,,,,,,,,




( كلنا مسؤولون )


بقلم:الجوهرة العنقري


حبيبتي جدة..

... أهلك زمان .. رمز القناعة والحكمة والطيبة..
.. رضوا «بشوية» سمك وموية آبار ومقطرة كنداسة..
.. أسواق شعبية في البلد.. سوق الندى وحارة المظلوم..
«يا دوب» تغطي الحاجة..
.. والباقي شغل بيوت.. بأيادي «ستات» مكدوحه..


حبيبتي جدة..


.. شوارعك كانت تراب.. لكن دايم دوم مكنوسه..
.. وقدام دكه البيت والدكان بالموية مرشوشة..
.. ولمن يجي الناموس والدبان.. تلقى فوق السطح.. طوّالي.. ناموسية.. منصوبة..
.. ولو زادت اللسعات.. بمكينة الرش بين يوم ويوم.. بسهولة محلوله..
.. فوانيس.. أتاريك.. مويه مبخره بالمستكه ..
وبيوت بالمسك والعود.. معطره مفعومه..
.. بساطه.. نظافة.. ومحبه بين الناس مضمونه..
لا زحمه لا دوشه.. لا عنف.. لكن حياه مستورة..
.. وحتى لو صار نقص وقصور.. قلة حيله ويد مفهومه..


حبيبتي جدة..


مع الوقت.. والخير اللي جا.. صرتي عروس للبحر مزيونه...
.. ميادين.. عماير.. وشوارع منوره ومرصوفة..
.. وهلّوا البشر أشكال وأجناس.. وضقتي.. ووسعتي..
شمال وشرق وجنوب وغرب ممدودة..
.. وفرحنا بالتغيير.. وقلنا.. جدة غير بين المدن محسوبة..
.. بعد المدارية.. شفنا ملاهي على الكورنيش مصفوفة..
.. حتى الدكاكين.. اتشقلبت وصارت مراكز تجاريه.. مطبوقه..
.. وصواني ستّي للفران.. صارت مطاعم فيها الناس مخدومة..
.. وبراد أبو أربعة بالحبق والنعناع.. صار اكسبرسو وكابتشينو..
وإعشاب من الهند والصين وسيلان معبيه في أكياس.. وبالخيط ملضومه..
.. والسي دي.. ومحطات فضاء ونت ورسائل جوال ..
.. أخذت مكان الحكواتي وقصص كان يا ما كان..
.. فرحنا بالتعليم واستبشرنا بالتطوير والعمران..
.. لكن سؤالي.. ليش يا جدة.. رغم الخير والنهضة والبنيان.. تغيرت طبايع الإنسان؟!
.. الأب.. بعد الحنان صار قاسي.. والزوج صارت له صفة الخيانه والنكران؟؟
.. الابن جاحد.. ومخدرات لعبت بعقول بناتنا وأولادنا الشبان..
.. وبعد الأمان.. والرحمة.. والعشرة الطيبة..
.. صار عنف.. وظلم.. وجحود.. وقضايا بالأكوام..
.. حتى الصداقة.. صارت مصلحة بدونها لا ودّ ولا عرفان..


حبيبتي جدة..


.. أدري تشتكي.. وصوتك يونّ وصداه الحزين.. يسمعه الإنسان..
.. إهمال.. حفر.. وزبايل في كل مكان مكبوبة..
.. فيران.. غربان.. ناموس.. ومويه مقطوعة..
.. والرش.. والتطهير كل فين وفين.. وحشرات أشكال وألوان تتحدى.. مسرورة..
.. والمرض.. حمى قلاعية وضنك.. وأنفلونزا طيور متربصة.. ومسعورة..
.. صحة مع التلوث! كيف؟ والسكان مفزوعة..
حبيبتي جدة..
.. ثوب عرسك الأبيض صار مرقع ومبقع وألوان..
وعطرك تحوّل.. لعفانه.. وريحه الزفت والقطران..
.. وبحرك تلوث.. حتى السمك اشتكى العدوان.. نصلي.. ونطلب السقيا من المنعم المنان..
..... لكن في جدة.. نخاف من المطر.. أحياؤنا تطفح بيوتنا تغرق.. سياراتنا تسبح..



حبيبتي جدة..


.. حتى مطارك.. قالوا دولي.. لكن شتان.. شتان..
.. متى يتطور.. يتعدل.. حتى يليق باسم المؤسس الإنسان..
.. ورغم العتب.. ورفض التهاون والكسل كل الأمل..
.. يصحى الضمير.. وتشمر سواعد أولادك الشجعان..
.. بالعمل.. بالجهد.. بالإخلاص بتطبيق تعاليم آخر الأديان..
.. إسلامنا اللي أمر بالعدل... وشكر النعمة بالحفظ والصيانة..
خوفاً من العقوبة بالحرمان..


حبيبتي جدة..


.. قالوا زمان.. وأقول اليوم إنتي أم الرخا والشدة..
.. ومهما تغير الوقت.. والظرف.. ومهما قسوا على وجهك..
.. حبك في دم العروق.. وشغاف القلب والوجدان..
.. وأنتي في عيوني دائماً أجمل وأغلى مدينة.. بعد المشاعر..
وأراضي قدّسها الرحمن..



حبيبتي جدة..


على الخط :
أدري!! ما سبق من كلمات.. ضعيفة الوزن..
ولكنها.. خرجت بطبيعتها.. وأنا في جولة في جدة القديمة..
البلد.. النزلة.. والأحياء الجنوبية..
ولأنها من القلب.. فتقبلوها..
وأنا متأكدة لو أن المسئولين قاموا بجولات ميدانية..
فسيكتبون.. موسوعة.. عن جدة.. العروس.. والضمير.. وستظل جدة.. دائماً.. الحبيبة





حبيبتي جدة..