الموضوع
:
تجربة غيرت حياتك
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : [
12
]
2010-01-13, 1:56 PM
^انفاس الصباح^
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 94124
تاريخ التسجيل : 18 - 11 - 2009
عدد المشاركات : 2,689
غير متواجد
الحياة سلسلة من الأحداث والتجارب، ينتقل عبرها الانسان،
من حال إلى حال، فعبر كل موقف وتجربة تتكون لديه خبرة جديدة،
لكنها ليست دائما أيجابية، إن التجربة التي تدفع أحدنا إلى الأمل،
تدفع بالأخر إلى اليأس، والعياذ بالله،
وتعمل الأزمات والشدائد في حياتنا كمطارق تهبط على معادننا،
فإما أن تطرق معدن اصيل فتصقله، وإما أن تطرق معدن هزيل فتكسره،
وتلك المعادن ما هي إلا حقيقة ما نحن عليه،
إن الشدائد وارهاصات الحياة، رغم ما تسببه من ألم للانسان، إلا أنها مهمة،
وجزء لا يتجزء من واقعه وحقيقة وجوده،
وما الحياة إلا سلسلة متوالية من تلك الأحداث،
وصراع مستمر بين الخير والشر في انفسنا، ومن حولنا،
وحينما تزورك الأزمات من الطبيعي، ان تجد نفسك حزينا،
ومتألما، وكثيرا ما تجد نفسك متأملا، متدبرا، فالشدائد على وجه الخصوص،
أقوى اسباب التغيير،
إن كنت قد جربت البكاء يوما اثر أزمة، فأنت غالبا،
لامست في أعماقك نداءا خاصا، بشأن السبب الذي من اجله، تعيش،
والمعنى الحقيقي وراء حياتك، فغالبا ما يتفكر الانسان حول جدوى حياته،
في خضم الأزمات، وأوقات الشدائد،
ورغم أن كل منا يعتقد ان ما يعانيه، قاسيا جدا، إلا أنه في النهاية يتجاوز ذلك الألم،
إلى مرحلة أخرى، قد تكون تحد للألم، أو استلام، المتحدون،
يتذكرون الأزمة بشجاعة،
والمستسلمون لا يكادون يذكرون من أي طريق جاؤا،
إنك تتعرض كل يوم تقريبا، للتحديات وفي كل مكان،
ومشاعرك في هبوط وصعود بين كل لحظة و أخرى،
وصراع الحياة العصرية، لا يتركك مسالما مع نفسك،
فمن الطبيعي أن تدخل في صراع مع من حولك،
حينما يكون الصراع في أعماقك محتدما،
والكبوات سمة الحياة الحقة، وسيماء الأقوياء،
فحينما تعدوا لا بد ان تقع، وحينما تبدأ السير فالمطبات أمر محتوم،
لكن الكبوات الأكثر تأثيرا، هي تلك التي تعصف بمشاعرك،
فتجبرك على إعادة النظر في حقيقة كل ما حولك،
وفي حقيقة ذاتك أيضا،
و
الأزمات
، كلمة لا نحبها، ولا نريد سماعها،
رغم أنها تعد السبب الرئيسي في نمو مشاعر الانسان،
العمر الجديد،
حينما يتعرض الانسان إلى حادثة تكاد تفتك بحياته،
ثم ينجوا منها،
يقال له ((
كتب لك عمر جديد
))،
وهذه العبارة تعبر بدقة عن الحالة التي ينتقل لها الانسان بعد الحادثة،
فلعلك لاحظت وشهدت بنفسك كيف تتغير ويتغير الآخرون اثر الأزمات،
إنهم غالبا ما يتصرفون بطريقة مختلفة،
كما وأن افكارهم تبدوا مختلفة عما كانوا عليه قبل الأزمة،
إن الأزمات والشدائد، لا تأتي سدى،
ثم لا تذهب سدى، إنها تأتي بحكمة، وتذهب بتصريف،
فالله سبحانه وتعالى قدر كل شيء،
حتى ما يصيبك من أزمات وجعل له سببا، ثم نتيجة،
حينما تشتد الأزمات،
ويصبح للدموع طعم مر،
لا تكتأب بل
ابتسم
، اصبحت اليوم أكثر قوة، بل واكثر قدرة على الأبداع،
وليس هذا مجرد كلام،
إنه مدعم بالأدلة العلمية،
فقد اثبتت البحوث العلمية الحديثة،
أن الأزمات التي يتعرض لها الانسان،
وتلك التي تؤثر بشكل كبير على مشاعره،
وتغير مجرى حياته،
تعزز استراتيجيات معالجة المشاكل اليومية،
وتعيد برمجته العقلية لتصبح أكثر بديهية
في التعامل مع الأزمات الطارئة بسرعة وذكاء،
أي ستصبح بعد الأزمة سيد المواقف الصعبة
بقلم ناعمة الهاشمي
توقيع
^انفاس الصباح^
اقتباس
^انفاس الصباح^
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها ^انفاس الصباح^