ثالثاً :الحبيبوم اللمفي الزهري :
وهو مرض تناسلي سببه الكلاميديا التراخزمية ( Chlamydia Trachoma ) وهي من المتدثرات التي تسبب أمراضاً بشرية حصراً إذ أن هناك أيضاً نوع من المتدثرات مثل المتدثرة الببغائية ( Chlamydia Psittaci ) التي تحدث أمراضاً حيوانية لها أهميتها في مجال الطب البيطري.
مدة الحضانة و العدوى :
=============
تبلغ فترة الحضانة في الإصابات الناجمة عن المتدثرات التراخومية حوالي عشرة أيام ومجالها يمتد من 5-25 يوم. وتسبب هذه المتدثرات الحالات الإمراضية التالية:
1-التهاب الملتحمة السليم ( وهو التهاب ملتحمة يحدث في المسابح الملوثة ).
2-التهاب الملتحمة الحاد ( التراخوما ).
3- اعتلالات رئوية خطيرة عند الأطفال.
4- أمراض بولية وتناسلية بشكل خاص.
وسنركز هنا على الآفات التناسلية فقط.
الأعراض و التشخيص :
============
يجب الاستقصاء عن المتدثرة التراخومية أمام كل تظاهرة تناسلية بولية ذات نمط التهابي تحت حاد مع حرقة إحليلية و مفرزات صباحية. وأيضاً أمام أي تظاهرة بولية مثل الحرقة وتعدد مرات التبول وعسرة التبول.
ويبدأ الاندفاع المرضي بتقرح صغير حلقي الشكل يظهر على القضيب، أو الفرج أو المهبل أو عنق الرحم. ويحدث ترميم سريع للتقرح وكثيراً ما يمر دون أن يشعر به المريض. ولكن بعد حوالي أسبوعين تتضخم العقد اللمفاوية في جهة الإصابة وقد يكون التضخم ثنائي الجانب. وقد يحدث تلين لهذه العقد. وأخيراً يحدث اضطراب في الدوران اللمفي يؤثر على القضيب أو الصفن أو الفرج أو أعضاء أخرى. وقد تحدث اختلاطات للإصابة الأولية على شكل التهاب حشفة أو التهاب بربخ أو التهاب بروستات عند الرجل. أما عند المرأة فيحدث الاختلاط على شكل التهاب بوقين مع خطر العقم.
ويعد التشخيص صعباً. إذ لا تملك كل المخابر إمكانية كشف المتدثرات. لكن المخابر المتخصصة تستطيع القيام بهذا التشخيص الحيوي لأن إمكانية كشف العامل معقدة في كل المراحل.
وينصح دائماً بفحص الشريك الجنسي دورياً. فالكثير من النساء يكن حاملات للمرض ولكن غير عرضيات بمعنى لا تظهر عليهن الأعراض المرضية.
العلاج :
=====
يستعمل لعلاج هذا المرض مضادات حيوية من الجيل الثاني. ويستعمل أيضاً السلفاميدات والتتراسيكلين. ويجب أن تستمر فترة العلاج لعشرين يوماً.
رابعاً :الحبيبومات المغبنية و الزهرية وداء دونوفاني :
الحبيبومات الزهرية ( Granuloma Venereum ) و المغبنية ( G.Inguinal ) وداء دونافاني ( Donovaniosis ) كلها إصابات تناسلية يسببها طفيلي يعيش ضمن الخلية ( جسيم دونوفان ).
فترة الحضانة و العدوى :
============
تتراوح فترة الحضانة بين 2-3 أسابيع وقد تمتد في بعض الأحيان لتصل ستة أشهر. وتنتقل العدوى بالتواصل الجنسي.
الأعراض و التشخيص :
============
تبدأ الآفات المرضية بآلآم قاسية أو بعقيدة وحيدة أو متعددة تنفتح على الجلد مؤدية لتقرحات، يلفت النظر فيها غياب الألم وقد تتطور لتقرحات واسعة. ولا تصاحب هذه الحالات دائماً بضخامة عقدية ( في العقد الليمفاوية ).
وقد يحدث تطور بطيء للمرض يؤدي لحدوث تقرحات وتشوهات واسعة وقد يختلط المرض بأعراض ثانوية تؤدي لحدوث ضخامة عقدية.
ويتم التشخيص بالتفتيش عن جسيمات دونوفان بجزء مأخوذ من حواف التقرح.
العلاج :
====
كل المضادات الحيوية فعالة ضد هذه الآفة لا سيما : التترا سكلين، الستربتومايسين الكلورا مغينيكول و الايرثروميوسين وغيرها.
