[الزاهرة]

	بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: وقفت على همة عظيمة لأحد المحدثين، ويحق لكم العجب عند تأمل هذه الهمة العالية فأين نحن عن صوم العبادة ونيل الأجر كما يفعل الأسود بن يزيد من الطبقات الكبرى لابن سعد (6/70) اقتطفت هذه السيرة العطرة رحمهم الله وغفر لهم اسمه: الأسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله النخع، ويكنى أبا عمرو وهو بن أخي علقمة بن قيس قيل عنه: إن كان الأسود ليصوم في اليوم الشديد الحر الذي إن الجمل الجلد الأحمر ليرنح فيه من الحر. قال إبراهيم: أن الأسود كان يصوم في اليوم الشديد الحر حتى يسود لسانه من الحر. و عن رياح النخعي قال: كان الأسود يصوم في السفر حتى يتغير لونه من العطش في اليوم الحار ونحن يشرب أحدنا مرارا قبل أن يفرغ من راحلته في غير رمضان. وعن علي بن مدرك: أن علقمة كان يقول للأسود: ما تعذب هذا الجسد، فيقول: إنما أريد له الراحة. وعن حنش بن الحارث قال: رأيت الأسود قد ذهبت إحدى عينيه من الصوم. و عن رياح بن الحارث النخعي قال: سافرت مع الأسود إلى مكة فكان إذا حضرت الصلاة نزل على أي حال كان وإن كان على حزونة نزل فصلى، وإن كان يد ناقته في صعود أو هبوط أناخ ولم ينتظر. والحزونة المكان الخشن. و عن إبراهيم: أن الأسود كان إذا حضرت الصلاة أناخ بعيره ولو على حجر. وعن أبي إسحاق: أن الأسود طاف بالبيت ثمانين ما بين حجة وعمرة. و عن إبراهيم: عن الأسود أنه كان يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين وكان ينام ما بين المغرب والعشاء. و عن إبراهيم قال: كان الأسود يقرأ القرآن في ست. وقيل عنه: كان ثقة وله أحاديث صالحة. **رحمه الله وغفر له وجعل قبره روضة من رياض الجنة وجميع موتى المسلمين **