{ ...
جزاك الله خيراً وأتمنى أن تلقي نظره على رد الشيخ عبدالرحمن السحيم
الجواب :
هذا عَبَث ، بل هو إستخفاف بحق النبي صلى الله عليه وسلم وبمقامه عليه الصلاة والسلام .
وفيه مُغالطات ، مثل تحديد موعد مولده صلى الله عليه وسلم ، ولم يثبت تاريخياً ولا بنقل صحيح أن مولده عليه الصلاة والسلام كان في تاريخ مُعيّن .
وقولهم : (إصدار: أمين سجل يثرب: مسؤول الإحصاء: حذيفة بن اليمان)
والنبي صلى الله عليه وسلم سَمّى مدينته " المدينة " و " طيبة " و " طابة " ، ولم يُسمِّها كما كانوا يُسمّونها ( يثرب ) .
قال عليه الصلاة والسلام : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى يَقُولُونَ : يَثْرِبُ ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ ، تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ . رواه البخاري ومسلم .
كما أن حذيفة رضي الله عنه كان أمين سِرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن مسؤولا عن إحصاء أو عَدّ الناس .
وفى بطاقات اخرى يتم ذكر ما يلى :
وقولهم : (زمرة الدم: ن و ر من الله)
هذا مَبنيّ على قول بعض الصوفية إنه عليه الصلاة والسلام خُلِق مِن نُور ، وليس بصحيح ، بل هو عليه الصلاة والسلام خُلِق كسائر بني آدم ، إلاّ أن الله حَمَاه أبًا عن جَدّ مِن أن يكون مِن سِفَاح .
وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خَرَجْتُ مِن نكاح ولم أخرج مِن سِفاح مِن لَدُن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي . قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي صحّح له الحاكم في المستدرك ، وقد تُكُلّم فيه ، وبقية رجاله ثقات .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم غنيّ عن مثل هذا التعريف الذي يُورَد فيه ما لا يصِحّ .
بل ويُجَعل كأنه رجل يحمل جواز سَفَر وبطاقة عائلة ، وهذه لم تُوجَد إلاّ بعد تفرّق الأمة إلى دويلات ، وبعد أن أوجد الاحتلال بنها حدودا جغرافية ، وبَنى على تلك الحدود عداوات !
ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم عالمية ، وشخصيته عالمية .
والله المستعان .
ويُضاف عليه هنا بيان معلومات خاطئة قيلت في هذا القول !
منها :
1 - خطأ ما قيل في مكان ولادته عليه الصلاة والسلام ، فليس صحيحاً أن مكان مولده عليه الصلاة والسلام في مكان المكتبة الواقعة الآن شرق المسعى ، ومن قال بذلك فعليه الدليل على صِحّة قوله ، وقد قال عليه الصلاة والسلام يوم حجة الوداع حينما سأله أسامة بن زيد بن حارثة فقال : يا رسول الله أتَنْزِل في دارك بمكة ؟ فقال و: هل ترك لنا عقيل مِن رباع أو دُور ؟ رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية البخاري : قيل للزهري : ومَن وَرِث أبا طالب ؟ قال : ورثه عقيل وطالب .
وعند مسلم : وكان عقيل وَرِث أبا طالب هو وطالِب ، ولم يرثه جعفر ولا عليّ شيئا ؛ لأنهما كانا مسلمين ، وكان عقيل وطالب كافرين .
فإذا كان بيته عليه الصلاة والسلام لم يبق فهل يُقال ببقاء مكان مولده ؟ أو معرفة أين وُلِد عليه الصلاة والسلام ؟
ولو كان هذا الأمر مما يجدر العناية به لكان الصجابة رضي الله عنهم أوْلى الناس بذلك ، كيف لا ، وهم الذين سطّروا ملاحم الحب والبذل والتضحية له عليه الصلاة والسلام ؟
2 – خطأ ادِّعاء أن تاريخ ميلاده عليه الصلاة والسلام : 12 ربيع الاول الموافق 2 / 4 / 571 ميلادية ؛ لأنه لم يثبت كون يوم ولادته في ذلك اليوم على وجه التحديد ، ولم يكن للعرب عناية بمعرفة التواريخ ، وقد اختُلِف في سَنَة وِلادته فَضْلاً عن إثبات اليوم والشهر الذي وُلِد فيه عليه الصلاة والسلام .
مع ما ناقضوا أنفسهم به عن طريق الخطأ بقولهم (تاريخ صـدورها : 611 ميلادية / 40 قبل ألبعـثة ، عام الفيل) فَعَام الفيل ليس هو (611) !
ومن الخطأ التوريخ بالتاريخ الميلادي ! وترك تاريخ هجرته عليه الصلاة والسلام .
وفى بطاقات اخرى يتم ذكر ما يلى
3 - ميمونة بنت الحارث ليست ابنة ملك اليمن ، وإنما هي مَيْمُونَة بِنْت الْحَارِثِ الْهِلالِيّةَ .
4 – (رقم البطاقة : ( 25 ) خاتم الانبياء والمرسلين {25 } عـدد الأنبياء)
فإن الأنبياء أكثر من ذلك بكثير ، فقد روى الطبراني في الأوسط والحاكم وابن حبان من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال : نعم ، مُعَلَّم مْكَلَّم . قال : كم بينه وبين نوح ؟ قال : عشر قرون . قال : كم كان بين نوح وإبراهيم ؟ قال : عشر قرون . قالوا : يا رسول الله كم كانت الرسل ؟ قال : ثلاث مائة وخمس عشرة جماً غفيرا .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .
وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح .
وقال الألباني : أخرجه أبو جعفر الرزاز في " مجلس من الأمالي " ... ثم قال بعد أن ذَكَر إسناده : و هذا إسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير الديرعاقولي ، و هو ثقة ثبت . اهـ .
وسبب هذا الخطأ أن الأنبياء الذين ذُكِروا في القرآن هم (25) نبياً .
وقولهم : (سـريـة من السـرايا) ، الصواب : سُرّيّة من السراري .
وجزاك الله خيراً
... }