خامساً :التهاب الكبد :
لم تكن تعرف العلاقة بين التهاب الكبد و الأمراض المنقولة جنسياً. ولكن ثبت مؤخراً بالدليل القاطع إمكانية انتقال هذا المرض بالممارسات الجنسية. ويعد التهاب الكبد الفيروسي مرضاً كثير الحدوث بين البالغين. ففي فرنسا وحدها – على سبل المثال – يوجد 100000 حالة جديدة في كل سنة. وأكثر من 80% من هذه الحالات هي من النوع A و B و الباقي لم تحدد هويته بعد. أما على الصعيد العالمي فإن عدد الحملة المزمنين لفيروس التهاب الكبد فهو مليونان. وقد كشف مصدر مسؤول في الصين وحدها بأن عدد الأشخاص الذين لديهم أعراض مرض الكبد قد وصل إلى 25 مليون صيني. ومن المعروف أن لالتهاب الكبد أنواع منها التهاب الكبد من نوع A ونوع B وهناك أنواع أخرى غير محددة.
العامل المسبب و العدوى :
==========
حمات راشحة عزل منها حتى الآن نوع A ونوع B .
وإلتهاب الكبد الفيروسي من نوع A ذو تطور سليم بمعنى أنه لا يتطور أبداً إلى الشكل المزمن. أما فترة الحضانة لهذا النوع فتتراوح بين 15 و 50 يوماً. ويحدث الشفاء عادة في نهاية الأسبوع السادس من بداية الإصابة.
ولا شك في أن هناك طرق أخرى للعدوى بهذا المرض. فالعدوى بالتهاب الكبد الفيروسي من النوع A تتم بشكل خاص عن طريق الفم وهذا يعني أن العدوى تتم بطريق الأغذية الملوثة وخاصة القواقع البحرية الملوثة.
أما التهاب الكبد الفيروسي من النوع B فهو الأكثر انتشاراً وإمراضية في العالم. و النقطة الأهم هي أن هذا المرض ينتقل جنسياً في أكثر من 50% من الحالات كما ينتقل بطريق التسريب الوريدي. ويتواجد فيروس التهاب الكبد B في الدم وفي اللعاب وفي السائل المنوي وفي المفرزات المهبلية وفي الدم الطمثي وهذا يفسر سبب انتقاله بالممارسات الجنسية. أما فترة الحضانة لهذا المرض فهي من 50 – 150 يوم. ومن المهم جداً الإشارة إلى أن العدوى تتم خلال فترة الحضانة وخلال المرحلة الحادة من المرض. أما الحملة و المزمنون فيشكلون مستودع الفيروس ويمثلون مصدراً دائماً للعدوى في محيطهم. وقد ينتقل المرض أيضاً من الأم إلى الجنين. ومن بين أكثر الشرائح الاجتماعية تعرضاً للمرض الشواذ و الداخلون في شراكات جنسية متعددة .
التشخيص و الأعراض :
============
ويتم التشخيص في حال أمراض الكبد الفيروسية سريرياً وحيوياً ويستند على زيادة تركيز ناقلات الأمين في المرحلة الحادة ( Trans Aminase ) وعلى وجود المستضدات الخاصة بالمرض و الغلوبلينات المناعية لا سيما أنواع IgG و IgM .
أما الأعراض فهي الأعراض التقليدية لمرض الصفراء. حيث يستيقظ المريض صباحاً ليجد جلده قد تلون بالأصفر وبشكل خاص بياض العين. ويكون البول ملوناً. أما البراز فيكون فاتحاً. وهناك علامات أخرى كالصفراء و الصداع و الآلام المفصلية إضافة إلى الحكة. وهناك اختلاطات أخرى للمرض منها المفصلية و الجلدية و الدماغية و الوعائية و الهضمية إضافة إلى التعب، ولكن الأكثر خطورة من بينها هو التهاب المعدة و الإثني عشر.
العلاج :
===
يستعمل في حالة التهاب الكبد A الادوية المناعية المعيارية وذلك بجرعات وقائية. أما في حال التهاب الكبد الفيروسي بالنوع B فيجب التفتيش عن مصادر العدوى. ومن الممكن لاستعمال التمنيع المنفعل بحقن الفلوبلينات المناعية أن يعطي تمنيعاً مؤقتاً للمريض.
ويوجد لالتهاب الكبد الفيروسي النوع B لقاح يمكن استعماله بشكل وقائي. وهو لقاح فعال بنسبة 95% من الحالات.
سادساً :الهربس التناسلي ( Herpes ) :
يعد الهربس التناسلي من أكثر الانتانات الفيروسية انتشاراً في العالم. وهو يأخذ شكل مشكلة حقيقية حيث تظهر سنوياً أكثر من نصف مليون حالة جديدة. وهو مرض يصيب الجنسين ويجلب الإحباط لأنه شديد العدوى في بعض المراحل وهو أيضاً مصدر انتكاسات قوية جداً على الصعيد النفسي. وكلمة ( Herpes ) تعني الزحف ببطء كالأفعى وهو اسم يناسب تطور الانتانات الحلقية فهي تزحف ببطء وبشكل مخادع ثم تعاود الكرة بعد الشفاء تماما كالأفعى التي تزحف وتخادع وتهجم من جديد. وقد أحدث هذا المرض رعباً حقيقياً في الولايات المتحدة الأمريكية لدرجة أن الكثير من الشبان أصبحوا يلبسون قمصانا أو يضعوا يافطات على ملابسهم كتب عليها : لست مصاباً بالهربس ( I am not herpetic ).
