[عبد الكريم مهند]

منقول بتصرف

[font='Arial','sans-serif']جاء في كتاب البستان للقيرواني عن بعض السلف أنه قال[/font][font='Ms Sans Serif','serif']:[/font]
[font='Arial','sans-serif']كان لي جار يشتم أبا بكر وعمر. فلما كان ذات يوم أكثر من شتمهما أمامي، فانصرفت إلى منزلي وأنا مغموم فنمت،[/font][font='Arial','sans-serif']فرأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت له: إن فلاناً يَـسُبُّ أصحابَك، قال مَن مِن أصحابي؟ قلت: أبو[/font][font='Arial','sans-serif']بكر وعمر، فقال: خذ هذه المدية فاذبحه بها، فأخذتها وذبحته، ورأيت كأن يدي أصابها من[/font][font='Arial','sans-serif']دمه، فألقيت المدية وأهويت بيدي إلى الأرض، فاستيقظتُ (من النوم) وأنا أسمع الصراخ من[/font][font='Arial','sans-serif']داره، فقلت ما هذا الصراخ قالوا: فلان مات فجأة. فلما أصبحنا جئتُ فنظرتُ إليه فإذا فيه [/font][font='Arial','sans-serif']موضع الذبح الذي حلمت[/font][font='Ms Sans Serif','serif']![/font]

[font='Arial','sans-serif']وجاء في كتاب المنامات لأبي الدنيا[/font][font='Ms Sans Serif','serif']:[/font]
[font='Arial','sans-serif']كان رجل قد[/font][font='Arial','sans-serif']إسوَدّ (احترق) نصف وجهه وكان يغطيه عن الناس، فسألته عن ذلك فقال: كنت شديد الوقيعة[/font][font='Arial','sans-serif']في علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – فبينما كنتُ نائماً ذاتَ يومٍ أتاني (عليّ) في منامي وقال لي: أنت[/font][font='Arial','sans-serif']صاحب الوقيعة فيّ؟ فقلت نعم، فضرب وجهي، فأصبحت (ونصف) وجهي قد اسودّ كما ترى[/font][font='Ms Sans Serif','serif']![/font]

[font='Arial','sans-serif']وذكر ابن القيم (عن كتاب الرؤيا المسعدة) أن ربيع ابن الرقاشي قال[/font][font='Ms Sans Serif','serif']:[/font]
[font='Arial','sans-serif']أتاني رجلان،[/font][font='Arial','sans-serif']واغتابا رجلاً عندي، فنهيتهما. ثم بعد حين أتاني أحدهما فقال: إني رأيت في المنام كأن[/font][font='Arial','sans-serif']زنجيا أتاني بطبق عليه خنزير لم أر أسمن منه، فقال لي: كـُل، فأكلتُ ثم أصبحتُ وقد تغير (ريح) فمي. فلم أزل أجد الريح في فمه لشهرين[/font][font='Ms Sans Serif','serif']!![/font]


[font='Arial','sans-serif']مثل هذه القصص كثيرة في كتب[/font][font='Arial','sans-serif']التراث الإسلامي، ورغم اعتقادي أن بعضها موضوع أو مبالغ فيه، إلا أن كثيراً منها[/font][font='Arial','sans-serif']صحيح يسانده الواقع. فمعظمنا رأى أحلاماً غريبة ثم استيقظ وشاهد علاماتها في[/font][font='Arial','sans-serif']الواقع. وجميعنا تفاعل جسدياً مع حلم بدأ حقيقياً فآذى نفسه أو ضر غيره.. وفي حالات[/font][font='Arial','sans-serif']السرنمة (أو المشي خلال النوم) قد يخرج النائم من بيته ويسوق سيارته ويفعل ما يفعل[/font][font='Arial','sans-serif']ثم يعود إلى فراشه وما يزال نائماً[/font][font='Ms Sans Serif','serif']!![/font]

[font='Arial','sans-serif']ولي تجربتي الشخصية، ففي غرفتي الجامعية، انتبهت لزميلي النائم لصوته، فنظرت أتبين الأمر، فإذا هو يحلم، وكان حلمه مُزعجاً رغم هدوئه، وأذكر أنه تحدث عن نمرٍ يلاحقه، ولوهلة ظننته يمزح بي، غير أني قررت الدخول معه الحلم، فتحدثت إليه، ومما قلته، أني مـَثـَّلتُ بصوتي وحديثي وكأني قبضت على النمر وأحكمت قبضتي عليه، وسألت زميلي عن ذلك فأجابني بالإيجاب، بل سألته إن كانت قبضتي كافية أم لا؟ وجاوبني، ثم لدهشتي قررت أن أمضي في التجربة واستوثق من نومه، فسألته أسئلة خاصة خارج نطاق الحلم وجاوبني بالصحيح، وتيقنت أنه في حلمٍ، فأيقظته وسألته عما قال في نومه، فتبين لي أنه لا يعلم شيئاً مما جري.[/font]

[font='Arial','sans-serif']وفي تجارب التنويم المغناطيسي ثبت أن أعضاء [/font][font='Arial','sans-serif']الجسم تتأثر فعلياً ومادياً بإيحاء المنوم، فقد تظهر آثار الغرق على النائم ـ وقد [/font][font='Arial','sans-serif']يختنق بالفعل ـ إن أوحيتَ إليه أنه يغرق في البحر. وقد تظهر آثار حروق حقيقية على[/font][font='Arial','sans-serif']الشخص إن أوحيت إليه أنه يمسك بجمرة ملتهبة وليس حصاة باردة. في المقابل يحدث العكس في احتفالات المشي على الجمر حيث تبلغ سيطرة الإنسان على نفسه حد الاقتناع ببرودة [/font][font='Arial','sans-serif']الجمرة فلا تحترق قدماه [/font][font='Ms Sans Serif','serif']!![/font]

[font='Arial','sans-serif']هذا التشابك ـ بين الحلم والواقع ـ يثير الشك حتى في [/font][font='Arial','sans-serif']واقعنا نفسه. وظهور آثار مادية للتخيلات الذهنية هو تفاعل غير مفهوم بين الذهن [/font][font='Arial','sans-serif']والمادة. والظاهرة برمتها قد تستعصي على الحل لأنها بعيدة عن الحواس وأعز من أن [/font][font='Arial','sans-serif']تخضع للاختبار.. بل إننا في الحقيقة لا نعلم إلى الآن إن كانت تتولد في الدماغ [/font][font='Arial','sans-serif']ذاته، أم أن الدماغ ـ في هذه الحالة ـ ليس إلا محطة استقبال لقوى غامضة تأتيه من[/font][font='Arial','sans-serif']الخارج!!؟[/font]