مشـــــــــهــــد حــواري بيــن قلبيـــــن
المقدمة
أقبل على الحياة وكله أمل في الرقي والارتقاء
أقبل وكلتا يديه حبلى بالحب والنقاء
كان بريقه يسلب المرء ويأسر حتى الزعماء
أقبل وجنباته تملؤها البراءة والصفاء
جميع السجايا صبت فيه وكأنه ميزان الأتقياء
لا يعرف الحقد ولا البغضاء
وفجأة هبت الرياح العاصفة وحطمت كل شيء جميل ....فأصبحت الرياض الغناء
وكأنها أرض جدباء ... لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا
وقلبت موازين الحياة ... وتبدل الأصفياء ...إلى غرباء
وأصبح لون الحياة يشوبه العتمة والمعاني الصماء
إنه بمثابة الميزان للحياة .... إما أن يريكها بألوانها الوردية إذا تشرب بالحب والوفاء
وإما أن ترتدي بسببه النظارة السوداء ... وتعيش الحياة في ظلمة ظلماء لتشربه معاني الزيغ والضلال
فيا ناظرا إلي َّ هل عرفت من أنا ؟!
أنا القفص الذهبي للكون كله ..0000تعال وعش في عالمي المجهول ... ولن تندم.
القــــــــلــب المريــــــــــــض
صوت أنين من الأعماق صدر من جسد متهالك يجر الخطوة تلو الخطوة على الأرض
استوقفه أحد المارة ...سأله سؤالاً عابراً
ما بالي أراك وكأنك إلى الموت سائر ؟!
وكأني إلى الموت سائر؟! ... قالها من الأعماق ...آآآه اقترب واسمع جوابي
إنني في ظلمة الليل اندرست ...وَضياعي
إنني في حمئت الظلم انغمست ...وَهلاكي
ويحي ...ويحي ... أي ُ ذنب قد جنيت
زفر الصوت زفرتً تهز الجبال
وتخط لمن أراد العبرة " الحذر الحذر من سوء المآل "
إنني يا صاح ..أكرمني الإله بنعمة فيها ارتياح فاغتررت بدنيتي .. واغترفت منها ما طاب للنفس ولاح ..آآه يا صاح
زين الشيطان .. بل أصدق القول لقد زينت للنفس الهوا.. واستبحت الحرمات
وأطبقت الباب على ضوء كان يبصرني الحقيقة في الشبهات
فاستمرأت نفسي العصيان
وأصبحت أتجرع كؤوس الغفلة والهوان
فتشربت ألوان الضياع والحرمان
ولم أكن مباليا بالخسران
فأثقلت قواي بكثرت البلايا والأسقام
فا صبح حالي كما ترى عجز وخذلان
آآآه لو تعلمون ؟!
ما الأسقام التي تردي إلى الهوان
داهمني الاغترار بالنعمة .. والكبرياء على المنعم
فأسقطت في بغض من سواي .. واتبعت الهوى
فعشقت الانحلال والذوبان
فصار هاجسي الهروب والنسيان .. حتى أصبحت جسدا بلا روح
كبلتني أغلال المعصية .. وأسرتني في حديقة الموت
فما السبيل إلى الخلاص ؟!.... ما السبيل إلى الخلاص؟!
" ويسقط القلب المريض على أرض المسرح
ثم يتقدم من زاوية المسرح القلب السليم متبخترا"0000
القـــــلـــــب الســـــــــــــــــــليـ ــــــم
تمرغ في تبر النعمة ... فظهرت عليه النشوة
وأصبح وكأنه قطعة ماس تنشر الضياء لكل الناس
يا له من منظر خلاب ... سلب القلوب والألباب
سار وكأنه في الكون سلطانا
سار وكله أنس وسلوانا
أذهل منظره كل من رآه
فأصبح راضيا بالحياة
قائلا وكله أمل مفعم بالصفاء
إنني في العز أُنسي والسعادة
أطلب المجد و أصبوا للزيادة
لا أبالي إن فقدت المال بل حتى السيادة
إنني أصبوا لما فوق الريادة
أسوتي " الماحي " صلى الله عليه وسلم فقد كان القيادة
آثر الحب ... و إكرام الوفادة
شرب الوفاء ... والتوكل زادة
عظيم السجايا .. من لي سواه قيادة
غرس الصبر ... وأبى إلا السعادة
هذه حالي فيا لائمي بالزهو هلا جربت هذا !
"عند قول هذه الجملة يقترب القلب السليم من القلب المريض .. ثم يرفع القلب المريض رأسه ويجلس على الأرض .. ويدور الحوار بينهما
القلب المريــض
كيف لي أن أخوض التجربة وقواي في تهالك
القلب السلـــــيم
لا تخف يا صاح فا لفرصة في يديك .. اعقد العزم .. وشمر ساعديك
القلب المريــض
آآه يا صاح وهل للغريق في ظلمت العصيان أن يمارس الحياة؟
أم هل للفجر أن يبزغ ضوءه في وسط الظلام ؟
القلب السليــم
يا أخي خذ بيدي ... فأنا عون إليك .. واترك الهم وبادر .. وامضي في عزم وقوة
واصدق القول بنية .. رب فرج كرب قلب جال في الدنيا الرديه
القلب المريــض
آآه يا صاح إن قولك كالسراب يؤنس العين ويدمي القلب حال الاقتراب
القلب السليـــم
يا أخي اسمع كلامي .. جرب الأنس وبادر قبل أن تأتي المنية .. واعلم أن الله قال إنني رب البرية قال والقول عظيم " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "
القلب المريــض
يا أخي بعد هذا القول إني لن أكابر ..بل أبادر .. إن في التوبة خير قبل أن تفنى البرية
فاعلم أن ربي هو المقصد الذي يلوذ إليه كل قلب يرعوي .. وتقبل توبة تمحوا بها عن القلب الزلل ....
وهكـذا ختم المشهد بأخذ القلب السليم بيدي القلب المريض.