[عطاء بن يسار]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه الحمد الله الذي بلغنا شهر شعبان فشهر شعبان شهر عظيم عظمَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحري بنا أن نعظمه وأن يكثر من العبادة من الصوم والاستغفار فيه تماماً كما جاء وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك
.ولي في هذا الشهر ذكريات عزيزه في طفولتي
والحديث عن الذكريات حديث محبب إلى النفس، فالإنسان بطبيعته يحن إلى الذكريات، وخاصة ذكريات الطفولة الجميلة، وارغب في ان تشاركوني يااخواتي اعز ما املك ذكرياتي وخاصة تلك الخاصه بشهر شعبان ورمضان والاعياد واليكم ما اتذكره عن شهر شعبان
النتائج والاختبارات وفرحة النجاح
جميع مراحل دراستي الأوليه من الابتدائي وحتى تخرجت من الثانويه كانت تبداء الاجازه في شهر شعبان وحين تخرجت من الثانويه كان اخريوم في الاختبارت تقريبا 25 شعبان واعلنت النتائج في رمضان فكنت طوال طفولتي اعتبار شعبان شهر فرح وسرور وحفالات نجاح حيث كان اهلي كلما تطلع نتيجة الاختبار ويعلن النجاح يقومون بتوزيع المشروبات البارده والحلوى مجانا في الحي وعند تخرجي من الابتدائي قامت والدتي رحمة الله عليها بعمل حفله كبيره ودعت اليها جميع الاطفال والكبار من الاهل والمعارف والجيران وفي المرحله المتوسطه والثانوي كانت تهدي الي مجوهرات صغيره لازلت احتفظ بها الى الان مهم تغيرت الموضه او اصبحت قديمه الموديل
الزوجات والمناسبات السعيدهf
بما ان شعبان كان شهر تبدا فيه الاجازه المدرسيه كما يحصل هذي السنه فكانت الناس تستغل الفرصه وتقيم الزوجات او حفلات الخطوبه والشبكه في شعبان والزواج يكون في شوال وعموما كان شهر تعم فيه البهجه بحمد الله
الاستعداد لرمضان
1-المباركه في العشر الاخير من شعبان
في مجتمعي يبدا الفرح والبشاره بقرب دخول شهر رمضان من ليلة 21شعبان فيباركون لبعضهم ويقولون (العشر مبارك ) ولا أعلم لها اصل في الشرع ولكنها من العادات الحسنه والتقاليد الجميله التى تعبر عن الفرح والسرور والى الان اقوم بهذا العمل واتصل بالنساء الكبيرات السن من الاهل ومن صديقات والدتي عليه رحمة الله وابارك لهن في دخول العشر من شعبان
ا2-الصوم وليلة النصف من شعبان
بالنسبه الى امهاتي عليهم رحمة الله لاتشكل لهم ليلة النصف من شعبان أي تميز لأنهم اصلا يصومون ايام البيض من كل شهر ويكثرون من الصيام طوال الشهر بالذات ويقومون في كل ليله طوال العام بتوفيق من الله نسال الله لهم القبول وحفظت ذالك عنهم
غير انهم رحمة الله عليهم كانو ا في هذي الليله يدعون الله بهذا الدعاء فيقولون بلهجتهم العاميه (الله ينصفنا –الله ينصفنامن كل شر) أي الله ينصرنا على كل شر
وكان عندهم اعتقاد ان هذي الليله هي ليلة ترفع فيه الاعمال وتكتب في الا عمار وعندما كبرت وتعلمت لم اسمع احدمن المشايخ الذين عاصرتهم يحدث حول هذا الموضوع واستغربت لأني اعرف مدى فقه امهاتي وقوة العقيده عندهم (حيث تلقين العلم مباشره على يد العديد من المشايخ في زمانهم سوى في مدينة الرياض او مكه المكرمه) وكنت دائما افكر في الموضوع حتى عثرت على هذا الحديث الشريف (عَنْ حِبٍّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ". أخرجه أحمد (20758) والنسائي ( 1 / 322 ) والبيهقى فى شعب الإيمان (3/377 ، رقم 3820) . وأخرجه أيضًا : المحاملى فى أماليه (ص 416 ، رقم 486) وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 4 / 522 ولا اعلم الى الان لم اختصو ليلة النصف من شعبان دون باقي الشهر بانه هي الليلة التي ترفع فيه الاعمال --عليهم رحمة الله

3-مقاضي رمضان
وهذي هي التسميه بلهجه العاميه التي تعني شراء التموين الغذائي لشهر رمضان وهو اعلن النيه استعداد لصيام الشهر وشراء احتياجات الفطور والسحور الغذائيه واستقبال الضيوف والاجتماعات وكانت احدى امهاتي الكبيره (الام الجده) عليه رحمة الله تشتري الاغراض بكميه كبيره جدا ثم تقوم بتوزيعها على جميع بيوت الابناء
والى الان يقوم والدي حفظه الله بالقيام بذالك العمل وشراءالاغراض بكمية قد يستغرب من لايعرف عادتنا وتقاليدنا من هذي الكميات ولكن كبار السن في العائله يقومون بتوزيع المؤنه بين بيوت الابناء وحتى ان بعض الاغراض كالسكر والهيل والقهوه والشاي والرز تبقى عندي استخدمها طوال العام
تجهيز الصدقات
من الضروري تجهيز كميه من المؤنه واللحوم والتمور لتوزيعها في اول الشهر على المحتاجين وعلى المساجد في كل مغرب من شهر رمضان اما مطبوخه لتفطير الصوام او قبل ذالك في اخر شعبان على شكل اكياس مؤن
السفر الى الحجاز والاماكن المقدسه
طوال فترة طفولتي وتقريبا حتى عام 1412هـ ونحن نستعد في اخر شعبان للسفر الى الطائف اولا ثم مكه المكرمه ونادر ما نذهب الى جده والمدينه المنوره فغالبا مانبقى طوال الاجازه في مكه المكرمه وكن نتزود عند الذهاب الى مكه بحمل بعض المؤن الغذائيه التي لم تكن موجوده في الحجاز في تلك الايام مثل الرز المزه طويل الحبه حيث يفضل اهل الحجاز الرز الامريكي او المصري والجريش(نوع من القمح المجروش اشتهر في المناطق النجديه ويعمل منه وجبه غذائيه خاصه في السحور) والقرصان(وهو نوع من الخبز الناشف وذالك لعمل وجبه الثريد) وانواع من التمور لاتوجد في ارض الحجاز وانواع من البهارات كذالك وكان نحمل هدايا الى من نعرف من الاهل والاصدقاء هناك كذالك من هذي الانواع وخاصه التمور

نسال الله ان يعيدنا الى بيته المحرم اعوام عديده وازمنة مديده ونحن جميعا في افضل حال وان يرحم موتنا وموتى المسلمين اجمعين ويجعل اعمالنا كلها صالحه وله خالصه
وصلى اللهم وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين .سيد ولد آدم أجمعين وآله وصحبه الغر الميامين
وقد أمرنا الله بالصلاة عليه فقال عز من قائل : {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيماً}

[foq1]شيئان لو بكت الدماء عليهما
عيناي حتى تؤذنا بذهاب
لم يقضيا المعشار من حقيهما
شرخ الشباب وفرقة الأحباب [/foq1]

[طبعي الوفاء]

رائعه مذكراتك أسأل الله ان يبلغنا واياك شهر رمضان عشت معاك تلك الذكرايات
لأول مره اشاهد مذكراتك ولكن شوقتيني لأيام شهر رمضان واستقباله
بارك الله فيك وغفر الله لك ولوالديك ووالدينا