العامل المسبب و العدوى :
============
العامل المسبب فيروس من عائلة ( Herpes v iridae ). وينضوي تحت لواء هذه العائلة أكثر من خمسين نوعاً تم عزلها لدى الإنسان و الحيوان. وهناك خمسة فقط تخص الجنس البشري هي الحلق البسيط و الفيروسات من نمط ( HSV1, HSV2 )، وفيروس الحماق و الحلق النطاقي ( الجديرى المائى ) وفيروس الشتاين بار المسؤول عن مرض وحيدات النوى الانتاني.
والحماق ( أو ما ندعوه بجدري الماء ) و الحلق النطاقي مرضان ينتقلان عن طريق الهواء وبالتالي فهي تصيب كل الأفراد في سن الطفولة. أما الأنواع الأخرى من المرض فتتطلب لانتقالها من شخص مريض إلى آخر سليم تماساً حميماً كالذي يحدث في أثناء الولادة وكذلك نتيجة للعلاقة الجنسية. فالحلق إذاً من الأمراض المنقولة جنسياً. ولحسن الحظ فإن المصاب بالمرض أو الحامل للفيروس لا يكون معدياً لغيره إلا في أثناء الانتان البدئي أو عند الهجمات الناكسة وعدا ذلك يمكن للمصاب أو الحامل أن يعيش حياة جنسية وعاطفية طبيعية تماماً.
الأعراض و التشخيص :
==========
يمكننا أن نميز تقليدياً نوعين من المرض:
1-الهربس البسيط وهو يظهر حول الفم ويطلق عليه أحياناً قبلة الحمى.
2-الهربس الفيروسي وهو المسؤول عن الهربس التناسلي. ولكن هذا التفريق غير دقيق فكثيراً ما نشاهد إصابات بفيروس الهربس البسيط تظهر في مناطق تناسلية. ولكن معظم – إن لم يكن كل – إصابات الهربس من النوع الهربس الفيروسي هي إصابات تناسلية صرفة.
ويظهر الهربس الجنسي بشكل أساسي على القضيب و الفرج و الشرج و العانة. وسيناريو الإصابة واحدة في كل مرة : انتان أولي يعقبه طور كامن ومن ثم من جديد تظهر آفات ناكسة تظهر في أحد أجزاء الجهاز التناسلي. وتظهر الإصابة على شكل فقاعات صغيرة تتقرح أحياناً أو تنتفخ وتكون غالباً عديدة وتغطي كامل الناحية المصابة.
الألم عرض مهم وثابت ويرافقه عند النساء المريضات مفرزات مهبلية. ويلاحظ وجود سيلان عند الرجل إضافة للاعراض الجلدية المعتادة. وتتجمع الحويصلات الصغيرة على شكل إكليل وتنفتح خلال عدة ساعات تاركة مكانها تقرحات يمكن أن تتحد مع بعضها وبشكل عام نجد فتحة قاسية على سطوح التقرحات.
وتتطور الإصابة خلال 8-15 يوماً مشكلة قشوراً لامعة تسقط دون أن تترك ندوباً واحياناً يحدث انتان ثانوي وبصورة أقل يمكن أن يحدث التهاب دماغي خطر في بعض الحالات.
هذا وتجب الإشارة إلى أن الإصابة بالهربس التناسلي إصابة ناكسة إذ تحدث هجمات جديدة للمرض بعد سنة أو عشر سنوات أو كل 51 يوماً. وتلعب المشاكل و الشدات النفسية الصدمات العاطفية إضافة إلى الطمث و الانتانات التناسلية و التعب أدواراً مهمة في حدوث الانتكاس بإصابة هربس جديدة.
ومن اختلاطات الهربس التناسلي أنه قد يصيب العين ويسبب العمى أحياناً وقد يصيب الدماغ أيضاً وهناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الهربس الفيروسي سبب مباشر في إحداث سرطان عنق الرحم.
أما التشخيص المعملى للمرض فممكن وبطرق مختلفة أهمها :
==========================
1-التشخيص الخلوي للهربس : ويتم عن طريق أخذ عينة من عنق الرحم وتلوينها بملون بابانيكولا فتظهر خلايا عديدة منواة كبيرة الحجم يطلق عليها اسم ( Syncitia ).
2-الزرع الخلوي : وهو الطريقة المثلى لكنها تحتاج إلى مخابر متخصصة.
3- التشخيص المصلي : وتقتصر فائدته على تشخيص الانتان البدئي.
العلاج :
===
على عكس الاعتقاد الشائع بأن الهربس داء لا دواء له، توجد أدوية مفيدة جداً في علاج الانتانات البدئية و الأعراض المرافقة. فعلى سبيل المثال يوجد في السوق الدوائية مركب دوائي تحت اسم ( Acyclovir ) وتحت عدة أشكال صيدلانية لمعالجة الهربس بكل أشكاله.