بســـم الله الرحمن الرحيــــم
رَقَيْتَ في المجد حتى إنّكَ الَمجْدُ = وكنتَ للعهدِ أوفَى فَازْدَهَى العَهْدُ
حملتَ فكراً ينيرُ الدربَ في وَضَحٍ = مشكاتهُ سنّةٌ كانت هي القصدُ
عزمٌ ورأيٌ وإقدامٌ وتجربةٌ = والعقل مكتملٌ قد زانه رشدُ
فكنتَ فأْلَ ديارٍٍ قمتَ ترفدها = وكنتَ سعدَ رعايا نالهم رِفْدُ
ورحتَ تحملُ في عزم أمانَتَكمْ = يا لَلْوَفَاءِ وفيكَ الخيرُ والسعدُ
وصرتَ تبني وتُعلي ما تَكِلُّ يدٌ = حتى تسامى بناءُ العزّ يمتدُّ
دعوتَ للعلم والتشييد في دَأَبٍ = وقلتَ للناس جدّوا .. ها هُنا الجدُّ
خلّوا البطالةَ لن تحيا بها أممٌ = هيّا اصنعوا وطناً بالجدّ يشتدُّ
حتى غدت دولةً بالعلم قائمةً = فيها النظام وفيها العزُّ والمجدُ
شيّدتَ في كل ميدانٍ صروحَ هدىً = تكاملتْ في الندى منها لنا وِردُ
وهل زها الحرمان إلا بعد توسعةٍ = مُدّتْ مساحتُها لم يُحْصِها عدُّ
تجلو لناظرها عيناً إذا وقعتْ = على البناء كأنْ لم يأْتِها سُهْدُ
فقد أتى تحفةً في الفن ظاهرةً = فاق الجمالُ بها ما قد بنى الهندُ
بها المآذنُ تسمو وهي شاهدةٌ = وروعةُ الفنِّ في جيدٍ لها عِقْدُ
أعاد صانِعُها فَنَّاً يميّزُنَا = فالمسلمون لهم في فَنّهم بُعْدُ
كسبت أفئدةً بالحب مترعةٌ = فيها الولاءُ وفيها يظهرُ الودُّ
لما ألمَّ بكم في الجسم نازلةٌ = كان الدعاءُ لنا يا ربّنَا .. فهدُ
أعِنْهُ يحملُ أعباءً لمملكةٍ = فالعون منكَ إلهي قد بدا الجهدُ
>>>