[أبو عامر الشمري]

كعادتي اتصفح المنتديات وقرأت هذه القصة.. مؤلمة جداً ...


اللهم اجعل قبرها روضا من رياض الجنة ..



وإليكم القصة


بسمالله الرحمن الرحيم

أحكي لكم الحكاية على لسان زوجها اللذي هو ( خالي )

صلو على النبي ياجماعة ..

المكان ... في أشرف بقعة في الأرض مكة ..

كان متجها لها لأداء العمرة هو وزوجته وأبناءه ..

هادئ النفس مطمئن البال ..

الزمان .. تحديدا شهر 8

في إحدى الليالي .. رأى فيما يرى النائم


( أن نخلة البيت قد ماتت )

صحا من نومة منقبض النفس ..

تعوذ من الشيطان الرجيم ..

لاحظت عليه زوجته ضيق صدره وشرود باله ..

لكنه أسرّها في نفسه ..

بعد ذلك توجه إلى المدينة ..

وزرا قبر الرسول ..

وصليا في الروضة ..

ثم عادا إلى ديارهم .. فرحين مستبشرين بما آتهم الله من فضلة ..

لم يعكر صفو قلبه .. سوى ذلك الحلم المريب ..


***

مر كل شيء على مايرام ..

وفي ظهر ذلك اليوم ..

عاد إلى البيت منهكا من الجوع ..

وكانت زوجته أعدت له الغداء ( سمك )

قدمت الغداء بإبتسامتها ..

وبدؤ في الأكل ..

وعند أول لقمة .. غصت الزوجه بعظمة سمك ...

وأسرعت إلى دورة المياة ..

ظن خالي أنها غصة عابرة ..

حاولت في أخراج العظمة وشدّت في محاولاتها ..

خرجت العظمة ..

كانت صغيره صغيره جدا ..

كأنها تحكي لنا عن عجز المرء ومدى ضعفه ..

بعد ذلك غابت عن الوعي ..

وطار بها إلى الطوارئ ..

نظر إليها الطبيب غير عابه بها ...

- غصة سببت لك آلاما تعني شدّ عضلي ..

راجعني بعد اسبوع ..

هكذا بكل بساطة ..

كانت تشكي من ألم فظيع برأسها ..

وكانت طريحة الفراش ..

وخالي يتنقل بها من مشفى لآخر ..

ذاك يقول انها خشونه ..

والآخر شد عضلي ..

ولم يكلف أحدهم نفسه عناء حتى ان يفحصها جيدا ..

4 مستشفيات مابين حكومي وخاص ..

كانت تقول لهم انا لا أشكي من الرقبه بقدر ما أشكي من رأسي ..

لكنه أمر الله إذا وقع يا أحبه فإنه لا يرده أحدا ..
10 أيام قضتها بحــال لايعلم بها إلا ربها ...

فمنذ تلك الغصّة ..

ومع محاولاتها الحثيثة لإخراج العظم ..

انفجر شريان في المخ !!

وظلت طيله العشرة أيام تعاني من نزيف في المخ ..

حتى جــاء فجر الأربعاء ..

يقول خالي : لم تنم تلك الليلة ..

كانت تتقلب في فراشها من شدة ماتنعاني ..

سألته .. هل أذن الفجر ؟!

- بقي ربع ساعه ..

فقامت وتوضأت ننتظر الصلاة ..

الله أكبر ..رفعت يدها مستقبلة القبله ..

وشرعت في الصلاة ..

آخر نظرة لزوجها كان هذا فعلها قبل أن يخرج لصلاة الفجر ..

عاد من الصلاة ..

رأها وقد هدأت فظنّ أنها نائمة ..

وفي الساعة الثامنة ..

يسمع حشرجه روحها ..

يناديها ولا ترد عليه ..

تضيق عليه الدنيا بما رحبت ..

ويتصل على الإسعاف ..

عشر دقائق وسيارة الإسعاف تقف أمام باب البيت ..

في هذه العشر دقائق .. يتوقف النفس وتتوقف معه اشياء آخرى ..

وفي سيارة الإسعاف يتوقف القلب !!

وصلت إلى المستشفى ..

عملية إنعاش للقلب ..

بقى بها روح قليله ..

لكنها دماغيا كانت قد توفيت ..

ثلاثة أيام عاشتها على الأجهزة في العناية المركزة ...

اراها من لطف الله ..

فقد كانت الصدمة تدريجه على قلوبنا ..

وكأن الله يريد أن يهيأ قلب زوجها على تحمل المصاب ..

في ليلة الجمعة ..

تحلم إحدى قريباتها بصحيفه كبيرة ..

خط عليها عبارة واحده ..

اسمها عليها رحمة الله ..

ثم عبارة .. سلمت ..

بإذن الله أنها سلمت من عذاب القبر ..

وفي يوم الجمعة ..

أسلمت الروح لبارئها ..

وصحينها نحن على صوت التلفون ..

وجائنا الخبر ..

برغم حزن خالي إلا أنه كان ثابتا ..

في ذلك اليوم الفضيل يوم الجمعة ..

غسلت وكفنت وصلّي عليها ..

كان وجهها مستبشرا نيّرا ..

وكما وصفها زوجها .. كأنها في ليلة عرسها ..

وعندما أنزلت إلى قبرها .. عطرت أنوفهم رائحة المسك ..

حكى لنا عنها خالي في تلك اللية طـويلا ..

ثم ختم حديثه بقوله ..

اللهم إني أشهدك أني عنهــا راض !!

أجل ..

ذاك كان السر ..

لم تكن عليها رحمة الله خطيبه مفوه ذات مواعظ وعبر ..

لكنها كانت تملك أهم من ذلك كله ..

الخلق الحسن اللذي شهده الكل عليها ..

نعم المرأه كانت ..

يقول صلى الله عليه وسلم

إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت الجنة بإذن ربها

جائنتا البشائر تترى أحلام تبشر بالخير ..

نحسبها كذلك والله حسيبها ..

وعندما نرويها لخالي كان يقول ..

هذا كله بسبب خلقها الحسن ..

وبسب رضاء زوجها عليها ..

فالحمدالله كما يبغي لكمال وجهه وعظيم وسلطانه ..

مثل تلك المرأه لا يبكي عليها ..

إنما نبكي على حالنا نحن ..

رباه فاجمعنا بها في جنة ..

وأنرّ بذاكراها طريقا يعبر ..ِ