[يمامة الوادي]

&& العروووس &&
عـــروس حباها الله تعالى بجمال حسن...وكمال فـــاتن..
وبسحر جذاب...يبهر العقول والألبــــاب..
لهــــا تغنـــى الشعــــراء...ولهــــا أُطـــرب الغنــــاء..
ســـارت وهي في غايــة الثقــــة والغـــرور..والإعجـــاب والســـرور...
عليهـــا لمعان وبــريق من لآليء ومجوهـــرات..
بل هـــي راويــــة للقصـــص..والحكـــايــــات...
مشـــرقة بالأفـــراح والبسمــــات..
لكنهـــا تُــبــدي للآخـــرين أحيــانـــاً بأنها تعيســة..فكــم اُصيبــت من أحــــزان ونكبــات.ومن فتن فاجعات..
ومـــع ذلــــك...سارت بكل فخـــر واغتـــرار...وبكل تبختـــــر..واستكبــــار..

عجـــبـــاً..إنهــــا تــــشـــد لكل من يـــراهـــا..بأن يتعــــلق بهـــــا! ويكـــون من نصيبهـــا..
حتى الأطفال أحبــُّوها...فهذا طفل يجري من خلفها..يناديها....وببراءته يجــرُّ ثــــوبهــا..يحاكيها..يريد أن تلهـــو
معــــه...أن تـــلاعبـــَه..أن تـــداعبـــَه...لكنها أعطتــــه نظــــرة مــلــؤهــا الشفقة عليه..وعلى طفولته...لوَّحــت بيدها إشـــارة إلى رحيلهـــا..ورحـــلت...ولم تبـــالي ببكـــاء الطفـــل وكســـر خـــاطـــره...وســـــــــــااااااارت..

وإذ بشـــاب ينـــاديهـــا..أيضاً..يهــاتفهـــا..يهامســـها..يل احقها ....لعلهـــا ترضى بأن يكـــون ..هو..من أحبــابها..وعشــاقهـــا..التفتت إليـــه..فــرِح الشاب..اعتقــــد أنهـــا *أجـــابته..لكنها اكتفــــت أن تقـــول:
لســـتَ أول وءاخــــر عشـــاقـــي..فعشــاقـــي كُـــــــثر فلا تُــتعـــب نفسك..*ورحـــلت.وتركـــت خلفها الشاب الذي ما يئس..ومازال..يـــحـــاول..ويحـــاول..محاولة تلو الأخرى..لعلهـــا ترضـــى..وترضــــــى..وســــــاااااارت..عــــروســ ُــنـــا..إلى حيث تسيــــر..تريـــــد من يقــــــدرهـــا..ومن يعمـــل ويضحـــي لأجلهـــا! ومن هـــو المخــلص في إرضــائهـــا...ومن هـــو الذكــــي الذي يفهم فكـــرهــا!.

فجــــــأة...سمعـــت صــوتـــاً متقطعــــا..لا يُفهــــم منه أي كلـــمة..فالتفتت..وإذ بعجـــوز أكــل عليه الدهــروشــرِب..وقد احدودب ظهـــرُه..ورق عظمـــُه..متكئــاً على عصـــاه..ناداهـــا بصـــوته الضعــيف: *أريحينـــي من التعب والنصب..وأسمعيني كلمة أذني لها تطرب..ويرقص لها قلبــــــي..أنتِ محبوبتي.أنتِ من ضحيت لأجلكِ..وركضتُ لاهثـــاً خلفكِ..لإرضــــــائك..فإرضينـــــي..كما رضيتك..*ابتسمت له العروس..ابتسامة ساخرة..ورحلت عنه..وتركته..ولم ترحمه.ولم ترضيه..ولم تريحه.بل..ســــااااارت..وســـــاااااااااارت..وما زال العشـــاق يلاحقــونها..ويضحـــون من أجلهــــا لكسبها..ولتكون ملكاً لهـــــــم...

أتدرون من هـــــــي بطــــلة القصـــــــة التي صـــادت قـــــلوب الصغـــار..والكبــار..وفتنت النســاء..والرجال؟

يقـــول الله تبارك وتعالى عنها(اعــــلمـــوا أنما الحيـــاة الدنيـــــا لعِــبٌ ولهـــوٌ وزينةٌ وتفاخرُ بينكم وتكاثرٌ في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباتُه ثم يهيج فتراه مصفرًّا ثم يـــكــون حطـــامـــا، وفي الآخـــرة عــذاب شـــديـــد ومغفـــرة من الله ورضــوان وما الحيـــاة الدنيــا إلا متـــاع الغـــرور)
ويقــــول الرســول صلى الله عليه وسلم( إن الدنــيـــا حـــلوة خضـــرة وإن الله تعالى مستخلفكـــم فيهـــا فينظر كيف تعمـــلون، فاتقـــوا الدنيا واتقــــوا النســـاء)

نعـــــــــــم إنهـــــــــــــــــــــا الدنيــــــــــــــــــا..

فااللهـــــــــــم لا تجعل الدنيـــا أكبـــــــــر همنــــــــا...ولا مبلـــــــــغ علمنـــــــــا. .


البسمة