[عبدالرحمن الحربي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقدم اليوم ثلاث موضوعات للسعادة الزوجية وجعلتها مع بعضها البعض لترابطهم واهميتهم مجتمعين :

الدعاء:
كثير من الناس حين يقدم على موضوع ما يشاور القريب والبعيد ويدرس الموضوع دراسة وافية ثم يقول: على ضوء هذه الدراسة اتخذت قراري، وهذا جميل ولكن أن يكتفي بهذا خطأ كبير إذ ينبغي على المرء إن أقدم على زواج أو غيره أن يستخيـر و يستشير ويكثر من الدعاء. بل أن كثيراً من المتزوجين حين تواجههم خلافات زوجية أو أزمات يكثرون من الاستشارة وينسون أمر الدعاء فينبغــي عليهم أن يترقبوا أوقات الإجابة ويكثروا الدعاء أن يفرج الله همهم ويزيل خلافهم حتى قبل الزواج يكثر المقبلون على الزواج من الدعاء أن يرزقهم الله الشريك الصالح .
قال تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) وقال تعالى: ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى حييٌّ كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين ).

الاستخارة:
قال جابر رضي الله عنه : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا هم أحـدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ـ ويسمي حاجته ـ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال في عاجله وآجله – فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال في عاجله وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به. ).
وقيل في الأمثال (ما خاب من استخار و لا ندم من استشار )، فعلى المقبلين على الزواج من الجنسين الاستخارة قبل البدء بالخطبة أو الموافقة ومن ثم يتقدم فإن سارت الأمور على ما يرام فالحمد لله وإن تعطلت فذاك دليل على عدم التوفيق.

الاستشارة :
كما قيل ( ما ندم من استشار ) الاستشارة تعطي الأمور بعداً جديداً ونظرة أفضل وأعمق، لذلك يكون بعد الاستخارة استشارة أهل العقول الراجحة والآراء الصائبة ، ولا تكون الاستشارة من كل شخص بل تكون من المقربين الأمناء ، فيستشير الإنسان أولاً أهله من أم و أب و أخ وأخت فيسأل عمن يريد وأهله و بيته وصلاحهم وكيف هم في بيوتهم وغيرها من الأسئلة التي من خلالها تتضح الصورة .
وهنا ملاحظة مهمة وهي أن المستشار يجب أن يكون من أهل العقل الراجح والدين الواضح ، فيقول كل ما يعرفه عن المسئول عنه من حيث دينه وطباعه لقوله صلى الله عليه وسلم: ( المستشار مؤتمن )، مؤتمن في كل أمــــــر يؤخذ رأيه فيه فلا يدلس و لا يواري بل يكشف الحقائق للســائل فيظهر المحاسن والعيوب ، ويعطي رأيه عن شفافية لا مجاملة ولا رياء حتى لا يخدع المستشير ويوافق أو يرفض عن بينة و وضوح.


والله أعلم وأحكم .