أختي هوازن جزاك الله خيرا,,, وهنا أضع رأي الدكتور فهد...
سؤال / هل هناك تفسير لبعض حالات توارد الخواطر التي تكون أحيانا بين بعض التوائم أو الأقرباء ، أو حتى بعض
الأصدقاء ، وهل لهذا علاقة بالأحلام ؟
حالات توارد الخواطر موجودة ، ومثال ذلك أنه قد يكون هناك أخوان أو صديقان ، فيخبر أحدهما بشيء وقع عند الآخر
، سواء كان شيئا مفرحا أو محزنا ، ومن ثم يُكتشف صدق هذا الخاطر الذي ورد إلى مخيلة هذا الإنسان ، وفي رأيي أن
لهذه الظاهرة أحد تفسيرين : 1/ أن هذا ما يسمى بالإلهام ، وهو خاطر يهجم على قلب الإنسان لا يعرف سببه يثب عليه
كوثوب الأسد على فريسته ، وقد يكون الإلهام حال اليقظة ، وهنا فلا علاقة للأحلام به ، ويسمى صاحبه بالمحدث ؛ الذي
يجري الحق على لسانه ، مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا
الشأن : ( إن يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر ) ، وقصته مع سارية ثابتة ومشهورة ، حين قال له : يا سارية الجبل . 2
/ أن هذا الخاطر قد يكون واردا لصاحبه حال النوم ؛ حين تلتقي أرواح الأحياء ، وأرواح الأموات ، وهنا فقد تتلاقى
روح أخ بأخيه ، أو صفي بصفيه ، أو حبيب بحبيبه ، أو خليل بخليله ، أو غائب بعائلته ...الخ ، فيحصل التقابل بين هذه
الأرواح ، ومن ثم قد يحصل إخبار منها للبعض الآخر بأحوالها وأخبارها ، وبعد استيقاظها ، تخبر هذه النفوس ، أو الذين
رأوا الرؤى بما جرى ، وقد يكون ما جرى مُغيبا عنها ، كأن يكون خارج حدود المكان ، كأخبار غائب أو مسافر ، أو
خارج حدود الزمان ، كأن يكون هذا المُخْبِر ميتا ، وهي ظاهرة لا تدعو للاستغراب ، ويوجد العديد من الأمثلة التي نرا
فيها تواصلا بين جهتين ، مع البعد بينهما ، ومثال ذلك ، إحساس الأم المرضعة بحاجة وليدها للرضاعة مع كونها أحيانا
بعيدة عنه ، وهذا يعرف من خلال بعض العلامات التي تعرفها النساء المرضعات كإدرار حليبهن ، أو إحساسهن بألم في
أثدائهن قبيل وقت الإرضاع ، وهذا من الأمثلة الحية المحسوسة والمشاهدة .