[يمامة الوادي]

فـهــــم ..!

- - -

على قدر ما تفهم مما تقرأ ، يربو رصيدك ويتنامى ، وتكسب علماً ، وتعلو قدراً بين الناس ، وتجد نفسك متفاعلاً في النهاية ، مع هذه المعاني التي استقرت في شغاف قلبك ، هذه سنة من سنن الله في كونه ..

هذا في شأن قراءة كتب العلم والأدب والسلوك ونحو ذلك ..

كذا الشأن في قراءة كتاب هذا الكون الفسيح ، بقلب يقظ ، وروح متفتحة ، وعقل واعٍ ، على قدر ما تفهم مما تقرأ ، يزداد رصيد إيمانك بالله ، وتربو معرفتك ، ويتنامى حبك لله سبحانه ، ويتأجج شوقك إليه ، وحرصك عليه ، وتعلقك به ، وخدمتك له ، وإقبالك على كل ما يحبه لك ويرضاه ..

وكلما انكشف لك معنى جديداً ، ازددت له حبا ، وبه ابتهاجاً ، وعليه حرصا ، وهكذا الدهر ! حتى تلقاه وهو راض عنك ، بل يصبح موعد لقائك به ، قرة عينك ، ويوم عيدك !

فعليك بكتاب الكون المعروض على مرمى بصرك على مدار الساعة ، لا يقفل أبوابه ليلا ولا نهارا ، قلب صفحاته ، وتدبر معانيه ، وتأمل مفرداته ، وتعجب من بديع صوره ..

حرك بهذا كله أوتار قلبك ، لعل نيران محبة الله تتأجج بين جوانحك ، فتحيلك نجماً بين النجوم ، يهتدي به الخابطون على تخوم الحياة !



ابو عبد الرحمن