بقلم : د. نبيله الدوسري
عندما كنت أقرأ في قولة تعالى : " فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئاً وآتت كل واحدة منهن سكيناً وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم " سورة يوسف الآية 31
سبحان الله يقول الشوكاني في فتح القدير أنه لما خرج يوسف عليهن أعظمنه وراعهن حسنه حتى اضطربت أيديهن فوقع القطع عليها وهن في شغل عن ذلك ..
حقيقة استوقفتني هذه الآية وسألت نفسي كيف حدث ذلك ..؟؟
نعم تخصصي العملي الدقيق هو (تشريح) ورسالتي في الدكتوراه كانت على المخ والأعصاب وهذا ما جعلني أقوم بدراسة تحليلية لتفسير هذا الأمر لأعطي الآية ولو تفسيراً بسيطاً من التفكر في عمل المخ والأعصاب على النحو التالي :
دعت امرأة العزيز النساء اللاتي اغتبنها في يوسف لتقيم عليهن الحجة واعتدت لهن مكان مريح لتناول الطعام فالإنسان في هذه اللحظه عندما يجلس في مكان هادئ ومريح لتناول الطعام يشعر بالاسترخاء ويعمل جهازه العصبي على عملية الاستعداد لتناول الغذاء من زاوية وإفراز العصارات الهاضمة وعندما أتت كل واحدة منهن سكيناً دخلت عملية عصبيه جديدة وهي عملية التقطيع وهي عملية يستدعيها العقل الواعي (العقل الباطن) لأنها عملية قديمة يقوم المخ بتنفيذها مباشرة لصالح الفرد ولا يمكن ان تقوم بعكس ذلك إلا نادراًوحيث أن من وظائف العقل اللاواعي في مثل هذه الحاجة الاستمرار فلي تشغيل مختلف الوظائف البدنيه وهنا تتم عملية التقطيع فإذا حدث اي امر مبهر كرؤية الانسان لشيء عظيم كرؤية النسوة ليوسف عليه السلام عندما دخل فجأة بأمر امرأة العزيز وفي الجمال والحسن ما ابهر النسوة جعل النصف الأيمن من المخ يعمل وهو الجانب الذي تستخدمة المرأه اكثر من الرجل بحكم العاطفة ورقة الاحساس أدى إلى إنتاج انفعالات من اجزاء من الفص الصدغي واجزاء من المهاد وتحت المهاد وتتكون الانفعالات بإشارات من اعضاء الحس وهي العينين هنا وهذا ادى إلى مواصلة العقل الواعي عمله في التقطيع حتى ان النسوة لم يشعرن بالألم وتفسير عدم إحساسهن بالألم وهو ان الدماغ ينتج أنواع من المواد الكيميائية التي تستخدم كناقلات عصبيه واهمها :
استيل كولين والدوبامين والنورادرادينالين والسيروتونين واكدت الابحاث في السبعينات من القرن العشرين إمكانية الدماغ المذهلة لإنتاج مواد طبيعيه مانعة للألم كما أنه دخلت هنا أيضا عملية جديدة وهي عملية رؤيا غير عادية فيها إكبار وتعظيم جعلت المركز العصبي في الدماغ يقوم بتحويل النبضات الصادرة من العين إلى صورة كلمة ويحول التلفيف الزاوي هذه الصورة إلى مايقابلها من انماط الصوت الذي يتم تفسيرة في منطقة تعليمات إلى العضلات الخاصة بأجهزة النطق عندما قالت النسوة : " حاشا لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم " ..
فـ سبحان الخالق ،،
منــــقول ،،