[الكون]

a7

الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين
أما بعد:

صــيـــام ســـت مـن شـــوال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر }رواه مسلم وغيره

قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء: وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..

صيام هذه الست بعض رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان،
وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات.

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: (فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً).

فليس للطاعات موسماً معيناً، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي!

قيل لبشر الحافي رحمه الله: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان.
فقال: (بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها).

فـفي مواصلة الصيام بعد رمضان فــــــوائـــــد عــديـدة :

اولا :

إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.

ثانيا :

صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها،
فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة..

ثالثا:

إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان،
فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده

كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها.

رابعا:

إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب.

خامسا:

وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره،
وغير ذلك من أنواع شكره، فقال تعالى(ولتكملواْ العدةَ ولتكبرواْ اللّه على ما هداكم ولعلكم تشكرون)

فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقيب ذلك.

كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامه شكراً للتوفيق للقيام.

و كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى
وهكذا أبداً فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم. وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر.

قال تعالى ( و قــلــــيـــل من عــبـــادي الــشـــكــــور ) ...

وسئلت عائشة رضي الله عنها : هل كان النبي يخص يوماً من الأيام؟
فقالت: لا كان عمله ديمة.

وقالت: كان النبي لا يزيد في رمضان و لا غيره على إحدى عشرة ركعة،
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يـــقـــضي ما فاته من أوراده في رمضان في شوال،
فترك في عام اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، ثم قضاه في شوال، فاعتكف العشر الأول منه.

و هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه ، فما حــالنا مع اللــه ؟
نسأل الله العفو و العافية في الدنيا و الاخرة
اللهم ربنا أحسن عاقبتنا في الامور كلها
و أجرنا من خزي الدنيا و عذاب الاخرة

المصدر موقع كلمات
وفقنا الله وإياكم لكل خير





.