[نهير]

طرق بناء الثقة عند الأبناء
لاشك أنه لكل الأبناء الحق بأن يرفعوا رؤوسهم ويحبون أنفسهم ويشعرون بالاطمئنان الداخلي تجاه قدراته، أي لهم الحق في الوثوق بما أنعم الله عليهم من مواهب وقدرات، بغض النظر عن هيئاتهم أو أعراقهم، أو سواء كانوا أسوياء أو من ذوي الاحتياجات الخاصة. لا يهم فهم بشر مما خلق الله، وكلٌ مسخر لما خُلق له.

وهناك طرق لتحقيق هذا المطلب لدى أبناءنا، وجب على أولياء الأمور إدراكها وتحقيقها:
1. تزويد الأبناء بأمرين أساسين هما الحب والقبول: أي أن نحبهم ونقبلهم كما هم (أسوياء أو ذوي أحتياجات خاصة)، لا كما نريد فتلك مشيئة الله تعالى وقدره، ثم نعينهم شؤونهم حياتهم الخاصة والعامة.
2. تعليمهم "التفكير الإيجابي"، فنتجنب النقد الموجه الذي قد يسهم في هدمهم.
3. مساعدة الأبناء في إبراز نقاط القوة وتغطية نقاط الضعف، بصورة إيجابية تنمي فيها مواهبهم الخاصة.
4. مساعدة الأبناء على تعلم القيم الحقيقة والصحيحة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، ضاربين لهم أمثلة لقدوات حسنة كان لها شأن في تاريخ أمتنا.
5. وضع ضوابط أساسية للنمو السوي لدى الأبناء والتأديب والعقاب باحترام، فلا يكون العقاب بقسوة أو يجرح مشاعر الأبناء أو يقلل من شأنهم. كما أنه لابد من أن تكون القرارات المتخذة مرنة قابلة للتغيير لإتاحة الفرصة للأبناء لإصلاح خطئهم في مدة زمنية، تساعد الأبناء إلى إظهار الجانب الإيجابي المطلوب.
6. ملاحظة التقدم الدراسي، وتأكيد مدى قدرتهم على تخطي مصاعب التعليم واستيعاب المناهج.
7. تعويد أبناء على تحمل المسؤولية وتجنب "الدلال" الزائد عن الحد.
8. عدم التذبذب في التوجيه والمعاملة... فعدم الاتفاق بين الأبوين في أسلوب التعامل يؤدي إلى شعور الابن بعدم الثقة بقرارات الأهل والاستهانة بها أو التحايل عليها.
9. الحوار الوالدي سواء أكان ذلك الحوار لفظياً أم غير لفظي، فالتأثر بالفعل أقوى من التأثر بالقول كفعل الرسول في عمرته عندما تحلل أولاً قبل الصحابة فتبعه الصحابة بالتحلل، ومن أنواع الحوار الحوارات اللفظية والحركية بالعيون والاحتضان.
10. صداقة الأبناء بكثرة التشجيع، وذلك برسائل كلامية إيجابية ورسائل مكتوبة، وكل وسيلة تقرب الوالدين إلى أبنائهم وتعزز الثقة المتبادلة بينهم.
11. فهم المرحلة العمرية للأبناء، فنجعهم يشعرون بأن الوالدين يحترمونهم، ويفضل مخاطبتهم مستخدمين كلمات مثل لو سمحت.. لو تفضلت.. والحرص على الملامسة الجسدية بين الوالدين وأبنائهم من تربيت على الرأس وإمساك يدهم.

ثم إن الدعاء الدائم للأبناء بالصلاح والهداية والتوفيق وتحري أوقات استجابة الدعاء لها عملها السحري في صلاحهم بمشيئة الله تعالى، كما ينصح بالابتعاد عن الدعاء على الأولاد.

وهناك دراسات أثبتت أن أكثر الأشخاص ثقة بأنفسهم كانت تتوفر لديهم ثلاثة خواص مميزة في طفولتهم:
أ‌. توفرت لديهم أعلى نسبة من الحب والتقدير في البيت .
ب‌. وجود ضوابط محددة في البيت من قبل الأهل .
ج‌. تميز جو البيت بالانفتاح والتعبير الواضح عن الرأي .

هذا باختصار أهم مقومات بناء الثقة في الأبناء لتكوين أسرة مسلمة مترابطة، قائمة على أسس سليمة قوية في ظل كتاب الله تعالى وسنة نبيه –صلى الله عليه وسلم-،
جزاء الله كاتبه