السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيتها العزيزة / الهديل..
أشكرك شكرا جزيلا على توقيعك فى صفحتى ومرورك الجميل عليها..
وأحب أن أجيب على سؤالك...
نعــــم..
مفتاح قلبى هو ظلمة البحر والليل..
أعلم أن هناك الكثير من الناس لا تحب سواد البحر وظلمته ليلا..ولكنى أجد ذلك من أروع ما خلق الله سبحانه وتعالى.. وكل خلقه جميل..
جميلة00فمع التقاء سواد البحر مع ظلمة الليل قد نفقد الأمل
ولكن مع رؤية تلك النجوم المتللألئة هنالك نشعر بأن بريق الأمل يلمع وأن هناك أمل أن يزول ذاك الظلام أو حتى تضيئه بعض الأنوار وإن كانت خافتة
|
نعم..هذه وجهة نظر جميلة أحترمها..ولكنى لا أنظر للأمر من هذه الناحية..فنظرتك متعلقة بالنور والأمل..ولكن نظرتى متعلقة بالظلام نفسه..فأنا أرى الظلام نفسه - طبعا ليس أى ظلام - ولكن ظلام البحر والليل شيئا غاية فى الروعة..
فأنت إذا جلست على شاطئ البحر ليلا..لا تسمعين سوى صوت أمواج البحر..ولا ترين أمامك سوى البحر الواسع..عن اليمين وعن الشمال..مظلم...فيمتد نظرك إلى الأمام..إلى أقصى المدى..فترين إلتقاء السماء والبحر...فترفعين عينيكى إلى أعلى قليلا فقليلا..فترين سواد أعظم..فى كل ناحية..لا نهاية له...وإذ بذلك السواد يتخلله بعض البريق..بريق نقاط صغيرة..بريق النجوم البعيـــــــدة..هى تبدو لك صغيرة..ولكنها فى الأصل كبيــــــــرة...وبعيــــدة...فيقف تفكيرك لينتبه..لسعة ذلك الكون..وكبر ما فيه..مع أن هذا الذى ترينه ليس سوى جزء صغيـــــــــر من الملكوت الذى خلقه الله خالق الأكوان..فتنتبهى..كم أنا ضئيلة أمام سعة هذا الكون...ولكن صاحب هذا الكون أكبر وأعظم..فتنتبهى أكثر فأكثر..فإذا بك تتذكرين أنك الأن..وأنت أمام هذا البحر..وأنت تفكرين..وتتأملين..مازلت أمام الخالق الوهاب..وأنه يراكِ..ويعلم ما تفكرين به..وما يجول بخاطرك..فيزداد شعورك بأنك أصغر مما تخيلتى..ويدب فى أعماقك خجل وحياء ..وخشوع..وحب لله..أرحم الراحمين..رب العالمين..فتشعرين برغبة فى مناجاة ربك والتضرع إليه..وأن تفتحى له قلبك..فتشكى له..أو تحكى له حالك..وهو أعلم بحالك منك..ولكن ما ذلك إلا رغبة منك فى مناجاة الله سبحانه وتعالى..والإحساس بأنه قريب..مجيب..سميع..وبصير..فتحكى وتتضرعى..وتبكى وتخشعى..فيزداد حبك لله سبحانه وتعالى..ويمتلئ قلبك بنور ذلك الحب.
لهذا أقول أن ظلمة البحر والليل هى "مفتاح قلبى"..
أشكرك ثانية على تعليقك..
و...
دمت بخيــــــــر
السلام عليكم.
التعديل الأخير تم بواسطة doctornouna ; 2005-07-29 الساعة 2:35 PM.
توقيع doctornouna |
***********************************************
رأيت ورأيت .. وما رأيت بأرض الخيال من هم بأخلاقكما وأدبكما ..
محمد عبد الله زينو
san
أسأل الله رب العالمين أن يرضىعنكما
|
|