[يمامة الوادي]

(( خلجات نفــــــــس .... و.... تأملات قـــــلب ))

--------------------------------------------------------------------------------









بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي خلقنا لعبادته والصلاة والسلام على خير من صلى وصام وعبد ربه حتى أتاه اليقين وعلى آله وصحبه الأطهار ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين .... وبعد



قال تعالى : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }الروم54


وقال سبحانه : {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }النحل70




هــــي

(( خلجات نفــــــــس .... و.... تأملات قـــــلب ))



رأيتها حينما ذهبت لزيارة أختي المريضة بالمستشفى .... كانت معها في نفس الحجرة ....


عجوز في التسعين من عمرها ... قد خط في رأسها النذير " الشيب "


وليست العبرة هنــا ....... لا وربنا ليس من هذا العجب ...


تأملتها ..... نظرت إليها ..... أحدقت عيني فيها ....



فإذا .... بالجسم نحيل كأجسام الأطفال ...... وإذا باليدين نحيلة جداً ...... وإذا بالجلد ملتصق بالعظام النحيلة ....


لا تعي من الدنيا شيئاً ..... ولا تدرك ما يدور حولها ...... ولها على هذه الحال مدة



في تلك اللحظة فقط ......... أيقنت حقارة الدنيا ..... وأنها زائلة لا محالة طال العمر أم قصــر ..



(( خلجات نفــــــــس .... و.... تأملات قـــــلب ))




إلى متــــــــــى يا نفس وأنت مغرورة بهذه الدنيا الحقيرة الفانية ....


إلى متـــــــــى يا نفس وأنت في غيك وطغيانك ساهية لاهية ....


إلى متـــــــــــى يا نفس وأنت تظنين أنك خالدة مخلدة ولن يأتيك الموت ...


إلى متــــــــــــــى يا نفس تغترين بصحتك وشبابك وتعصين الله عز وجل جهاراً نهاراً ...


إلى متــــــــى يا نفس تضحكين وتفرحين بالدنيا وتظنين أنها لكِ دائمة .....


إلى متــــــــــى يا نفس .... إلى متــــــــــى يا نفس .... إلى متــــــــــى يا نفس ....


كل هذه الخلجات والخواطر دارت في رأسي حينما رأيت تلك العجوز ...

فو الله لنبلغن هذا المبلغ إن شاء الله ,,, ولنصلن إلى ما وصلت إليه هذه العجوز يوماً ما إن مد الله في أعمارنا


فلنحفظ الله في حال الصحة والشباب ونبتعد عن معاصيه ليحفظنا حال الكبر والهرم



يذكر عن أحدهم أنه يتمتع بصحة وعافية وقد مبلغ من السن مبلغاً فحينما سئل عن ذلك قال ::


هي جوارح حفظناها لله في الصغر فحفظها لنا في الكبر


ومن الجميل عن هذه العجوز التي رأيتها / قيل لي أنها وهي في غيبوبتها لا تعي شيئاً بإستمرار تسحب الغطاء لتغطي وجهها


والدي ـ حفظه الله ـ علق قائلاً / إنه الحياء


نعم والله إنه الحياء ........ تعودت على الحجاب والعفة وهي صغيرة فحفظها ربنا بحفظه حينما بلغت هذا المبلغ ....

ومن تعود على شئ يختم له به ..... فمن تعودت على الحجاب والستر فوالله ـ إن شاء الله ـ يسترها الله عند موتها




كانت هذه


(( خلجات نفــــــــس .... و.... تأملات قـــــلب ))







اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أبقيتنا واجعله الوارث منا
اللهم واجعلنا على الطاعة غير منفكين حتى نلقاك

اللهم ولا تجعلنا الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا

واجمعنا بنبينا صلوات ربنا وسلامه عليه واحشرنا في زمرته ولا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله وتوردنا حوضه

واغفر لنا وارحمنا ولكل مسلم ومسلمة حي وميت





سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


أختكم في الله

زاد المعاد