عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-01-18, 11:41 AM
رونق اليمن
عضو جديد
رقم العضوية : 81255
تاريخ التسجيل : 30 - 6 - 2009
عدد المشاركات : 69

غير متواجد
 
Thumbs up كما تديـــــن تـــــدااااان ....
بسم الله الرحمن الرحيم





دخل القاضي ابن أبي ليلى على أبي جعفر المنصور فقال له أبو جعفر : إن القاضي قد يرد عليه من الطوائف عن الناس ونوادرهم وأمور ، فإن كان ورد عليك شيء فحد ثنيه ، فقد طال عليّ يومي ، فقال القاضي : والله لقد ورد عليّ_ منذ ثلاث أمر ما ورد عليّ مثله ؛ أتتني عجوز تكاد أن تنال الأرض بوجهها أو تسقط من انحنائها ، فقالت أنا بالله ثم القاضي أن يأخذ بحقي وأن يعينني على خصمي .. فقلت : من خصمك ؟ قالت : ابنة أخ لي ... فدعوت بها ، فجاءت امرأة ضخمة ممتلئة فجلست منبهرة ، فقالت العجوز : أصلح الله القاضي ، إن هذه ابنة أخي وأوصى إليّ بها أبوها ، فربيتها فأحسنت التربية ، ووليتها فأحسنت الولاية ، وأدبتها فأحسنت التأديب ، ثم زوجتها ابن أخ ٍ لي ، ثم أفسدت علي ّ بعد ذلك زوجي .... فقلت لها ما تقولين ؟! قالت يأذن لي القاضي أن أسفر فأخبر بحجتي ؟ فقالت : يا عدوة الله !! تريدين أن تسفري فتفتني القاضي بجمالك ؟ فقال : فأطرقت خوفاً من مقالتها ، وقلت : تكلمي ، ثم قالت : صدقت أصلح الله القاضي ، هي عمتي .. أوصى بي إليها أبي ، وربتني فأحسنت ، وزوجتني ابن عم ّ لي وأنا كارهه ، فلم أزل حتى عط ّف الله بعضنا على بعض ، واغتبط كل منا بصاحبه ، ثم نشأت لها بنيّة ، فلما أدركت ْ حسدتني على زوجي ، ودأبت في فساد ما بيني وبينه ، وحسّنت ابنتها في عينيه ، حتى علقها وخطبها إليها ..فقالت : لا أزوجك حتى تجعل أمر امرأتك بيدي ، ففعل ، فأرسلت إليّ أي بنية .. إن زوجك خطب إليّ ابنتي ، فأبيت أن أزوجه حتى يجعل أمرك بيدي ففعل وقد طلقتك ثلاثاً ، فقلت : صبراً لأمر الله وقضائه ، فما لبثت أن انقضت عدتي ، فبعث إليّ زوجها : إني قد علمت ظلم عمتك لك ، وقد أخلف الله عليك زوجاً ، فهل لك فيه ؟ فقلت : من هو؟ قال : أنا فأقبل يخطبني .. فقلت : لا والله حتى تجعل أمر عمتي في يدي ، ففعل .. فأرسلت إليها ، إن زوجك قد خطبني ، فأبيت عليه إلا أن يجعل أمرك بيدي ففعل ، وقد طلقتك ثلاثا ً ...فلم يزل حيا ً حتى توفي رحمه الله ... ثم لم ألبث أن عطّف الله قلب زوجي الأول فتذكر ما كان من مواقفي إياه ..فأرسل إلي ّ هل لك في المراجعة ؟ قلت : قد أمكنك ذلك فخطبني ، فأبيت إلا أن يجعل أمر ابنتها في يدي ، ففعل ، فطلقتها ثلاثا ً فوثبت العجوز ، وقالت : أصلح الله القاضي فعلت هذا مرة ، وفعلته هي مرة بعد مرة ، فقلت : إن الله تبارك وتعالى لم يؤقت لهذا وقتا ً ، وقال ( ثم ّ بغي عليه لينصرنه الله ) ..
قال القاضي معافى بن زكريا : إن زوج العمة لم يكن ليتزوج ابنة أخيها وهي في حباله ، وأرى أن الجارية أرادت أن تتولى التفريق بينه وبينها ، استيفاءً منها ومجازاة على فعلها ....


منتقاة من كتاب المغني عن مجالس السوء ...


توقيع رونق اليمن
http://www.gmrup.com/uploads/gmrup12637564971.gif